ما بعد تحرير الموصل، دمار وخراب وعائلات تأبى العودة

  • 7/12/2017
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

الموصل (العراق) ـ رغم تحرير كامل مدينة الموصل، شمالي العراق، من عناصر تنظيم الدولة الاسلامية فإنّ معظم النازحين من المدينة والذين غادروا ديارهم نتيجة الاشتباكات التي استمرت عدة أشهر، لا يفضلون العودة إلى منازلهم حاليا، بحسب مسؤول حكومي. وقال رزغار عبيد مسؤول مخيم خازر شرق الموصل، إنّ أهالي المدينة لا يفضلون العودة إلى ديارهم حاليا رغم انتهاء الاشتباكات. وأضاف عبيد أنّ عدد النازحين الذين غادروا المخيم بهدف العودة إلى ديارهم في الموصل، ضئيل جداً، مشيراً أنّ الأغلبية تفضّل البقاء في المخيمات. وعن أسباب عدم تفضيل النازحين العودة إلى الموصل، قال عبيد: "هناك سببان الأول أنّ منازلهم دُمّرت بالكامل نتيجة القصف العنيف، والسبب الثاني هو عدم استتباب الأمن والاستقرار في المدينة رغم انتهاء الاشتباكات". وأوضح عبيد أنّ أغلبية القاطنين في مخيم خازر هم من سكان المدينة القديمة في الموصل التي تعرضت لدمار كبير أثناء عملية طرد الجهاديين منها. من جانبها قالت نازحة تدعى نورية يوسف، إنها نزحت إلى مخيم خازر برفقة ولديها قبل شهرين بعد أن فقدت زوجها في حي زنجيلي بالشطر الغربي للموصل، وأنها لن تعود إلى المدينة بسبب الدمار الذي طال منزلها. وأضافت "لم أعد أملك شيئاً هناك، لا مرتّب شهري ولا معيل لدي، ففي حال عودتي إلى الحي لن أستطيع أن أنفق على أولادي المحتاجين للمساعدة، صحيح أن المدينة تطهّرت من داعش لكن لا توجد فيها أهم مقومات الحياة مثل الكهرباء والماء". بدوره، قال النازح سامر أحمد أحد سكان الجانب الغربي للموصل، إنّ منزله تعرض للدمار الكامل نتيجة غارة جوية، وأنه اضطر للنزوح إلى مخيم خازر مع عائلته وأطفاله قبل نحو شهرين. واستطرد قائلاً "لا يمكننا مغادرة المخيم، فلا نملك أي عمل ولا أموالاً للإنفاق على أسرنا، والخدمات المعيشية في الموصل معدومة، ويمكنني أن أقول بأنّ المخيم عبارة عن سجن. وأشار أحمد إلى إمكانية العودة إلى الموصل في حال عادت إليها مقومات الحياة وتوفرت فيها فرص العمل التي من خلالها يمكن أن ينفقوا على أسرهم. و الإثنين، أعلن رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، رسميًا تحرير الموصل، . وتسببت المعارك مع الدولة الاسلامية في نزوح حوالي نصف سكان الموصل، ثاني أكبر مدن العراق سكانًا بعد العاصمة بغداد، حيث نزح ما لا يقل عن 920 ألف شخص من أصل سكان المدينة، البالغ عددهم أكثر من مليوني نسمة، فضلًا عن الدمار المادي الواسع، وفق تقديرات رسمية.

مشاركة :