أعرب أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أمس (الثلثاء) عن شعوره بـ «المرارة» لما وصفها بـ «التطورات التي لم يسبق لها مثيل في البيت الخليجي»، مشيراً إلى أنه يعتزم المضي قدماً في جهود الوساطة التي يبذلها، في وقت أعلنت قطر وصول مزيد من القوات التركية إلى قاعدة عسكرية في الدوحة. ونقلت «وكالة الأنباء الكويتية» (كونا) عن أمير الكويت قوله إن «ردود الفعل الإيجابية وتأييد جهود الوساطة الكويتية رسخت إصراره وعزمه على مواصلة مساعيه إلى حل الأزمة». وقال أمير الكويت إن «ما خفف من آلامها وضاعف من عزم إرادتنا على معالجتها ما لمسناه من ردود فعل ايجابية وتأييد لتحركنا ومساعينا لاحتواء هذه التطورات منذ بدايتها، وما حظينا به من دعم ومؤازرة من إخواننا وأبنائنا المواطنين لهذا التحرك». وأضاف: «لن نتخلى عن مسؤولياتنا التاريخية وسنكون أوفياء لها حتى يتم تجاوز هذه التطورات وانجلائها، وتعود المحبة والألفة لبيتنا الخليجي الذي سيبقى وحده قادراً على احتواء أي خلاف ينشأ في إطاره». وقطعت السعودية والإمارات والبحرين ومصر العلاقات الديبلوماسية مع قطر الشهر الماضي، واتهمتها بتمويل جماعات متطرفة والتحالف مع إيران، فيما تنفي الدوحة هذه الاتهامات. وقالت وزارة الخارجية المصرية أمس إن «وزراء خارجية الدول العربية الأربع المقاطعة قطر سيلتقون بنظيرهم الأميركي ريكس تيلرسون في مدينة جدة في السعودية (اليوم) لمناقشة الأزمة». وجاء في بيان صادر عن الوزارة أن «وزير الخارجية سامح شكري تلقى دعوة من نظيره السعودي عادل الجبير لحضور اجتماع لوزراء خارجية الدول العربية الأربع المقاطعة لقطر مع وزير الخارجية الأميركي في مدينة جدة». وكان تيلرسون أعرب في الدوحة أمس بعد زيارة إلى الكويت، عن ارتياحه لمواقف قطر التي وصفها بأنها «منطقية»، وقال إن «قطر طرحت آراء منطقية خلال الأزمة الديبلوماسية المستمرة منذ شهر مع دول عربية»، وأضاف: «أعتقد أن قطر كانت واضحة في مواقفها وكانت منطقية جداً». وخلال زيارة الوزير إلى الدوحة، وقعت قطر والولايات المتحدة «مذكرة تفاهم بين البلدين تحدد الخطوط العريضة للجهود المستقبلية». وقال كبير مستشار تيلرسون للصحافيين آر سي هاموند: «وقعت قطر والولايات المتحدة مذكرة تفاهم بين البلدين تحدد الخطوط العريضة للجهود المستقبلية التي يمكن قطر القيام بها من أجل تعزيز كفاحها ضد الإرهاب والتصدي بنشاط لقضايا تمويل الإرهاب»، متابعاً: «هذه خطوة مبشرة للأمام». وقال الناطق باسم وزارة الخارجية المصرية أحمد أبو زيد في اجتماع للتحالف في واشنطن، إن «التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ضد تنظيم داعش يجب ألا يضم دولاً تدعم الإرهاب»، في إشارة إلى قطر. وأضاف: «لم يعد مقبولاً أن يضم التحالف بين أعضائه دولاً داعمة للإرهاب أو تروج له في إعلامها». وتابع أنه «من هذا المنطلق، جاء قرار كل من مصر والسعودية والإمارات والبحرين بمقاطعة قطر عضو التحالف». وتشعر الولايات المتحدة بالقلق من أن تؤثر هذه الأزمة على عملياتها العسكرية وعمليات مكافحة الإرهاب التي تقوم بها، وأن تزيد النفوذ الإقليمي لإيران التي تدعم قطر من خلال السماح لها باستخدام مجالها الجوي والبحري. وتقع أكبر قاعدة جوية أميركية في الشرق الأوسط في الدوحة وتشن منها قوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة طلعات جوية على «داعش» في سورية والعراق. من جهة أخرى، وصلت قوات تركية إلى قاعدة عسكرية في الدوحة أمس، وقالت القوات المسلحة القطرية في بيان إن «مديرية التوجيه المعنوي في وزارة الدفاع أعلنت وصول الدفعة الخامسة من القوات المسلحة التركية إلى دولة قطر». وأضافت في البيان أن «هذا التعاون الدفاعي بين الدوحة وأنقرة يأتي ضمن النظرة الدفاعية المشتركة لدعم جهود مكافحة الإرهاب والتطرف وحفظ الأمن والاستقرار في المنطقة». ولم يذكر البيان حجم القوات التركية المنتشرة حالياً في القاعدة العسكرية في الدوحة. وكانت أنقرة أقرت تشريعاً الشهر الماضي لإرسال مزيد من الجنود إلى قطر، ويأتي نشر القوات التركية في القاعدة القطرية بموجب اتفاق وقعه البلدان في العام 2014، والتدريبات مستمرة منذ 19 حزيران (يونيو) الماضي. وفي سياق متصل، قال وزير الاقتصاد التركي نهاد زيبكجي إن أنقرة أرسلت 197 طائرة شحن و16 شاحنة وسفينة واحدة إلى قطر لتلبية حاجاتها اليومية منذ اندلاع الأزمة الشهر الماضي بين قطر ودول خليجية. من جهته، قال وزير الاقتصاد القطري أحمد بن جاسم آل ثاني خلال اجتماع مع زيبكجي في أنقرة، إن الدوحة مستمرة في ممارسة التجارة البحرية والجوية ولم تتأثر على رغم العقوبات.
مشاركة :