«أوبك» تتوقع تراجع الطلب على النفط العام المقبل

  • 7/13/2017
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

قالت منظمة الدول المصدرة للبترول «أوبك» إن الطلب العالمي على نفط المنظمة سينخفض خلال العام المقبل، في الوقت الذي يضخ فيه منتجو النفط الصخري الأمريكي ومنافسون آخرون المزيد من الخام، بما يشير إلى أن سوق النفط ستشهد فائضاً في 2018 على الرغم من خفض الإنتاج الذي تقوده «أوبك».توقعت «أوبك» في تقريرها الشهري، أن العالم سيحتاج إلى 32.20 مليون برميل يوميا من الخام الذي ينتجه أعضاؤها في العام المقبل بانخفاض قدره 60 ألف برميل يوميا مقارنة مع هذا العام في الوقت الذي يضخ فيه المنافسون المزيد من الخام.توازن السوقوزاد إنتاج «أوبك» إلى أكثر من هذا المستوى على الرغم من اتفاق تقوده المنظمة لخفض الإمدادات بدأ في يناير/ كانون الثاني. وفي التقرير، قالت «أوبك» إن إنتاجها زاد 393 ألف برميل يوميا في يونيو/ حزيران إلى 32.611 مليون برميل يوميا بقيادة ارتفاع في إمدادات نيجيريا وليبيا المعفاتين من خفض الإنتاج، علاوة على ضخ السعودية والعراق المزيد من الخام.من جانبه، يعتقد الرئيس التنفيذي لشركة «بي بي» أن سوق النفط يشهد حالة من التوازن في الوقت الحالي في ظل تساوي العرض والطلب على أساس يومي، وذلك على الرغم من التقلبات الأخيرة في الأسعار. وقال «بوب دادلي»: أعتقد أن الجميع يستخدمون كلمة «متوازن» لكنهم ينسون أن معناها يختلف من شخص لآخر، فبالنسبة لي تعني أن الإنتاج والطلب متساويان على أساس يومي، لذا فسوق النفط متوازن على أساس يومي لكن المخزونات العالمية مرتفعة.تدفق البياناتوأرجع «دادلي» التقلب المستمر في أسعار النفط إلى التدفق الحالي للبيانات، ويرى أن على السوق التوقف عن أخذ البيانات الأسبوعية في الاعتبار، قائلًا إنه لا يمكن الاستمرار في ذلك وتحديدًا في التركيز الشديد على مستوى المخزون الأمريكي. وأضاف أن شركته تبني خططها المستقبلية مع الأخذ في الاعتبار أن متوسط أسعار النفط سيبلغ 50 دولارًا للبرميل خلال السنوات الخمس المقبلة، مشيرًا إلى أنها ستحتاج لبلوغ متوسط الأسعار إلى 30 دولارًا للبرميل فقط كي تتمكن من تغطية الإنفاق وتوزيعات الأرباح.تخفيض التصنيفاتوقد تشهد «إكسون موبيل» و«شيفرون» وغيرهما من شركات النفط الأخرى تخفيض تصنيفاتها الائتمانية إذا فشلت في خفض التكاليف وتقليص ديونها المتنامية خلال العام المقبل، وفقا لتقرير «إس آند بي جلوبال ريتنجز». وذكر التقرير أن أكبر شركات النفط في العالم فشلت في الاستفادة من ارتفاع أسعار النفط خلال سنوات ازدهارها قبل عام 2014 من أجل تسديد ديونها وبدلا من ذلك شرعت في استثمارات جديدة مكلفة، وزاد الانتعاش الضعيف في أسعار النفط من صعوبة تخفيض الديون المتراكمة في السنوات الأخيرة.تحسن متواضعوفقدت «إكسون» العام الماضي تصنيفها الائتماني «بلاتينيوم» الذي احتفظت به منذ الكساد الكبير كما واجه منافسوها الرئيسيون مثل «توتال» و«بي بي» و«شل» تخفيضات مماثلة، وأضاف التقرير أنه من المحتمل أن تخفض التصنيفات في وقت لاحق من هذا العام أو في عام 2018 إذا ظلت أسعار النفط دون 50 دولارا للبرميل. وقال مدير تقييم شركات السلع في «إس آند بي» «سيمون ريدموند» في التقرير: «إن التحسن المتواضع في أسعار النفط هذا العام يعكس الدعم المقدم من اتفاق «أوبك» لتقييد الإنتاج ولكنه ليس كافيًا للحصول على تقييمات مرتفعة».