سجلت الصادرات والواردات الصينية في حزيران/ يونيو نمواً تخطى التوقعات، بحسب ما أظهرت أرقام رسمية نشرت أمس، لكن محللين حذروا من أنه قد يكون مرحلياً. ومن المتوقع أن يتراجع زخم ثاني أكبر اقتصاد في العالم خلال النصف الثاني من 2017 مع فرض بكين ضوابط على الاقتراض وشراء العقارات اللذين شكلا عاملين رئيسيين في تحقيق النمو على مدى سنوات.يقول كبير خبراء الاقتصاد الصيني في مجموعة «نومورا» يانغ تشاو: «لانزال نتوقع تراجع نمو الصادرات في النصف الثاني من 2017 مع ارتفاع قيمة اليوان هذه السنة كما والشكوك التي تحوم حول الطلب الخارجي». وأضاف يانغ تشاو أن الضوابط في مجال العقارات تؤدي إلى تراجع الاستثمارات الداخلية، الأمر الذي قد يلقي بثقله أيضا على نمو الصادرات.وبلغت الصادرات 196,59 مليار دولار، أي بنمو نسبته 11,3 في المئة مقارنة بالعام الماضي، بحسب ما أعلنت إدارة الجمارك، وهي نسبة تفوق ال 8,9 التي توقعتها وكالة «بلومبيرج». كذلك بلغت الواردات 153,83 مليار دولار، أي بارتفاع نسبته 17,2 في المئة عن العام الماضي، بما يفوق التوقعات التي كانت تشير إلى 14,5 في المئة، ما رفع الفائض التجاري إلى 42,76 مليار دولار.ويقول الخبير الاقتصادي في «كابيتال إيكونوميكس» جوليان إيفانز بريتشارد في وقت يُتوقع أن تحافظ الصادرات الصينية على قوتها «نشكك في القدرة على المحافظة على الوتيرة الحالية للواردات لفترة أطول بالنظر إلى الصعوبات التي يواجهها الاقتصاد الصيني جراء سياسة التشدد».وتسعى الصين إلى كبح جماح المصارف في منح قروض تنطوي على مخاطر ووضع ضوابط على شراء العقارات، حيث إن ارتفاع نسبة الدين الصيني يعزز المخاوف من حصول أزمة قد تنفجر على الصعيد العالمي. وتأتي الأرقام المفاجئة قبل انعقاد محادثات صينية أمريكية في واشنطن الأسبوع المقبل، حيث من المتوقع أن يجري الطرفان تقييماً لنتائج أول مئة يوم لخطة العمل الهادفة إلى تحسين العلاقات الجارية بين البلدين.واشتد التوتر بين البلدين في الأشهر الأخيرة وسط تباينات حول آلية مواجهة التهديد الكوري الشمالي. ولطالما شكل الفائض التجاري الصيني مع بقية دول العالم حجر عثرة في العلاقات مع الولايات المتحدة. إلا أن الأرقام الأمريكية الأخيرة التي نشرت في وقت سابق من الشهر الجاري أظهرت تراجع العجز الأمريكي في التجارة مع الصين في أيار/ مايو إلى 30,1 مليار دولار أي بنسبة 6,2 في المئة. ولم يكف ترامب خلال حملته الانتخابية عن مهاجمة الصين فاتهمها بخفض سعر عملتها وهددها بفرض رسوم جمركية على وارداتها. لكنه تراجع عن ذلك بعد لقائه الرئيس الصيني في 6 و7 نيسان/ إبريل، وخلص إلى أن الصين لا تتلاعب بعملتها لتنشيط صادراتها. (وكالات)
مشاركة :