شاءت قطر بحلول عام 2004، أن تنشئ كيانا دينيا يشرعن السياسة التخريبية التي تنتهجها في أقطار العالم العربي، إذ عمدت السلطات إلى جلب رجل الدين المدرج على قوائم الإرهاب من الدول الداعية لمكافحة الإرهاب، يوسف القرضاوي، لترؤسه، وجعل نائبه عبدالله بن بيه، ونائبه محمد واعظ زاده الخراساني عن إيران، قبل أن يقوم ابن بيه بالاستقالة. فيما ساعد هذا الاتحاد في شن الهجمات السياسية التحريضية تحت عباءة الدولة القطرية، وتبعا لمنهج حركة الإخوان المتطرفة التي تعدّ قطر حاضنة سياسية وحزبية لها، تمكنها من بث سمومها إزاء الأوطان العربية. وفور قراءة أهداف هذا الاتحاد، يتضح للمراقب أن هذا الكيان يناقض نفسه، بفعل المواقف المشبوهة التي اتخذها، إذ ينص ميثاق هذا الكيان على أن أهدافه شعبية، فيما تدور غالب بياناته وتصريحات أعضائه حول المواقف السياسية والفوضى التي تحدث في العالمين العربي والإسلامي، مما يشير إلى عدم نقاء منهجه، وأنه أداة تحركه سياسة الدولة المستضيفة له. مواقف متناقضة بحسب مراقبين، تعددت المواقف السلبية لهذا الكيان منذ اندلاع فوضى ما يعرف بالربيع العربي، إذ تَصدّر رئيسه القرضاوي شاشات الإعلام القطري، ليفتي بجواز قتل الأبرياء والعمليات الانتحارية، مرورا بتونس وليبيا ومصر وانتهاء باليمن وسورية، إلى جانب إقحام الأحداث السياسية في منابر الجمعة بشكل متكرر، وهو تصرف مستهجن ترفضه الشريعة الإسلامية الوسطية. وحرّم الاتحاد منذ اعتلاء الإخوان الحكم في مصر الخروج على الحاكم، وعدّ مسألة الخروج عليه بالكفر، فيما يفتي في بقية الدول العربية بجواز المظاهرات والأعمال التخريبية لإسقاط الأنظمة الحاكمة. وأقحم الاتحاد نفسه في الأزمة القطرية الأخيرة، إذ وصف مقاطعة الدول الداعية لمكافحة الإرهاب لدولة قطر بالحصار، ومطالبا برفعه، إلى جانب دفاعه عن الأعضاء المدرجين على لوائح الإرهاب. كما تصرف الاتحاد خارج أهدافه المنشودة منذ أشهر، وأعلن تأييده للتعديلات الدستورية التي حدثت في تركيا، فضلا عن استنكاره منع السلطات الهولندية طائرة وزير الخارجية التركي مولود أوغلو من الهبوط في مطار هولندي، مما أحدث موجة غضب وسخرية وسط الشبكات الاجتماعية، مطالبين الاتحاد بعدم إدخال نفسه في الشؤون السياسية الداخلية للدول. مخاوف التهميش يرى محللون أن الاتحاد لا يكاد يصدر بيانا إلا ويقحم الطائفية فيه، إذ أدرج ما يعرف بالثورات العربية في بيان إدانته بشأن الأحداث الإرهابية التي جدت في رمضان الماضي بمكة المكرمة، خالطا بذلك بين استهداف الأماكن المقدسة وبين الفوضى الدموية التي جدت في العالم العربي. من جانبه، يسعى الاتحاد عبر أذرعه الإعلامية والميدانية إلى الهيمنة على المشهد الديني في العالم العربي والإسلامي، إذ هاجم الكيان القطري مؤتمر أهل السنة والجماعة الذي عقد في الشيشان في الفترة الماضية، وذلك خوفا من تلاشي هيمنته على المشهد الديني، وكسر هذا المؤتمر لهيبته وسط متابعيه. وقال خبراء، إن غضب الاتحاد من مؤتمر غروزني مفهموم، إذ أراد القرضاوي تقديم نفسه بأنه المتحدث الرسمي لأهل السنة والجماعة، رغم أن الاتحاد لا يملك الشعبية الكافية للتأثير على الرأي العام العربي. ودأب الاتحاد، الموصوف باتحاد الإخوان، على كيل المديح للدول والكيانات التي تدعمه وتؤي العناصر الموالية له، مقابل شن الهجمات التحريضية للدول التي تخالف منهجه، وهو تصرف يقدح في صدق منهجيته وأهدافه.
مشاركة :