جيبوتي جزء آخر من سلسلة اللؤلؤ الصينية غادرت سفن تحمل عناصر من الجيش الصيني ميناء تشانجيانغ في جنوب الصين في طريقها إلى جيبوتي في القرن الأفريقي من أجل إقامة قاعدة عسكرية صينية في الخارج. وستكون هذه أول قاعدة بحرية للصين في الخارج رغم أن بكين تصفها بأنها منشأة لوجستية. وبدأت الصين منذ العام الماضي في تجسيد فكرة إقامة قاعدة لوجستية في جيبوتي، التي تحتل موقعا استراتيجيا لإعادة تزويد السفن البحرية المشاركة في مهام حفظ السلام والمهام الإنسانية بالوقود قبالة سواحل اليمن والصومال على نحو خاص. ويثير الموقع الاستراتيجي لدولة جيبوتي على الطريق الشمالي الغربي للمحيط الهندي مخاوف بعض الدول على غرار الهند في أن تنضم جيبوتي على محور التحالف الصيني الذي يضم تحالفات عسكرية وعتادا يطوق الهند وأيضا بنغلاديش وميانمار وسريلانكا. وتوصلت الصين وجيبوتي إلى اتفاق لبناء مرافق لوجستية بجيبوتي لتمكين بكين من تقديم إسهامات جديدة للسلام والاستقرار الإقليميين، لكن واشنطن تتخوف من أن تؤدي القاعدة الصينية، في نهاية المطاف، دورا أكبر في العمليات العسكرية الخارجية للصين التي ستفتتح قاعدتها البحرية الجديدة، التي ستضطلع بالدعم اللوجستي، في مكان قريب من القاعدة الأميركية “ليمونييه“، وهو ما يثير مخاوف واشنطن بالرغم من التطمينات التي قدمتها بكين بعدم وصف القاعدة بالعسكرية، واضفاء طابع التعاون اللوجستي على المشروع تفاديا لوقوع مشاكل بسبب تصادم المصالح. جيبوتي بوابة الصين للتوسع عسكريًا في إفريقيا ومن المحتمل الانتهاء من بناء القاعدة العسكرية الصينية خلال الصيف المقبل، ونظرا لموقعها الاستراتيجي في القرن الإفريقي، ستطل القاعدة الصينية على مضيق باب المندب، مدخل قناة السويس، التي تعد واحدة من أكثر ممرات الشحن ازدحاما في العالم، كما أنها قريبة أيضا من الصومال المضطرب، وعلى بعد مسافة قصيرة من شبه الجزيرة العربية، وخصوصا اليمن، حيث كانت الولايات المتحدة تدعم منذ وقت قصير، من خلال قاعدتها الحملة العسكرية المملكة العربية السعودية ضد الحوثيين في اليمن، كما كانت تنفذ عمليات ضد تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية. ويعمل أكثر من 4 آلاف أميركي في قاعدة “ليمونييه” التي تعد أكبر قاعدة للولايات المتحدة في القارة الافريقية، وقد استضافت منذ فترة طويلة طائرات دون طيار لاستخدامها في عمليات جوية. وتشكل القيادة المركزية الأميركية التي تعمل في الشرق الأوسط بعض المخاوف الأمنية الكبيرة للمنطقة، لكن واشنطن تبرر وجود القاعدة العسكرية من أجل استخدامها في “أفريكوم“، وقيادة العمليات الخاصة المشتركة والقيادة الأوربية. وينتاب الولايات المتحدة قلقا شديدا من القاعدة الصينية في جيبوتي، وترى أنها تهدد مساعيها في المنطقة، وتتخوف من استخدامها ضد الأهداف الأمريكية، وتتزايد المخاوف منذ توسعات الصين في مجالات الطاقة البحرية لحماية التجارة والمصالح الإقليمية لها في القرن الإفريقي.
مشاركة :