قرقاش يوجه رداً إلى المفوض السامي لحقوق الانسان بشأن ترويج «الجزيرة» المستمر للفكر المتطرف

  • 7/12/2017
  • 00:00
  • 13
  • 0
  • 0
news-picture

وجه معالي الدكتور أنور قرقاش، وزير الدولة للشؤون الخارجية بدولة الامارات العربية المتحدة، في 9 يوليو 2017 رسالة إلى سعادة زيد رعد الحسين، المفوض السامي للأمم المتحدة لحقوق الانسان، ردا على الإحاطة الإعلامية التي أدلى بها المتحدث باسم المفوض السامي بتاريخ 30 يونيو 2017، وعلى التصريح الذي أدلى به ديفيد كاي، المقرر الخاص المعني بتعزيز وحماية الحق في حرية الرأي والتعبير، بتاريخ 28 يونيو 2017 بشأن التقارير التي أفادت بتقديم عدد من الحكومات مطالبات إلى قطر بإغلاق شبكة الجزيرة الإعلامية. وأكد معاليه في رسالته إلى المفوض السامي أنه على الرغم من الأهمية الأساسية لحماية الحق في حرية التعبير، فهذه الحماية ليست مطلقة وهناك قيود على هذا الحق يسمح بها القانون الدولي من أجل حماية الأمن القومي والنظام العام، قائلا إن «حرية التعبير لا يمكن استخدامها في تبرير وحماية الترويج للخطاب المتطرف»، كما أشار الى قرار مجلس الأمن التاريخي رقم 1624 لسنة 2005 الذي ركز على الرسائل التي تسبق غالباً ارتكاب أعمال إرهابية، وعلى دعوة الدول إلى حظر ومنع التحريض على ارتكاب أعمال إرهابية. كما اشارت الرسالة الى الإعلان المشترك بشأن حرية التعبير ومكافحة التطرف العنيف الذي اعتمده المقرر الخاص المعني بحرية الرأي والتعبير والعديد من المنظمات الإقليمية ومنظمات حقوق الإنسان، والذي جاء فيه أنه «ينبغي على الدول أن لا تقيد نشر الأخبار عن أي أفعال أو تهديدات أو تشجيع على الإرهاب والأنشطة العنيفة الأخرى ما لم يكن فعل نشر الأخبار نفسه يستهدف التحريض على العنف الوشيك، وأن يكون نشر الأخبار سيؤدي على الأغلب إلى التحريض على ذلك العنف، وأن يكون هناك رابط مباشر وفوري بين نشر الأخبار واحتمال وقوع أعمال العنف تلك». وقد حرصت الرسالة على التوضيح بأن تقارير الجزيرة تجاوزت مراراً عتبة التحريض إلى العداء والعنف والتمييز، واستشهدت بأمثلة عديدة على ذلك منها اذاعة الجزيرة لخطبة الناطق باسم ألوية الناصر صلاح الدين في 18 فبراير 2008 بعد إعادة نشر كاريكاتير يتناول النبي محمد، والتي دعا فيها المسلمين إلى «احراق مقرات الصحف المسيئة لنبينا، وتفجيرها لتتطاير اشلاء «. وكانت الشرطة قد أحبطت في وقت لاحق خطتين منفصلتين لاغتيال رسام الكاريكاتير وموظفي الصحيفة التي نشرت الرسوم المتحركة. وفي المقابل كانت هناك هجمات ناجحة كالهجوم الذي تم على مكتب صحيفة تشارلي إيبدو في عام 2015. كما أن والدة وشقيقة أحد المشاركين في هجوم جسر لندن، يوسف زغبة، صرحتا مؤخرا لصحيفة التايمز (المملكة المتحدة) إنه كان متطرفا من خلال مشاهدته لمحطة الجزيرة. وابرزت الرسالة كيفية ترويج الجزيرة للعنف المتصل بمعاداة السامية من خلال إذاعتها لمواعظ وخطب الزعيم الروحي للإخوان المسلمين يوسف القرضاوي التي أشاد فيها بهتلر ووصف الهولوكوست بأنه « تأديبا إلهيا وعقاباً قدرياً» ودعا الله إلى «أخذ هذه الفئة الظالمة اليهودية الصهيونية وألا يبقي على أحد منهم «. كما تضمنت الرسالة