تخفيض إنتاج السعوديةمن ناحية أخرى، قال مصدر في قطاع النفط السعودي إن المملكة ستخفض شحنات الخام لزبائنها في أغسطس/ آب بأكثر من 600 ألف برميل يوميا لإحداث توازن في ظل ارتفاع الاستهلاك المحلي خلال فصل الصيف مع الاستمرار في الالتزام بمستويات الإنتاج التي تعهدت بها داخل منظمة أوبك. وأضاف المصدر المطلع على سياسة المملكة النفطية: «هناك طلب قوي على خامنا لكننا ملتزمون بتعهداتنا لأوبك. من أجل الوفاء بحصتها في اتفاق أوبك وتغطية طلبها المحلي خلال الصيف، نفذت السعودية تخفيضات كبيرة في المخصصات العالمية بأكثر من 600 ألف برميل يوميا لشهر أغسطس». وأضاف المصدر أن صادرات الخام لشهر أغسطس/ آب ستهبط إلى أدنى مستوى هذا العام عند نحو 6.6 مليون برميل يوميا.تقليل المخصصات العالميةوسيتم تخفيض مخصصات الخام إلى آسيا في أغسطس/ آب بنحو 200 ألف برميل يوميا إلى 3.5 مليون برميل يوميا بينما سيجري تقليص المخصصات المتجهة إلى أوروبا بنحو 70 ألف برميل يوميا إلى 520 ألف برميل يوميا. وخفضت المملكة المخصصات لشركات النفط العالمية الكبرى بنحو 200 ألف برميل يوميا في أغسطس/ آب إلى 780 ألف برميل يوميا. وستقل صادرات الخام للولايات المتحدة عن 800 ألف برميل يوميا في أغسطس/ آب، حسبما قال المصدر. وأبلغت السعودية منظمة «أوبك» أن إنتاجها في يونيو/ حزيران ارتفع إلى 10.07 مليون برميل يوميا متجاوزا قليلا الحصة المستهدفة بموجب اتفاق أوبك ويرجع ذلك بصفة أساسية لزيادة استهلاك الخام محليا لتوليد الكهرباء في الصيف.إرجاء شحناتوذكر المصدر أن إغلاق موانئ في أواخر مايو/ أيار أدى إلى إرجاء شحنات إلى يونيو/ حزيران وهو ما قد يبرر ارتفاع الصادرات في الشهر الماضي. وقال المصدر إن الإنتاج النفطي في يوليو/ تموز سيقل عنه في الشهر السابق من دون أن يكشف عن تفاصيل. وتابع المصدر «السعودية حريصة على أن تشهد السوق النفطية تحسنا وعلى الإسراع بوتيرة عملية التوازن وتتوقع أن يفعل منتجون آخرون الشيء ذاته» مضيفا أن ثمة دلائل على تحسن العوامل الأساسية للسوق. وقال: «في حين تقتصر زيادة الإنتاج على الدول المستثناة مثل ليبيا ونيجيريا يرتفع الطلب وبدأنا نرى تراجعا في إجمالي المخزونات البترولية في الأسابيع الأخيرة». وتابع «ستواصل المملكة العمل عن كثب مع منتجين آخرين لمراقبة السوق وتحقيق الاستقرار عبر التأكد من استمرار تخفيضات الإنتاج».صعود «برنت»وصعدت أسعار النفط بأكثر من واحد بالمئة أمس لتعزز مكاسب اليوم السابق حيث خفضت الحكومة الأمريكية توقعاتها لإنتاج الخام في العام المقبل بالإضافة إلى تراجع مخزونات الوقود. وزادت العقود الآجلة لخام القياس العالمي مزيج «برنت» 1.5% إلى 48.16 دولار للبرميل. وارتفعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط 1.5 بالمئة إلى 45.72 دولار للبرميل.وقال معهد البترول الأمريكي إن مخزونات الولايات المتحدة من الخام تراجعت أكثر من المتوقع الأسبوع الماضي، في حين انخفضت مخزونات البنزين على غير المتوقع وزادت مخزونات نواتج التقطير. وتراجعت مخزونات النفط الخام 8.1 مليون برميل على مدى الأسبوع المنتهي في السابع من يوليو/ تموز إلى 495.6 مليون بينما توقع المحللون انخفاضها 2.9 مليون برميل. وقال معهد البترول إن مخزونات الخام بنقطة التسليم في كاشينج بولاية أوكلاهوما انخفضت بمقدار مليوني برميل. وارتفعت العقود الآجلة للخام الأمريكي أكثر من دولار للبرميل إثر صدور البيانات.