سوف أجد من يتفق معي أن شركات الحراسة الخاصة في أوروبا وأمريكا مقبلة على ازدهار..! وربما ظهرت أسهمها إلى جانب أسهم الطاقة والتقنية وشركات صناعة السيارات..! . وكان أوائل عهد العالم العربي بالمراسم والاستقبالات الرسمية، ذلك العهد الذي كان يجري فيه التنبيه على المدارس وفرق الكشافة بالاصطفاف في الشارع الرئيسي الذي سيطرقه موكب الزائر. وفي بعض البلاد العربية كان سعف النخيل الأخضر من مظاهر استقبال الضيف والمضيف في زيارته "الرسمية". وحتى عهد قريب كانت عاصمتنا تلتزم ببروتوكولات الاستقبال، حيث كان مطار العاصمة في نهاية شارع الملك عبدالعزيز من الشمال، وكان اسمه شارع المطار. وأظن أن الضيوف والرجال الرسميين ينزلون فيه حتى الآن. اختفت الآن عبارة الزيارة الرسمية وغير الرسمية أيضاً فالاستقبال يجري داخل صالات مغلقة.. ومنها عبر طرق سريعة جداً الى المحطة الأخرى للضيف. أسباب هذا الانحسار في المراسم الخاصة بالاستقبال هي إما ان العامل الأمني وهاجسه جعلا من الصعب التخطيط المسبق لنشاط الضيف وزياراته.. أو أن تكاليف الحراسة وعملية مراقبة خط السير صارت تثقل كاهل ميزانية إدارات المراسم. أو أن اتساع المدن بما هي عليه من جسور وأنفاق ادخلت حساب الوقت في زيارة الضيف. كما أن ساعات انتظار الضيف تعني منع الحركة المرورية لفترة من الزمن، وهذا – في نفوس عامة الناس – لا يقود إلى ابتسامة الترحاب بل إلى قطوب الضجر. في دول جنوب الكرة الأرضية يستقبل الطلاب في مدارسهم الأميرة الراحلة ديانا بأكثر ترحاب من ملكة الانجليز ربما ان الحراسة لا تكلف كثيراً. وفي دول أوروبا تمثل زيارات الفرق الغنائية والرياضية عبئاً على رجال المرور.. ولا أقول الأمن. والملاحظ ان معظم الزوار من ذوي الأهمية السياسية يأتون بحرس خاص.. أو يطلبون حرسا أهليا محليا ولا يثقون كثيراً بتنظيمات الدولة المضيفة.
مشاركة :