الحشد الشعبي في العراق نسخة طبق الأصل من حزب الله في لبنان

  • 7/13/2017
  • 00:00
  • 16
  • 0
  • 0
news-picture

حسن نصرالله يمهد لـ7 أيار عراقي لحماية الحشد الشعبي، وطهران تثبت حضورها الميليشياوي لمنع تقويض نفوذها في المنطقة.العرب  [نُشر في 2017/07/13، العدد: 10690، ص(1)]حماية مصالح إيران بيروت - اتضحت الاستراتيجية التي تعتمدها إيران لتثبيت سطوتها في العراق وسوريا ولبنان، ليس من خلال التحالفات والنفوذ غير المباشر، بل عن طريق القوى العسكرية التابعة مباشرة للحرس الثوري وبرعاية المرشد الأعلى علي خامنئي. وعكس تصريح الأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصرالله بشأن الحشد الشعبي في العراق، موقفا لا يقبل اللبس بأن الحشد يُعد ليكون نسخة طبق الأصل من حزب الله. وقال نصرالله إن قوات الحشد الشعبي الشيعية بالعراق لعبت الدور الرئيسي في استئصال تنظيم داعش من معقله بالموصل وهَوَن من شأن الدور الذي لعبه الجيش الأميركي. وأضاف “أن الفتوى التي أصدرها المرجع الشيعي آية الله علي السيستاني عقب سيطرة التنظيم على الموصل دفعت عشرات الآلاف من الشبان الشيعة إلى قتال داعش”. ويكمّل تصريح نصرالله تأكيد قائد فيلق القدس الإيراني قاسم سليماني قبل يومين، على أن حزب الله اللبناني قدم خبراته للحشد وخسر الكثير من قواته في سوريا والعراق. وسبق أن حذر المرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي أثناء زيارة الأخير للعاصمة طهران، من اتّخاذ أي إجراء يمكن أن يؤدي إلى إضعاف الحشد الشعبي المدعوم من إيران، قائلا إن مثل هذه التصرفات قد تعرض استقرار بغداد للخطر. ولفت مراقبون إلى أن مناسبة خطاب نصرالله لا تتعلق بتطوّر أو مناسبة لهما علاقة مباشرة بميدان الأنشطة العسكرية والسياسية للحزب، بل بتحرير الموصل من تنظيم داعش، على نحو يجعل من هذا الإنجاز جزءا من ساحة العمليات الواحدة التي تعمل داخلها كل القوى الشيعية الخاضعة لأجندة طهران. ويضيف هؤلاء أن تركيز نصرالله على فتوى المرجعية الشيعية في النجف وتعليمات خامنئي في إيران، واعتبار أن النصر هو نتيجة جهود قوات الحشد الشعبي في العراق، يهدف إلى تحويل استعادة الموصل، ليس إلى نصر عراقي عام ضد الإرهاب، بل إلى نصر شيعي رعته مرجعيات شيعية كبرى وأنجزته قوات تابعة بشكل مباشر لقيادة طهران. ورأى دبلوماسيون غربيون في بيروت أن إشارات نصرالله في هذا الصدد تأتي لترفد منطق الميليشيات وتجعله سابقا على منطق الدولة في العراق وسوريا ولبنان، وتأتي لتسحب من الحكومة العراقية والنظام السياسي العراقي والجيش والقوى الأمنية العراقية أي فضل في عملية التخلص من تنظيم داعش وإلصاق الأمر بالحشد الشعبي وحده. ويضيف هؤلاء أن إيران شديدة القلق على مستقبل نفوذها في المنطقة وأنها تنظر بعين الريبة إلى الاستراتيجية الأميركية الجديدة في العراق وسوريا، والتي بات الحضور العسكري الأميركي في البلدين أحد أبرز سماتها، وأنها تود تثبيت حضورها الميليشياوي لتعطيل أي محاولات دولية لتقويض نفوذها في المنطقة. ولفت هؤلاء إلى سعي نصرالله إلى التقليل من شأن الدور الأميركي في تحرير الموصل وتضخيم دور الميليشيات الشيعية التابعة لإيران والمنضوية تحت سقف قوات الحشد الشعبي. وتحدثت مصادر أميركية مطلعة أن طهران قلقة من خطط أميركية للتحكم في طريق بغداد-عمان وبغداد-دمشق، وهو أمر يقلق حزب الله بطبيعة الحال، ذلك أن عدم سيطرة طهران على ممر بين إيران ولبنان يعد ضربة كبيرة ستؤثر سلبا على قوة حزب الله وهامش وظيفته وحراكه. ويرى خبراء أن مسارعة نصرالله إلى رفع لواء الحشد الشعبي العراقي هدفه تحشيد الجمهور الشيعي عامة للتصدي لدعوات حلّ هذه الميليشيات بعد الانتهاء من المعركة مع داعش. وترى مصادر عراقية أن إنشاء الحشد الشعبي جاء بناء على فتوى من السيد السيستاني لرد خطر تنظيم أبي بكر البغدادي الذي كان يهدد بالزحف على بغداد والتقدم جنوبا، قبل أن يتحول الحشد إلى إحدى القوى المشاركة في الحرب ضد داعش وطرده من الموصل. وتقول هذه المصادر إن انتفاء السبب بهزيمة داعش ينفي لزومية بقاء هذه الميليشيات التي أنشئت في الأصل لمهمة ظرفية مؤقتة، وبالتالي فإن حل هذه الميليشيات أضحى أمرا منطقيا. وتعتبر مراجع أوروبية متخصصة في الشؤون الإيرانية أن إيران تطبق على الحشد الشعبي ما طبق على حزب الله في لبنان، بحيث رفض الحزب حل ميليشياته وضمها وسلاحها إلى القوى العسكرية النظامية اللبنانية بعد انسحاب إسرائيل من جنوب لبنان عام 2000، وأن الحشد ذاهب إلى معركة جديدة، بدعم كامل من طهران، وفق ما لمّح إليه نصرالله، للدفاع عن بقاء الحشد وعدم انخراطه داخل مؤسسات الدولة، لا بل تحويله إلى مؤسسة مهيمنة على هذه الدولة كما هو حال حزب الله في لبنان تماما. وحذر مراقبون من أن يذهب الحشد في العراق مذهب حزب الله في لبنان حين شن حملة (7 أيار- مايو) عام 2008 بنزول قوات حزب الله بأسلحتها إلى بيروت وفرض الأمر الواقع على الحكومة آنذاك تحت مسوّغ الدفاع عن سلاح المقاومة، وهي لهجة بدأت تروج في العراق وتعتبر أن الحشد بات أمرا واقعا نهائيا دفاعا عن أمن العراق أو أمن الشيعة في العراق.

مشاركة :