أكد معهد المحاسبين القانونيين في إنجلترا وويلز أن الذكاء الاصطناعي سيحدث تغييراً جذرياً في مهنة المحاسبة، التي يتوجب عليها التأهب لهذه المرحلة. وفي تقرير بعنوان الذكاء الاصطناعي ومستقبل المحاسبة، شددت المؤسسة المتخصصة في مجال المحاسبة والتمويل على أن المهنة بحاجة إلى أن تتقبّل أن الأجهزة ستهيمن أكثر وأكثر على المهام المرتبطة بعملية صنع القرار من قبل الإنسان، والتفكير في كيفية الاستفادة من ذلك. ويبيّن التقرير أنه في حين أن المحاسبين قد استخدموا التكنولوجيا منذ سنوات عديدة بهدف تعزيز القيمة التي يمكنهم تقديمها، يتّضح من وتيرة التغيير وقوة الذكاء الاصطناعي أن هناك نقلة نوعية في الأفق القريب. وقالت كيرستين غيلون، المدير التقني في معهد المحاسبين القانونيين: «تتسم أنظمة الذكاء الاصطناعي في الأساس بقدرات فائقة جداً، وتتحسّن أيضاً بسرعة كبيرة. إنها تقدّم نتائج دقيقة للغاية، وبإمكانها استبدال الجهود البشرية». ومع ذلك، لا يتوقع التقرير إحلالاً كاملاً للأجهزة مكان الإنسان، فالآلات والأجهزة، رغم قدراتها الهائلة، لا يمكنها محاكاة الذكاء البشري من ناحية التعلّم. وتضيف كيرستين: «يتخذ الإنسان القرارات بطريقتين رئيسيتين - باستخدام الحدس والمنطق - وكلاهما مهم. وتاريخياً، ركّز تطور الذكاء الاصطناعي على محاولة محاكاة المنطق، لكن الآلات والأجهزة القائم على القواعد، مهما كانت متطوّرة ومعقدة، ستفشل في نهاية المطاف في التغلّب على التعقيد الأضخم للعالم الحقيقي».