بمناسبة بدء منافسات كأس العالم الحالية كتبت قبل فترة مقالاً قدمت فيه اقتراحات من شأنها رفع نسبة الأهداف في مباريات كرة القدم.. ورغم أنني لم أكن جاداً في تقديمها، كانت منطقية ومعقولة مقارنة بالاقتراحات التي قدمها الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش لرئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم إن أراد للعبته الانتشار بين الأمريكان (حسب تعبيره)!! ... ورغم غرابة القوانين التي قدمها بوش وشخصي المتواضع من قبله إلا أن أحداً منا لم يضف على اقتراحاته صبغة دينية مقدسة، أو يقحم فيها نصوصاً شرعية تحت غطاء "الفتوى"... وأقول هذا لأنني استلمت رسالة الكترونية من الأستاذ أحمد العرفج تنبهني إلى وجود ماهو أغرب في كتابه (الغثاء الأحوى في لّم طرائف وغرائب الفتوى).. إلى وجود فتوى خاصة بتحريم كرة القدم طعمها صاحبها بنصوص شرعية ومحاذير دينية ومخاطر اجتماعية وتعتمد في أهون فقراتها على مخالفة الكافرين في ممارستها.. وبعد البحث عنها في الانترنت وجدت أنها صحيحة بالفعل وموجودة في أكثر من موقع ومنتدى بإاسم الشيخ المذكور... ورغم أنها فتوى طويلة تفوق هذا المقال ب36 مرة يمكن اختصارها في 16 كلمة فقط: (كرة القدم حرام لأنها من صنع أمريكا الملحدة وأذنابها وتحتكم إلى قوانين وضعية من اختراع البشر)!! ولكن .. ماذا إن أصر شباب الصحوة على مخالفة هذه الفتوى ولعب كرة القدم!؟ لم يفت ذلك على فضيلته فقال (بالنص): .... والشاهد من كل هذا أن شباب الصحوة إذا كانوا يريدون أن يلعبوا بالكرة. وأنهم لا يعرفون الورع (ولاحظوا التهمة) ولا يُبالون بالوقت (ولاحظ المحش) ويقولون نريد أن نلعبها ولكن ماهي الشروط والضوابط حتى لا نقع في مشابهة الكفار والطواغيت وأعداء الدين من أمريكا وفرنسا وروسيا وأذنابهم.. فالجواب هو إذا أبيتم إلا اللعب بها فلابد لكم من التقيد بالشروط والضوابط الآتية: أولاً : تلعبون الكرة بدون الخطوط الأربعة لأنها من صنيع الكفار والقانون الدولي الذي أمر بوضعها... ثانياً: ترك ألفاظ القانون الدولي الذي وضعه الكفار والمشركون كالفاول والبلنتي والكورنر... ومَنْ قالها منكم يُؤدب ويُزجر ويقال له علانية: إنك قد تشبهت بالكفار وهذا حرام عليك!! ثالثاً: من سقط منكم وكسرت يده أو قدمه فلا يقال فاول ولا يُوقف اللعب من أجل سقوطه ولا يعطى من كسره وأسقطه ورقة صفراء ولاحمراء. بل الأمر لتحكيم الشرع عند الكسور والجروح، فيأخذ اللاعب المكسور حقه الشرعي كما في القرآن وأنتم يجب عليكم أن تشهدوا معه... !! رابعاً: لا تُوافقوا الكفار واليهود والنصارى وخاصة أمريكا الخبيثة بالعدد.. بمعنى ألا تلعبوا أحد عشر شخصاً . بل تزيدون على هذا العدد أو تقلُّون.. خامساً: تلعبون بثيابكم أو ثياب النوم وغيرها، بدون السراويل الملونة والفنايل المرقمة لأنها ليست من ملابس أهل الإسلام بل هي ملابس الكفار والغرب فإياكم والتشبه بلباسهم!! سادساً: أن يُقصد من لعبكم تقوية البدن بنية الجهاد في سبيل الله تعالى والاستعداد له في وقتٍ يُنادى للجهاد لا لضياع الأوقات والأعمار والفرح بالفوز المزعوم! سابعاً: لا تجعلوا وقت لعبكم مثل الوقت المرسوم عند اليهود والنصارى وجميع دول الكفر والالحاد ونوادي الضلال (المشاركة في دوري زين) إذ يجب عليكم مخالفة الكفار والفساق ودعاة الضلال وعدم مشابهتم... !!! ... لم ينته كلامه بعد... وللحديث بقية...
مشاركة :