البنية التحتية للفنادق التونسية والمنتجات المتنوعة عوامل من شأنها تلبية احتياجات السياح الأجانب. كما تمثل الصحراء التونسية عامل جذب لهم إلى جانب الواحات التي تعد أماكن مميزة لتعزيز توافدهم السياحي. وقال المندوب الجهوي للسياحة بمدينة سوسة فؤاد الواد في تصريحات صحافية إن هناك “ارتفاعا في عدد السياح على المنطقة السياحية سوسة القنطاوي منذ بداية العام الجاري بـ11 بالمئة مقارنة بالفترة ذاتها من سنة 2016”.2.5 مليون سائح زاروا تونس في النصف الأول من 2017، بارتفاع بنحو 29.3 بالمئة بمقارنة سنوية وأعطى رفع الدول الإسكندنافية، وهي الدنمارك والنرويج والسويد وفنلندا وآيسلندا وجزر فارو، حظر سفر مواطنيها لتونس أواخر الشهر الماضي، دفعة قوية للحكومة التي تعمل على إقناع حكومات الدول بأن الوضع الأمني بالبلاد مستقر. وسبق أن أعلنت كل من فرنسا وألمانيا وبلجيكا وهولندا وبولندا ولوسكمبورغ رفع حظر سفر مواطنيها لتونس، وهو مؤشر على عودة الثقة لشركائها التقليديين. وبحسب الإحصائيات الرسمية، زار تونس في النصف الأول من العام الجاري أكثر من 2.5 مليون سائح أجنبي، أي بنسبة نمو بلغت نحو 29.3 بالمئة، بمقارنة سنوية. وقال وجيه خليفة، المسؤول بوزارة السياحة في تصريحات صحافية سابقة إن “عائدات السياحة ارتفعت بنحو 8 بالمئة خلال الأشهر الستة الأولى من 2017 بمقارنة سنوية حيث بلغت 800 مليون دينار (324 مليون دولار)”. ومع ذلك، ترى المسؤولة في الجامعة التونسية لوكالات الأسفار والسياحة نادية قطاطة أن القوانين السياحية الحالية لا تتناسب مع الأزمة التي شهدها القطاع، مما قد يعرقل بوادر الانتعاشه. وتظهر بيانات مصالح الحدود بوزارة الداخلية التونسية مع مصالح وزارة السياحة، تواصل انتعاش تدفق السياح الفرنسيين، حيث زار البلاد خلال النصف الأول من هذا العام أكثر من 202 ألف سائح فرنسي مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي. وضخت عودة شركات السياحة ومتعهدي الرحلات السياحية في فرنسا دماء جديدة في قطاع السياحة في تونس بعد تراجع كبير شهده القطاع في السنوات الست الأخيرة. ويقول عبداللطيف حمام، مدير عام الديوان الوطني التونسي للسياحة، إن بلاده تستهدف استقبال نصف مليون سائح فرنسي هذا العام، مشيرا إلى أن هناك مؤشرات على بداية عودة للزبائن الفرنسيين. ورغم أن بريطانيا لم ترفع حظر سفر رعاياها لتونس حتى الآن، إلا أن تقارير محلية أشارت إلى أن 11 ألف سائح بريطاني زاروا البلاد منذ بداية العام الجاري، حيث قاموا بالتنقل عبر متعهدي رحالات خارج بريطانيا أو بالاعتماد على طرقهم الخاصة.نادية قطاطة: القوانين والإجراءات الحالية لا تتناسب مع الأزمة التي شهدها القطاع وتشير البيانات أيضا إلى أن أكثر من 194 ألف سائح روسي قدمـوا لتونـس منـذ بداية العـام الجاري، كمـا سجل القادمون من إيطاليا نموا بنسبة 16.2 بالمئة ومن ألمانيا بنسبة 36.1 بالمئة مقارنة بالمعدلات المسجلة العام الماضي. وإلى جانب تحسن تدفق السياح الوافدين من السوق الأوروبية، فعدد القادمين من الجزائر هذه السنة غير مسبوق، رغم أن ذروة الموسم السياحي لم تنطلق بعد، حيث زار البلاد أكثر من 766 ألف سائح جزائري، أي بارتفاع بنحو 61.2 بالمئة بمقارنة سنوية. ويتواصل نمو السياحة الصينية في تونس، حيث تجاوز عدد السياح الصينيين 8 آلاف سائح مقابل 1900 في الفترة نفسها العام الماضي. وينبني انفتاح تونس على السوق الصينية على عنصرين هما ثراء وتنوع المنتوج السياحي وتلاؤمه مع ميول السائح الصيني والتطور الذي طرأ على وسائل النقل الجوي والذي يمكّن الصينيين من الوصول إلى تونس عن طريق الربط الجوي غير المباشر. كما وصل إلى تونس أكثر من 8 آلاف سائح أميركي، ونحو 5 آلاف سائح من كندا، ما يعني أن هذه السوق سجلت ارتفاعا بنسبة 42.2 بالمئة مقارنة بالفترة نفسها في 2016. وتتوقع تونس نمو عدد السياح الأجانب بنحو 30 بالمئة بنهاية العام مقارنة بالعام الماضي، مع استقرار الأوضاع الأمنية وارتفاع الحجوزات، وفق تصريحات رضا السعيدي المستشار الاقتصادي لرئيس الحكومة. وتسعى تونس من خلال استراتيجية جديدة لدعم السياحة، إلى استقطاب 10 ملايين سائح حتى 2020 مقارنة بنحو 5.7 مليون سائح العام الماضي، ومضاعفة إيرادات القطاع التي بلغت 2.3 مليار دينار (مليار دولار) العام الماضي، وفق وزيرة السياحة سلمى اللومي. وبدأ السياح يتدفقون إلى تونس مع بداية أبريل الماضي، مع حلول أول الرحلات القادمة من بروكسل وتضم 351 سائحا، بعد رفع الحظر الجزئي في فبراير الماضي من قبل السلطات البلجيكية منذ الهجمات الإرهابية قبل نحو عامين. ويبدي خبراء القطاع في تونس تفاؤلا بالموسم لهذا العام، متوقعين انتعاشا أكبر خاصة مع تحسن الوضع الأمني.
مشاركة :