حذر استشاري طب الأسرة والمجتمع بمدينة الملك فهد الطبية الدكتور خالد العمري من التعرض لدرجات الحرارة العالية المرتفعة التي تشهدها المملكة مع اشتداد فصل الصيف في ذروة فتراته هذه الأيام، مشيراً إلى أن ذلك قد يؤدي للإصابة ببعض الأمراض الناتجة عن التعرض لأشعة الشمس وعدم مقدرة الجسم الفسيولوجية للتغلب على الارتفاع الكبير لدرجات الحرارة العالية، ما يؤدي أشدّها إلى الوفاة. وقال الدكتور العمري في هذا الصدد :" التعرض لأشعة الشمس ساعات طويلة خلال هذه الفترة ينتج عنه ما يُعرف بضربات الشمس نتيجة ارتفاع درجة حرارة الجسم لما يزيد عن 40 درجة مئوية، ويصاحب ذلك اعتلال في الجهاز العصبي يؤدي في بعض الأحيان إلى فشل أعضاء مهمة في جسم الإنسان، كما أن التعرض لحرارة الشمس العالية قد يصيب بالتشنجات العضلية الحرارية لمن يبذلون مجهوداً عضلياً،بالإضافة إلى الإنهاك أو الإجهاد الحراي الذي هو أقل خطورة لضربات الشمس". وأضاف :" حالة من بين كل خمس حالات مصابة بضربات الشمس عُرضة للوفاة ، خصوصاً الأطفال و كبار السن، و غالباً ما يتأثر مستوى الوعي لدى الشخص و يجب أن يكون هناك من يسعفه، أما الإجهاد الحراري فيكون الوعي لدى الشخص سليم، إلا أنه قد يعاني من بعض الأعراض كفقدان الأملاح من الجسم نتيجة ارتفاع درجة الحرارة، فيما الأعراض التي تميز الإجهاد الحراري هي أن حرارة الجسم تكون منخفضة أو طبيعية أو مرتفعة لكن لا تصل إلى 40 درجة، بالإضافة إلى أن الأعراض لا يكون فيها اضطراب في الجهاز العصبي، لكن يوجدأعراض أخرى مثل الشعور بالخمول والخفقان والتعرق الشديد والغثيان والتنفس السريع والتقيّء، إضافةً للشعور بضعف عام، لكن مستوى الوعي لديه طبيعي، الإجهاد الحراري أقل خطورة من ضربات الشمس، ويمكن إنقاذ المريض في حال عرضه له". ولفت الدكتور خالد العمري إلى أن النوع الثالث من أمراض التعرض للشمس، هو التشنجات العضلية، وتحدث نتيجة ارتفاع درجة الحرارة غالباً عند الرياضيين نتيجة مجهود عضلي كبير، كما تحدث للأطفال نتيجة مكوثهم أوقات طويلة في الشمس للّعب بعيداً عن الرقابة الأبوية، كما تحدث لكبار السن خصوصاص من لديه أمراض مزمنة، وبعض الأشخاص ممن يتطلب عملهم البقاء فترات طويلة تحت الشمس كالرياضيين والعاملين في القطاع العسكري أو عمال البناء. وأشار الدكتور خالد إلى أن نسبة الإصابات بأمراض ارتفاع درجات الحرارة من المجلة الأمركية للطب الوقائي في 2006 أوضحت تعرض حالتين ونصف لكل 100 ألف شخص في الولايات المتحدة الأمريكية ، و 2.1 حالة وفاة لكل مليون شخص سُجلت بين العامين 2006 و 2010 في الولايات المتحدة الأمريكية، بحسب الإحصائيات، مبيّناً أن الناس الأقل دخلاً أكثر عرضة لهذه الأمراض نتيجة عدم وجود التكييف، و كذلك طبيعة الأعمال في الخارج، إضافةً للأشخاص الذين يعانون من اضطرابات نفسية و مزمنة، و من يتناولون أدوية نفسية وعصبية و أدوية الضغط، أما الذين يكونون عرضة للإنهاك والإجهاد الحراري، هم مرضى السمنة، الأقل لياقة بدنية، الأقل تناول للسوائل والمياه، و من يعانون من اضطرابات النوم، و كذلك الذين يعانون من الاضطرابات الفيروسية المتكررة والإسهال، و مرضى القلب والسكري.
مشاركة :