مسرح المفتاحة يعيد بوصلة الطرب جنوباً

  • 7/12/2017
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

رغم تأجيل حفلات أبها الغنائية إلى شهر أغسطس المقبل، إلا أن الصدى الذي حققته الحفلة الأولى التي أحياها فنان العرب محمد عبده مساء الجمعة الماضي، أكد على أهمية مسرح المفتاحة في تاريخ الأغنية السعودية بوصفه منصة اختبار جماهيرية لكل من اعتلى خشبته ودراسة لوضع الفنان جماهيراً ورقمياً في شباك التذاكر. وبين الغياب والحضور كان الحدث أكبر والحضور فوق المتوقع لأولى الحفلات بحشد جماهيري بلغ 3127 شخصا. الرياض التقت بمثقفين ومهتمين بالفنون وأكدوا على دور مسرح المفتاحة الريادي في مسيرة الفن السعودي، وقال خالد عسيري "أتابع فنان العرب باهتمام، وسعدت بإعادته للطرب في أبها.. أعتقد أننا نتشارك الفرح به وبالمفتاحة العائدة" وأجمع عبدالعزيز الجوني وإبراهيم حمدان على أن الفن الراقي كان يبعث رسائله قبل سنوات من أبها منفردة عن غيرها من مدن المملكة حتى غابت ثم عادت بشكل مميز وتنظيم راقٍ يسمح للمشاهد بحجز تذكرته والاستمتاع بحفلة غنائية ساهرة دون أي مشاكل أو حاجة للسفر. من جهته قال الأديب د. صالح الحمادي أطل محمد عبده على أبها بعد غياب سنوات "وتمكن من تحويل صيف أبها عاصمة السياحة العربية 2017 إلى معيار سياحي جديد من خلال إشغال الفنادق والمراكز السكنية عن بكرة أبيها، وأصبح البحث عن غرفة في فندق أو شقة يحتاج لتدخل محمد عبده شخصياً". مضيفاً بأن محمد عبده سوّق صيف عسير بطريقته التي لا ينافسه فيها أحد، ووصلت نسبة التشغيل للفنادق والمراكز السكنية 100%. وأشار الحمادي إلى أن محمد عبده "وقف على مشارف المدينة "يسأل عن خبر"، وعن "ظبي الجنوب"، وعن "سودة عسير"، ولم يجد الجواب وسيغادر ليعود لنا بعد سنوات ليجد شكوى تئن لها الغابات والضباب ورشات المطر. من جانبه دعا الكاتب علي القاسمي إلى النظر لمسألة عودة الحفلات الغنائية إلى المفتاحة من الزاوية المضادة "وهي الزاوية التي تتكئ على الرفض التام لعودة مثل هذه الحفلات والتي ينطلق منها الرافضون لأي محاولة جادة لمصافحة المجتمع للفن، هذه المصافحة توقفت لسنوات طويلة دون أن نبحر في مسببات هذا التوقف لكنه بالطبع توقف لم يقدم لنا سوى غياباً تاماً للفرح والبهجة والطرب الذي نميل له في شاشاتنا، ونلاحقه في مسارح دول الجوار ونتلذذ به في المساحات الضيقة التي تتاح لنا". وأضاف بأن "الرفض بالطبع -وهو رفض طويل- لم يصنع سوى عشق مضاعف للأغنية والحراك الفني والطرب المصاحب، الأغنيات نحنّ إليها سراً بعد أن كنا نعيشها واقعاً، وتسافر برفقتها أجيال متلاحقة آمنت أن الفن بوابة جميلة ومتنفس حقيقي". الحمادي: محمد عبده معيار سياحي جديد القاسمي: عودة الحفلات ستقدم لنا جيلاً مُحباً للحياة وعن انعكاسات عودة مسرح المفتاحة، قال القاسمي إن "الذكريات الرشيقة مع حفلات الفن القديمة والتي ناهزت الذاكرة المصاحبة لها 18 عاماً تجعل مجرد الشعور باللحظة شيئاً فارهاً وفارقاً في سماء محبي اللحن والأغنية، جيل بعمر الذاكرة لم يظن أن ثمة مساحة أنيقة للطرب والفن ويشعر أن الحقبة الذهبية للغناء السعودي ليست إلا مرحلة مضت وانتهت وعصية على العودة بذات النفس والدهشة، الفن طقس اجتماعي يعيشه السعوديون وإن تباينت طريقة تعاطيهم وتعايشهم مع الطقس، وكان المجتمع حاضناً ومتفاعلا مع كثير من الفنون وذائباً حد المتعة مع الأغنية، ولعل العودة تقدم لنا جيلاً محباً للحياة ومتراجعاً عن مفاهيم الكراهية والتعصب والإقصاء، ولنعش هذه اللحظات بكل حوافها وحدتها ثم نتعاطى ببطء مع الانعكاسات والمقارنات". د. صالح الحمادي علي القاسمي

مشاركة :