المغامرة القطرية وقد انتهت إلى العزلة ـ

  • 7/12/2017
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

مأزق قطر يكمن في أنها لو رغبت في التفاوض فإنها ستتفاوض باسم جماعة الإخوان المسلمين. وهو ما لا يرضي دول المقاطعة ولا أية دولة تحترم نفسها وتتقيد بالقوانين الدولية. حين كان الإخوان يرتكبون جرائمهم في حق مصر وشعبها كانت قطر قد وظفت قناتها الفضائية (الجزيرة) في الدفاع عنهم. كان هناك بث مباشر من ميدان رابعة في القاهرة بل أن أحد مذيعي القناة كان قد اعتلى إحدى منصات ذلك الميدان محرضا على التمرد. لم يكن يليق بقطر باعتبارها دولة أن تقوم بذلك. من السذاجة تخيل أن دول المقاطعة لم تستعمل الممرات الدبلوماسية لإيصال صوتها إلى الدوحة. في العلاقات البينية الخليجية هناك نوع من التعامل العائلي الذي ينطوي على الكثير من الدفء والطمأنينة والثقة. في ضوء ذلك فإن ما نعرفه من أسرار المسألة القطرية هو أقل من واحد بالمئة اما البقية فإنه في عهدة سياسيي الطرفين. وهو ما يعني أن اعلان القطيعة ما كان ليقع لولا يأس الدول الأربع من إمكانية أن تحيد قطر عن طريقها الانتحاري. كان من الممكن أن تكون قطر بشغبها ولدا شقيا. لكن بشرط أن يكون ذلك الشغب بريئا. لكن ما لدى دول المقاطعة من وثائق أمنية في إمكانه أن يثبت أنها كانت تخطط لهدم المعبد وقتل من فيه. لم تكن قطر للأسف دولة مسالمة لكي يتم تنبيهها إلى ما ترتكبه من أخطاء. أنا على يقين من أن حوارا استغرق ثلاث سنوات بين الدول المقاطعة وبين قطر كان شاقا ومضنيا لم يؤد إلى نتيجة تُذكر. كانت قطر مثلما هي اليوم مصرة على أن من حقها أن تغرد خارج السرب. ولكن الأمر لا يتعلق بالتغريد وحده. هناك سلوك عدواني وجد في الجماعات الإرهابية المسلحة أداة له لتهديد أمن واستقرار المنطقة برمتها. وكما يبدو فإن الدول العربية قد وصلت من خلال مارثون الثلاث سنوات إلى حقيقة أن قطر لن تنظر إلى تلك المسألة الملتبسة بطريقة جادة إلا إذا وُضعت في موقع المساءلة العلنية. وقد لا يكون مفاجئا لأحد أن قطر كانت تنتظر لحظة اليأس تلك لتعلن على الملأ قطيعتها مع العالم العربي. وهي قطيعة لم تستشر القيادة القطرية شعبها فيها وهو أكبر المتضررين. لقد فوجئ القطريون العاديون بالقطيعة. من حقهم أن يشعروا بالغبن والظلم بسبب العزل والتهميش والاستبعاد. هم مصدومون مثلما صُدمت قيادتهم لكن لأسباب مختلفة. فالقيادة القطرية مصدومة لأن عليها أن تدفع اليوم ثمن مغامراتها في رهانها على الجماعات المسلحة لتغيير العالم العربي بقوة السلاح وبالعنف المجاني. أما القطريون وهم الأكثر حاجة إلى محيطهم الطبيعي، خليجيا وعربيا، فإن دائرة معاناتهم ستتسع وبالأخص على المستوى النفسي. وهوما لم يكن يتمناه أحد لهم.   فاروق يوسف

مشاركة :