أمثلة عديدة على الدعم التحريري المستمر للجماعات الإرهابية والترويج على الهواء للطائفية من قبل صحفيو الجزيرة. وذكرت الرسالة أن هذه القناة – التي تمتلكها وتديرها قطر – وفرت منصة لكل من أسامة بن لادن (تنظيم القاعدة)، وأبو محمد الجولاني (جبهة النصرة)، وخالد مشعل (حركة حماس)، ومحمد ضيف (حركة حماس)، وأنور العولقي (تنظيم القاعدة)، وحسن نصر الله (حزب الله)، ورمضان شلح (منظمة الجهاد الإسلامي الفلسطينية)، وعبد الحكيم بلحاج (الجماعة الإسلامية الليبية المقاتلة) وآخرين. كما أوضحت أن إجراء مثل هذه المقابلات اتاح الفرصة للجماعات الإرهابية لإطلاق تهديداتها وتجنيد اتباع جدد والتحريض دون أي رادع او رقيب. وأكد معاليه أن اعتراضات دولة الامارات القوية ضد محطة الجزيرة ليست مجرد خلاف في وجهات النظر التحريرية بقدر ما هي رد مباشر وضروري على تحريض الجزيرة المستمر والخطير على العداء والعنف والتمييز، وأنه في ضوء الأمثلة الصارخة التي حوتها الرسالة فإن اعتراضات دولة الامارات تُعتبر اعتراضات مشروعة ووجيهة وتستند لأسس قوية. واختتم معاليه رسالته بتوجيه الدعوة إلى المفوض للسامي لحقوق الانسان للحوار بشأن المزيد من الحالات الأخرى لترويج الجزيرة للفكر للمتطرف وبحث سبل حماية الحق في حرية التعبير في مواجهة هذه الانتهاكات الجسيمة. وفيما يلي نص الرسالة.. سعادة زيد رعد الحسين مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان ..جنيف 9 يوليو 2017 سعادتكم،، يطيب لي أن أتقدم لكم بفائق التحية والتقدير، وأود الإحاطة بأنني اطلعت بانزعاج بالغ على الإحاطة الاعلامية التي أدلى بها المتحدث باسمكم بتاريخ 30 يونيو 2017، وعلى تصريح المقرر الخاص المعني بتعزيز وحماية الحق في حرية الرأي والتعبير المؤرخ 28 يونيو 2017 بشأن « مطالبة قطر بإغلاق شبكة الجزيرة الاعلامية». وأرجو في هذا الصدد أن انتهز هذه الفرصة كي اعرض عليكم أمثلة للدعم التحريري المستمر من جانب شبكة الجزيرة للجماعات الإرهابية، بما في ذلك حالات التحريض على العنف، والترويج للطائفية من جانب صحفيي الجزيرة على الهواء، والتشجيع على معاداة السامية في برامج هذه الشبكة. ومن المهم أن أشير في البداية إلى أنه في حين أن حماية الحق في حرية التعبير لها أهميتها الجوهرية، إلا أن هذه الحماية ليست مطلقة، وهناك قيود على هذا الحق يسمح بها القانون الدولي من أجل حماية الأمن القومي والنظام العام. إن حرية التعبير لا يمكن استخدامها في تبرير وحماية الترويج للخطاب المتطرف. ومن واجب المجتمع الدولي أن يظل يقظاً حيال وسائل الإعلام والتكنولوجيا الحديثة التي يستغلها الإرهابيون وداعميهم في نشر الفكر المتطرف والحشد والتجنيد وإلهام اتباعهم وجمع التمويل. القانون الدولي يحظر التحريض على ارتكاب أعمال ارهابية نحن لا نبالغ في القول بأن استغلال التكنولوجيا الحديثة في التحريض على ارتكاب الاعمال العدائية والعنف والتمييز أصبح يُشكل مصدراً للتهديد. ونشير في هذا الصدد إلى أن مجلس الأمن قد أدان - بأقوى العبارات - التحريض على ارتكاب أعمال إرهابية، ورفض محاولات تبريره أو تمجيد الأعمال الإرهابية التي من شأنها أن تحرض على ارتكاب أعمال