عمان- أسعد العزوني: وصف وزير الخارجية الأردني الأسبق د. كامل أبو جابر الأزمة الخليجية بأنها كارثية على مجلس التعاون الخليجي، مؤكداً في اتصال هاتفي مع «الراية» أن حصار قطر غير مسبوق عربياً. وتساءل الدبلوماسي الأردني عن المستفيد الأكبر من هذه الأزمة، التي بدأت تعصف بالعلاقات العربية - العربية، والتي جاءت في وقت يتحدث فيه البعض عن التطبيع مع إسرائيل. كما أكد الدبلوماسي الأردني أن الأردن تعرض لضغوط كبيرة لاتخاذ موقف مضاد من دولة قطر، لكنه لجأ لأهون الشرين لعدم رغبته في اتخاذ موقف معاد لأي دولة خليجية، مطالباً بإنجاح الوساطة الكويتية التي يترأسها سمو الشيخ صباح الأحمد أمير دولة الكويت الشقيقة. وقال: ربما كانت هنالك بعض المشاكل بين دول الأزمة، ولكن هذه المشاكل لا ترقى إلى اتخاذ مثل هذه المواقف، وأضاف: أعتقد شخصياً أن على السعودية بما لها من حكمة وسعة صدر منذ تأسيسها منتصف الأربعينيات من القرن الماضي على يد الملك عبد العزيز آل سعود، الذي وحد شبه الجزيرة العربية بحكمته وتواصله مع الجميع دون اللجوء إلى استلال السيف، أن تعمل على وقف تداعيات هذه الكارثة وتنحى منحًى آخر من دولة قطر للتمكن من حل الخلاف ودياً. وأضاف: إن قطر لن تنفذ الشروط المفروضة عليها وعلى السعودية أن تعيد النظر في مواقفها باعتبار أن المصالحة مع قطر في صالحها بالدرجة الأولى وأن استقرار السعودية من استقرار دول الخليج والعرب. وحول تداعيات الحصار المفروض على قطر على الأردن قال الوزير الأردني الأسبق: نستطيع وصف تأثير هذا الحصار المفروض على قطر أردنياً بأنه كارثي في المجال السياسي، لأنه فرض علينا موقفاً لا نريد اتخاذه، وكان يفترض أن يقوم الملك عبد الله الثاني بدور الوسيط كونه رئيساً للقمة العربية، وكما هو معروف أن سياسة التمحور العربي قاتلة للأردن على مدى عقود. وأوضح أن التأثير واضح في المجال الاقتصادي،وأتمنى على الإخوة في دولة قطر أن يتفهموا الموقف الأردني، وأن يعوا أن الأردن تعرض لضغوط كبيرة.  وشدد على أن الأردن لن يقف ضد أي دولة عربيةلكنه بقراره الأخير وُضع في موقف حرج لا يُحسد عليه، وقد فعل أقصى ما يمكن أن يفعله، ونتمنى من الجميع أن يتفهموا موقفنا. وأضاف الوزير الأردني الأسبق أن ما يجري حالياً له دلالات خطيرة على المنطقة والمطلوب من السعودية أن تدرك ذلك.