ناهد الزيد وإرهاب الشوارع - يوسف القبلان

  • 6/25/2014
  • 00:00
  • 9
  • 0
  • 0
news-picture

الاعتداء على المواطن السعودي خارج المملكة من الممكن أن يحصل في أي بلد. يمكن أن يحصل للطالب والطالبة كما يحصل للسائح والسائحة. الأسباب قد تكون عنصرية أو سياسية أو لغرض السرقة. ما حدث للمواطنة المبتعثة في بريطانيا الأخت ناهد الزيد (يرحمها الله) شيء مؤلم واعتداء غادر لا يقوم به الا صاحب عقلية مريضة وقلب حجري وفكر لا علاقة له بالإنسانية. دوافع المجرم قد تكون عنصرية ولا زال البحث جارياً عن المجرم ونأمل القبض عليه ليس لمعرفة دوافعه فقط ولكن لمعاقبته على جريمته الشنيعة. أما ربط ما حصل بموضوع الابتعاث فهذا رد فعل متسرع وغير منطقي. المبتعثون والمبتعثات تجاوز عددهم (150) ألفا فكم عدد الذين تعرضوا للاعتداء؟ أضف الى ذلك الأعداد الهائلة من السائحين في أرجاء الدنيا فهم أيضا معرضون لحوادث مماثلة فالخطر ليس محصورا بالمبتعثين. الأحداث السياسية تؤثر أحيانا في سلوك الناس اذا صاحبها اعلام غير موضوعي. الاعلام ليس وسيلة لنقل الخبر فقط ولكنه أداة تثقيف، فاذا ابتعد الاعلام عن المصداقية، ولجأ الى الاثارة والتحيز وتشجيع التطرف انعكس ذلك على سلوك الناس. حدث ذلك في دول وأزمان مختلفة تحولت فيه الوسيلة الاعلامية الى أداة تحريض. رحم الله الأخت الفاضلة ناهد الزيد التي كانت في الغربة لطلب العلم فهي بريئة ولا يوجد سبب مقنع لقتل الأبرياء مهما كانت الظروف السياسية أو الطرح الاعلامي. هناك متطرفون في كل بلاد الدنيا ممن يكره الأجانب ويتصرف بطريقة همجية، ويتعامل مع الناس بمعايير عنصرية تشرع وتقرر وتنفذ. أمام هذا الواقع أصبح على المسافر (سواء أكان سائحا أم مبتعثا) الى بلد غير بلده أن يتعرف على تفاصيله، والأماكن التي يتجنبها، والمواقع التي يزورها، وعادات البلد وثقافته ونظامه. وانتشرت الكتب في هذا المجال لكني غير واثق من نسبة الذين يقتنون هذا النوع من الكتب ويطلعون عليها قبل السفر. وفي كل بلاد الدنيا سوف يقابلك الطيبون والأشرار وقد تجد أن التحذيرات التي قرأتها عن بلد معين مبالغ فيها أو العكس وهذا يرتبط بتجربة كل انسان وبالظروف التي مرت به والناس الذين تعرف عليهم. رحم الله الأخت ناهد التي تعرضت لنوع من الارهاب يمكن تسميته ارهاب الشوارع وهذا السلوك الارهابي ينبت في ظروف احتقان ثقافي، وعنصرية يرعاها المتطرفون الذين يشغلون أنفسهم بهدم الجسور، فيسقط الأبرياء في البحر وهم لا يجيدون السباحة.

مشاركة :