التخلي عن قيود التخفيضقال كبير محللي السلع الأساسية لدى «كومرتس بنك» «يوجين واينبرغ» إنه لا يعتقد أن اتفاق خفض الإنتاج الذي تقوده «أوبك» سينجح في مهمته، مشيرًا إلى ضرورة إنهائه سريعًا، وهو ما يأتي متسقًا مع تكهنات المصرف عند توقيع الاتفاق بين المنظمة والمنتجين المستقلين حينما حذر من الفشل في بلوغ الأهداف المرجوة. وأضاف «واينبرغ» أن استراتيجية «أوبك» لتحقيق التوازن بالسوق محكوم عليها بالفشل منذ البداية، فكل شيء يتعلق بالنفط الصخري، وكلما أدرك المنتجون ذلك سريعًا كلما كان الأمر أفضل. ويرى المصرف الآن أن منظمة البلدان المصدرة للنفط يجب أن تتخلى عن قيود الإنتاج تمامًا، وأن تعود لسياستها السابقة الرامية لتعزيز الإمدادات بما يشكل ضغطًا على منافسيها، حيث يجب أن تسمح بانهيار أعمال النفط الصخري، ومن ثم البحث عن رفع الأسعار على المدى الطويل.اتفاق إيران و«توتال»نقلت وسائل إعلام حكومية عن رئيس البرلمان الإيراني علي لاريجاني قوله إن إيران ستشكل لجنة حكومية للإشراف على تنفيذ اتفاقها مع شركة توتال الفرنسية لتطوير حقل بارس الجنوبي للغاز.وقال لاريجاني إن اللجنة ستضم ممثلين من القضاء ورئيس لجنة الطاقة في البرلمان ورئيس لجنة التخطيط والميزانية. وكانت وزارة النفط ذكرت في الشهر الجاري أن مشروع بارس الجنوبي سيتكلف ما يصل إلى خمسة مليارات دولار بما في ذلك مرحلة أولى تبلغ تكلفتها نحو ملياري دولار. ومن المتوقع أن يبدأ الإنتاج في غضون 40 شهرا. وستتولى «توتال» تشغيل المشروع بحصة 50.1 بالمئة بينما ستمتلك شركة البترول الوطنية الصينية سي.إن.بي.سي 30 بالمئة وشركة بتروبارس التابعة لشركة النفط الوطنية الإيرانية 19.9 بالمئة. وقالت «توتال» في بيان في الشهر الجاري إنها تتوقع أن تصل طاقة الإنتاج إلى ملياري قدم مكعبة يوميا أو 400 ألف برميل من المكافئ النفطي يوميا بما في ذلك المكثفات.ضغوط الميزانياتحذرت «ستاندرد آند بورز» شركة «إكسون» منذ سبعة أسابيع من أن ميزانيتها كانت تحت الضغط ما أدى إلى تدهور توقعاتها بشأنها، وقالت شركة التصنيف إنها قلقة من أن «إكسون» قد «تعطي الأولوية للإنفاق الرأسمالي أو الاستحواذ أو عوائد المساهمين على تخفيض الديون». وتواجه «توتال» و«إكسون» و«شيفرون» أكبر خطر لتخفيض التصنيفات نظرا لارتفاع عبء ديونها، وهناك استثناء من هذا الاتجاه هو «شل» حيث هي الشركة الوحيدة التي تلقت توقعات إيجابية من شركة التصنيف. وأشار المحلل في «ستاندرد آند بورز» «بول هارفي» إلى أن شركات النفط قد تختار إعطاء الأولوية لتخفيض الديون عن طريق بيع الأصول وتصفية الاستثمارات طويلة الأجل.لجنة وزاريةتجتمع لجنة وزارية مشتركة من أوبك والمنتجين المستقلين تضم السعودية وروسيا في الرابع والعشرين من الشهر الجاري لبحث مدى الالتزام باتفاق خفض الإنتاج ومراجعة زيادة الإمدادات في ليبيا ونيجيريا المعفاتين من تخفيضات الإنتاج. وقال المصدر السعودي إن الوزراء سيبحثون عدة أفكار خلال الاجتماع وذكر أن الزيادة الأخيرة في إنتاج نيجيريا وليبيا «ليست كبيرة بحيث تثير اضطرابا في السوق». وأحجم المصدر عن التعليق على الخطوات الأخرى التي يمكن أن تتبناها أوبك لإعادة التوازن للسوق.من جهته، قال وزير الطاقة الجزائري مصطفى قيتوني إن الاجتماع المشترك بين منتجين من أوبك ومنتجين مستقلين والذي يعقد في روسيا في وقت لاحق من الشهر الجاري سيناقش السوق فقط ولن يتبني قرارات. وأضاف الوزير خلال منتدى دولي للطاقة أن قرار خفض الإنتاج العالمي اتخذ بالفعل حتى مارس/ آذار 2018.. إنتاج الجزائر من الخام يبلغ حاليا 1.7 مليون برميل يوميا. هذه حصتنا ونحن نلتزم بها.

مشاركة :