يحل ترامب كضيف شرف في باريس في زيارة تستغرق يومين، تاركا وراءه زوبعة من الانتقادات داخل بلاده بعد أن دخل الجدل حول تدخل روسي محتمل في الرئاسيات منعطفا جديدا بظهور تسجيلات ورسائل تثير مزيدا من الشبهات حول ترامب. وصل الرئيس الأميركي دونالد ترامب صباح اليوم الخميس (13 يوليو/ تموز 2017) إلى العاصمة الفرنسية باريس في زيارة تستغرق يومين، في وقت يعلو في بلاده الحديث حول التدخل الروسي في الانتخابات الأمريكية، خاصة بعد الكشف عن رسائل إلكترونية نشرت يوم الثلاثاء تعود لترامب جونيور، ابن ترامب الأكبر، رحب فيها بمساعدة روسيا للفوز على منافسة أبيه الديمقراطية هيلاري كلينتون. وإلى جانب رسالة ترامب الابن، نشرت شبكة "سي ان ان" يوم أمس الأربعاء تسجيل فيديو يظهر فيه الرئيس الأميركي دونالد ترامب وهو يتناول العشاء مع أشخاص في قلب الجدل المتزايد حول التدخل الروسي في الرئاسيات الأمريكية في عام 2016. وقالت الشبكة إن التسجيل تمّ في 15 حزيران/يونيو 2013 عشية مسابقة ملكة جمال الولايات المتحدة، مضيفة أنه "يلقي أضواء جديدة على العلاقة القوية" التي تربط بين ترامب وبين أسرة أغالاروف المنحدرة من أذربيجان. وفي التسجيل، يبدو ترامب وهو يتحدث بحماسة إلى الملياردير أراس أغالاروف ونجله المغني أمين وروب غولدستون المروج لأمين. وكان النجل الأكبر للرئيس الأميركي قد نشر أول أمس الثلاثاء سلسلة مراسلات الكترونية مع غولدستون رحب فيها بشدة بإمكان حصوله من هذا الأخير على "معلومات حساسة جدا وعلى مستوى رفيع" تندرج في إطار "دعم الحكومة الروسية لترامب" ويمكن أن تسبب إحراجا للمرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون. ورد دونالد الابن (39 عاما) الذي يتولى حاليا إدارة أعمال الأسرة بالقول "إذا كان كما تقول فانا أرحب بالأمر". وعقد بعدها لقاء مع ناتالي فيسيلنيتسكايا التي أشير إليها في الرسائل الالكترونية بأنها "محامية الحكومة الروسية". ويبدو ترامب في التسجيل وهو يثني على أسرة أغالاروف قائلا إنهم "أكثر الناس نفوذا في كل أنحاء روسيا". كما أعرب عن الأمل في أن تساهم مسابقة ملكة جمال الكون التي نقلها إلى روسيا ذلك العام في تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين. ويقول ترامب الأب في التسجيل "إنه بلد عظيم فعلا. ويتمتع بنفوذ كبير. لكن علاقتنا معه ليس بالعظيمة وأقول إن هذا يمكن أن يساعد العلاقات فعلا". "لم أعلم إلا قبيل يومين" في المقابل، لردّ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يوم أمس الأربعاء خلال مقابلة مع رويترز في البيت الأبيض على سؤال حول اللقاء الذي جمع بين ابنه والمحامية الروسية ناتاليا فسيلنيتسكايا، فأجاب: "لا، لم أعرف بالأمر إلا قبل يومين حين سمعت به". وتابع ترامب في هذه المقابلة، إنه لا يرى أن ابنه أخطأ لاجتماعه بالمحامية الروسية مضيفا "أعتقد أن كثيرين كانوا سيعقدون ذلك الاجتماع لو أنهم مكانه". وهذه الرسائل أقوى دليل حتى الآن على أن مسؤولين في حملة ترامب الانتخابية رحبوا بأي مساعدة من روسيا للفوز بانتخابات 2016، وهي مسألة ألقت بظلالها على رئاسة ترامب ودفعت وزارة العدل الأمريكية والكونغرس لفتح تحقيقات. وفي المقابلة التي جرت يوم الأربعاء قال الرئيس الأمريكي أيضا إنه وجه سؤالا مباشرا للرئيس الروسي فلاديمير بوتين عمّا إن كان قد لعب دورا في ما تقول المخابرات الأمريكية إنه تدخل روسي في الحملة الرئاسية وذكر أن بوتين أكد عدم تدخله. وكان ترامب قد اجتمع على هامش قمه مجموعة العشرين ببوتين، في لقاء كان من المفترض أن يستغرق 15 دقيقة، لكنه امتد إلى ساعتين وخمسة عشرة دقيقة بالكامل. ووصف ترامب اللقاء بأنه كان "ممتازا جدا"، موضحا أنه وخلال أول 20 أو 25 دقيقة جرى الحديث حول مسألة التدخل في الانتخابات. وأضاف "سألت: ‘هل فعلت هذا؟‘ وأجاب: ‘لا، لم أفعل. بالقطع لم أفعل‘، ثم سألته مرة ثانية بأسلوب مختلف تماما فأكد أنه لم يفعل". و.ب/م.س (رويترز، أ ف ب، د ب أ)
مشاركة :