إرهابية أخرى. ويٌعتبر القرار 1624 لسنة 2005 قرارا تاريخيا بتركيزه على الرسائل التي غالباً ما تسبق الأعمال الإرهابية. فلقد دعا هذا القرار إلى أن « يُحظر بنص القانون التحريض على ارتكاب أي عمل أو أعمال إرهابية، ومنع مثل ذلـك التصرف، والحرمان من الملاذ الآمن لأي أشخاص توجد بشأنهم معلومات موثوقة وذات صلة تشكل أسباباً جدية تدعو لاعتبارهم مرتكبين لهذه الأعمال «. كما دعا القرار جميع الدول إلى «اتخاذ كافة التدابير اللازمة والملائمة وفقا لالتزاماتها بموجب القانون الدولي من أجل التصـدي للتحريض على ارتكاب أعمال الإرهاب بدافع التطرف». الجزيرة منصة لنشر الفكر الارهابي في ضوء هذه الخلفية، من المهم ملاحظة أن قناة الجزيرة – التي تمتلكها وتديرها قطر – عملت طوال سنوات كمنصة لأسامة بن لادن (تنظيم القاعدة)، وأبو محمد الجولاني (جبهة النصرة)، وخالد مشعل (حركة حماس)، ومحمد ضيف (حركة حماس)، وأنور العولقي (تنظيم القاعدة)، وحسن نصر الله (حزب الله)، ورمضان شلح (منظمة الجهاد الإسلامي الفلسطينية)، وعبد الحكيم بلحاج (الجماعة الإسلامية الليبية المقاتلة) وغيرهم . ولم يقتصر الامر على مجرد إجراء مقابلات تتناول موضوعات محددة على غرار ما تقدمه القنوات الأخرى، بل أن شبكة الجزيرة اتاحت الفرصة للجماعات الإرهابية لإطلاق تهديداتها وتجنيد اتباع جدد والتحريض دون أي رادع او رقيب. فعلى سبيل المثال، من المعروف انه طوال حرب العراق، عرضت الجزيرة مرارا وتكراراً اشرطة فيديو أسامة بن لادن وسليمان أبو الغيث التي يبرران فيها العنف ويحرضان عليه ضد الولايات المتحدة وقوات التحالف. كما أن المقابلة الثانية التي أجرتها شبكة الجزيرة مع زعيم جبهة النصرة أبو محمد الجولاني حققت نجاحاً لدرجة أن المقابلة وُصفت بأنها إعلان قطر الترويجي لهذه الجماعة . وهناك مثال آخر صارخ على ترويج الجزيرة للتطرف والإرهاب عندما عرضت في شهر ديسمبر 2016 فيلماً وثائقياً يحتفي بزعيم الإخوان المسلمين و «أبو الأصولية الحديثة» سيد قطب، وكتابه «معالم في الطريق» . أن تعاليم سيد قطب ألهمت العديد من المتطرفين، بمن فيهم أسامة بن لادن والظواهري والعولقي. ويؤيد كتاب معالم في الطريق العنف السياسي والجهاد ضد المؤسسات العلمانية لأنها تقف بين الشعب وإلهه. وفي مقابلة مع محطة الجزيرة، اعترف أبو محمد الجولاني، زعيم جبهة النصرة، بأن كتاب معالم في الطريق يتم استخدامه في تدريب المجندين الجدد في الجبهة. كما أشير الى المقابلة التي تمت على الهواء في شهر فبراير 2017 مع محمد أحمد شوقي الإسلامبولي، أحد قادة الجماعة الإسلامية خارج مصر والرفيق منذ زمن طويل لزعيمي تنظيم القاعدة أسامة بن لادن وأيمن الظواهري، والتي احتفي فيها بالإرهابي المدان عمر عبد الرحمن وأشاد به قائلا «كان يعلم الشباب ان المقصود من فقه الجهاد أنه إذا فُقد شبر واحد من أراضي المسلمين، فإن الجهاد يصبح فرض عين على كل مسلم».