الصدر يحذّر من تأجيج حرب طائفية بعد «داعش»

  • 7/12/2017
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

في حين خرج آلاف العراقيين في مختلف المحافظات العراقية، مساء أول من أمس، عقب إعلان رئيس الوزراء حيدر العبادي تحرير مدينة الموصل من قبضة «داعش»، محتفلين بالنصر الذي حققته القوات المسلحة العراقية على التنظيم الإرهابي، حذّر زعيم «التيار الصدري» مقتدى الصدر في كلمة بمناسبة التحرير، من «نية البعض تأجيج حرب طائفية» بعد الانتهاء من مرحلة «داعش»، ودعا إلى «حصر السلاح بيد الدولة» ومحاسبة المقصرين عن سقوط الموصل.وهنا رئيس الجمهورية فؤاد معصوم، الشعب العراقي والعالم أجمع بتحرير مدينة الموصل بالكامل، مشيدا بـ«قادة وضباط وجنود القوات المسلحة على كفاءتهم وبسالتهم في تحقيق النصر التاريخي»، مؤكدا على «ضرورة مضاعفة الجهود لحماية المدنيين وإعادة النازحين، والبدء فورا بإعداد الخطط للمباشرة بإعادة إعمار المدينة وكل المناطق المنكوبة».وامتلأت ساحة «التحرير» وسط بغداد بجموع الشباب المحتفلين على وقع أنغام الموسيقى والدبكات الشعبية، مرددين الأغنية الشهيرة: «عروستنا وأخذناها». كما عمت الاحتفالات أغلب المحافظات في غرب ووسط وجنوب العراق. وتماشيا مع الفرحة التي غمرت كثيرين، قررت الحكومة العراقية أمس عطلة رسمية. ولأول مرة منذ سنوات، يجد العراقيون الذين مزقتهم الصراعات المذهبية والسياسية، أنفسهم أمام حدث يحظى بإجماع وطني غير مسبوق. وينظر كثير من العراقيين إلى احتلال «داعش» مدينة الموصل وإعلان خلافته المزعومة فيها على أنه «جرح» غائر في الذاكرة الوطنية العراقية. وشبه مواطنون الاحتفال بتحرير الموصل، بالاحتفالات التي أعقبت نهاية الحرب العراقية - الإيرانية عام 1988، بعد استمرارها 8 سنوات.على أن الفرحة الغامرة لم تنس كثيرين التذكير بمسارين أساسيين يتعلقان بسقوط الموصل وتحريرها؛ يتعلق الأول بالرغبة في محاسبة المسؤولين عن سقوطها وتقديمهم إلى محكمة عادلة، وتتعلق الثانية بمعالجة الآثار الكارثية التي خلفها احتلال «داعش» والحرب ضده على المدينة وأهلها.وفي المسار الأول، انطلقت منذ أيام حملة شعبية لجمع مليون توقيع بهدف الضغط على الحكومة العراقية والمنظمات الدولية للتحقيق بحادثة سقوط الموصل ومجزرة «معسكر سبايكر» في صلاح الدين ومحاسبة المقصرين والمتسببين في صعود «داعش». وتشير أصابع الاتهام إلى رئيس الوزراء السابق نوري المالكي وتحميله مسؤولية سقوط المدينة أثناء فترة حكمه، كما تطال لائحة الاتهام ساسة وقادة عسكريين شغلوا مناصب رفيعة قبل يونيو (حزيران) 2014. منهم محافظ نينوى السابق أثيل النجيفي، وقائد القوية البرية علي غيدان، ومدير الاستخبارات العسكرية حاتم المكصوصي، وقائد عمليات نينوى مهدي الغراوي، إلى جانب قائد القوات المشتركة الفريق أول ركن عبود قمبر وآخرين.وفي المسار الثاني، تدور أحاديث ونقاشات كثيرة على المستويين الرسمي والشعبي تتعلق بمعالجة آثار الحرب على الموصل وإعادة بناء البنى التحتية وعودة النازحين.وتشير التهنئة التي قدمها زعيم التيار الصدري بمناسبة تحرير الموصل، إلى المسارين الآنفين، حيث دعا العبادي إلى «الأخذ بزمام الأمور بعد تحرير الموصل، ولا نعني الوضع الأمني والعسكري فحسب، بل الوضع الإنساني المريع للمهجرين والمتضررين بسبب قوى الشر الإرهابية»، مضيفا: «حسب رأيي، فإن الوضع الطائفي سيتأزم كثيرا، وسيسعى البعض للانتقام من المدنيين بحجة الإرهاب». وأشار الصدر إلى وجود «نية مبيتة لتأجيج الحرب الطائفية». وطالب حكومة العبادي بـ«تأمين الحدود عموما وتأمينها من الجهة الغربية، لا سيما مع وجود أصوات منادية بإدخال شبابنا في حرب سوريا وغيرها».ويقول الخبير في شؤون الجماعات المسلحة هشام الهاشمي إنه اطلع على «خطابات القادة والساسة والمنظمات والمؤسسات والوجهاء والأعيان والعوام حول تحرير الموصل، فلم أجد فيها خريطة طريق لما بعد الموصل أوضح من خطاب السيد مقتدى الصدر».

مشاركة :