وسط عودة قوية لملف التدخّل الروسي في الانتخابات الأميركية عام 2016، ومع نشر نجله البكر رسائل إلكترونية تكشف أنه أبدى استعدادا لتسلم معلومات من موسكو لدعم حملة أبيه ضد الديموقراطية هيلاري كلينتون، أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين كان يفضّل فوز كلينتون في انتخابات 2016، لأنها لم تسع إلى زيادة النفقات العسكرية. وفي مقابلة على قناة «سي بي إن»، أمس الأول، قال: «منذ البدء قلت إنني أريد جيشا قويا، وهذا أمر لا يريده» بوتين. وتابع: «أريد تعزيزا هائلا للطاقة، فنحن نضاعف الفحم والغاز الطبيعي والاستخراج بالتصديع، وكلها أمور لا يحبّذها، لكن لا أحد يذكر كل ذلك.. الكثير من الأمور التي أفعلها على طرف نقيض لما يريده» بوتين، الذي التقاه الأسبوع الماضي في هامبورغ، خلال قمة مجموعة العشرين. وأضاف الرئيس الأميركي: «نحن قوة نووية قوية للغاية، وهم أيضا. لن يكون منطقيا ألا تكون لدينا علاقة ما» بالروس. شيرمان يتحرك من جهة ثانية، تقدَّم عضو ديموقراطي في مجلس النواب بطلب لبدء إجراءات عزل الرئيس ترامب، بتهمة عرقلة سير العدالة، في خطوة لا تعدو كونها رمزية في الوقت الحالي. وأَودَع النائب عن ولاية كاليفورنيا براد شيرمان، الذي يعتبر أقرب إلى جناح اليسار في الحزب الديموقراطي، في دوائر مجلس النواب اقتراحَ قانون، وقَّعه معه زميله آل غرين، يُطالب فيه بمحاكمة الرئيس بتهمة عرقلة سير العدالة، مؤكداً أن إدانة الرئيس بهذه التهمة تقود إلى عزله. واستند شيرمان وغرين في اتهامهما للرئيس بعرقلة سير العدالة إلى تدخله في التحقيق الذي كان يجريه مدير «مكتب التحقيقات الفدرالي» (إف بي آي) جيمس كومي، بشأن مايكل فلين، أحد أقرب مستشاري ترامب، قبل أن يعمد الرئيس إلى إقالة كومي. لكن البيت الأبيض سارع إلى التنديد بهذه الخطوة، معتبراً إياها على لسان الناطقة باسمه سارا هوكابي ساندرز «سخيفة بالكامل، الأسوأ في الألاعيب السياسية». ويرى مراقبون أن طلب النائبين ربما لا يستطيع الصمود داخل مجلس النواب، في ظل عدم تأييد النواب الديموقراطيين في الكونغرس له، لكونه لا يزال من المبكر تقديم مثل هذا الطلب في المرحلة الحالية. وفي الولايات المتحدة، يحق للكونغرس عزل الرئيس في إجراء يتم على مرحلتين. إذ يجب أولاً على مجلس النواب أن يوجه الاتهام إلى الرئيس، لتنتقل بعدها القضية إلى مجلس الشيوخ، الذي يتولى محاكمة الرئيس، في إجراء ينتهي بالتصويت على إدانته. ويدان الرئيس وبالتالي يعزل تلقائياً، إذا صوّت أكثر من ثلثي أعضاء مجلس الشيوخ لمصلحة إدانته وإلا تتم تبرئته. تسريب جديد إلى ذلك، نشرت شبكة سي إن إن، الأميركية، تسجيل فيديو، يظهر ترامب وهو يتناول العشاء مع أشخاص في قلب الجدل المتزايد حول التدخل الروسي في الانتخابات الرئاسية الأميركية. ويُظهر الفيديو ترامب يحضر مأدبة عشاء في لاس فيغاس مع عائلة أذربيجانية روسية، أصبحت لاحقاً شريكاً في بعض أعمال ترامب. تلك الأسرة الأذربيجانية هي رجل الأعمال الملياردير آراس أغالاروف وابنه أمين، وكذلك الموزع الموسيقي روب غولدستون، وكان ذلك عشية حفل مسابقة ملكة جمال الولايات المتحدة، ووقّع حينها ترامب اتفاقاً لحضور مسابقة جمال الكون في موسكو في العام نفسه. وذكرت الشبكة أن التسجيل في 15 يونيو 2013، عشية مسابقة ملكة جمال الولايات المتحدة. وفي التسجيل، يبدو ترامب وهو يتحدث بحماسة إلى أغالاروف، ونجله وغولدستون، حيث أثنى على أسرة أغالاروف، قائلاً إنهم «أكثر الناس نفوذاً في كل أنحاء روسيا». وكان دونالد ترامب الابن، النجل الأكبر للرئيس الأميركي، نشر سلسلة مراسلات إلكترونية مع غولدستون، رحَّب فيها بشدة بإمكان حصوله من هذا الأخير على «معلومات حساسة جداً وعلى مستوى رفيع»، تندرج في إطار «دعم الحكومة الروسية لترامب»، ويمكن أن تسبب إحراجاً لكلينتون. (واشنطن – أف ب، رويترز)
مشاركة :