صحفيو الجزيرة يروجون الطائفية لم تقتصر شبكة الجزيرة على توفير منصة لمروجي الفكر المتطرف فحسب، بل ان بعض موظفيها انخرطوا بقوة في الترويج لقضايا متطرفة وطائفية دون أي إجراءات عقابية من جانب قادة هذه الشبكة. فعلى سبيل المثال أعلن أحمد منصور، أحد أشهر مذيعي قناة الجزيرة، اثناء مقابلة له مع زعيم جبهة النصرة أنه مع الفكر الذي طرحه زعيم هذه الجبهة . كما قام المذيع فيصل القاسم في برنامجه الاتجاه المعاكس المُذاع في شهر مايو 2015 بالتحريض على الطائفية والعنف ضد طائفة الدروز ، وقال لعبد المنعم زين الدين، المنسق العام للطوائف السورية المعارضة، انه يريد من القوات السورية «استهداف المدن الشيعية التي تقع وسط المنطقة السنية بما في ذلك كفريا والفوعة «. وأخيرا وليس آخراً، روجت الجزيرة في برامجها للعنف ضد السامية، حيث اسندت برنامج الشريعة والحياة الى الزعيم الروحي للإخوان المسلمين يوسف القرضاوي واذاعت مواعظه وخطبه، والتي وصف فيها الهولوكوست بأنه « تأديباً إلهياً وعقاباً قدرياً» استطاع خلاله «هتلر وقف (اليهود) عند حدودهم» . إن الإعلان المشترك بشأن حرية التعبير ومكافحة التطرف العنيف الذي اعتمده المقرر الخاص المعني بحرية الرأي والتعبير والعديد من المنظمات الإقليمية ومنظمات حقوق الإنسان يُقر بأنه « ينبغي على الدول أن لا تقيد نشر الأخبار عن أي أفعال أو تهديدات أو تشجيع على الإرهاب والأنشطة العنيفة الأخرى ما لم يكن فعل نشر الأخبار نفسه يستهدف التحريض على العنف الوشيك وأن يكون نشر الأخبار سيؤدي على الأغلب إلى التحريض على ذلك العنف وأن يكون هناك رابط مباشر وفوري بين نشر الأخبار واحتمال وقوع أعمال العنف تلك «. تحريض الجزيرة أدى إلى ارتكاب أعمال إرهابية وحشية لقد تجاوزت شبكة الجزيرة في أحيان كثيرة عتبة التحريض إلى العداء والعنف والتمييز. ففي 18 فبراير 2008، وبعد إعادة نشر كاريكاتير يستهدف النبي محمد، اذاعت قناة الجزيرة خطبة الناطق باسم ألوية الناصر صلاح الدين في غزة التي دعا فيها المسلمين إلى «احراق مقرات الصحف المسيئة لنبينا، وتفجيرها لتتطاير اشلاء» . وقد أحبطت الشرطة في وقت لاحق خطتين منفصلتين لاغتيال رسام الكاريكاتير وموظفي الصحيفة التي نشرت الرسوم المتحركة. ولكن في المقابل كانت هناك هجمات ناجحة كالهجوم الذي تم على مكتب صحيفة تشارلي إيبدو في عام 2015. كما أن والدة وشقيقة أحد المشاركين في الهجوم على جسر لندن، يوسف زغبة، صرحتا مؤخرا لصحيفة التايمز (بالمملكة المتحدة) إنه كان متطرفا من خلال مشاهدته لمحطة الجزيرة. اعتراضات دولة الامارات على شبكة الجزيرة هي اعتراضات مشروعة ووجيهة وتستند لأسس قوية إن الامثلة التي أشرنا إليها أعلاه هي مجرد نماذج لترويج الجزيرة للفكر المتطرف في تقاريرها والتي لا يكون القصد منها أن تكون مجرد تقارير شاملة. وأشدد هنا على أن اعتراضات دولة الامارات القوية ضد شبكة الجزيرة ليست مجرد خلاف على وجهات النظر التحريرية لهذه الشبكة بقدر ما هي رد مباشر وضروري على تحريضها المستمر والخطير على العداء والعنف والتمييز. وكما أوردنا بالدليل أعلاه، فإن هذه الاعتراضات هي اعتراضات مشروعة ووجيهة وتستند لأسس قوية. إنني أرحب بالحوار معكم حول المزيد من الحالات الأخرى المتعلقة بترويج الجزيرة للفكر للمتطرف، ومناقشة سبل حماية الحق في حرية التعبير في مواجهة تلك الانتهاكات الجسيمة. مع فائق الاحترام. أنور قرقاش وزير الدولة للشؤون الخارجية.

مشاركة :