الخرطوم - عادل صديق: أكد رئيس حزب التحرير والعدالة القومي في السودان، الدكتور التجاني سيسي، أن توقيع مذكرة تفاهم بين دولة قطر والولايات المتحدة لمكافحة تمويل الإرهاب، أكبر دليل على أن قطر متعاونة إقليمياً ودولياً لمكافحة وتمويل الإرهاب. وقال سيسي لـ الراية إنه بتوقيع المذكرة يؤكد أن الولايات المتحدة الأمريكية تقدّر جهود قطر في هذا المجال وأنها شريك استراتيجي وفعّال وقوي في مكافحة الإرهاب وأثبتت أنها متعاونة، داعياً أطراف الأزمة الخليجية بالجلوس إلى طاولة المفاوضات لمناقشة الأزمة داخل البيت الخليجي باعتبار أن الحوار هو الخيار الاستراتيجي الوحيد لحل الأزمة، وقال إن التصعيد ليس من مصلحة دول الخليج، وندعو في هذا الصدد لأن ينتبه الجميع بأن هناك أطماعاً عسكرية وإقليمية في المنطقة ويجب على الجميع أن يحلوا القضية في إطار البيت الواحد. وأكد الدكتور التجاني أن القيادة القطرية استطاعت تجاوز الأزمة بدبلوماسية واعية ومرنة وحكيمة، بجانب تعاملها مع الأزمة بوعي وإدراك لمآلات وخطورة الوضع، وزاد قائلاً: أنا على ثقة منذ الوهلة الأولى بأن قطر بما لديها من إمكانيات هائلة قادرة على تجاوز الحصار، لافتاً إلى أن المطالب التي قدمتها دول الحصار تنال من سيادة دولة قطر. وعبّر الدكتور التجاني عن تقديرة لجهود الأشقاء في الكويت وسعيها لحل الأزمة داخل الإطار الخليجي، لافتاً إلى ضرورة دعمها، وزاد قائلاً: إن التدخلات الإقليمية والدولية أحياناً ليست حميدة، من شأنها تأزيم الموقف، داعياً في هذا الصدد دول الخليج لأن تعي أن هناك أجندات خارجية وأن الحل الوحيد لهذه الأزمة يكمن في البيت الخليجي، مشيراً إلى أن تدويل الأزمات وأقلمتها دائماً يؤدّي إلى تدخلات تفضي إلى سلبيات كثيرة تنعكس على دول الخليج. وقال السيسي إن الأزمة اخترقت من خارج دول المجلس والغرض منها إضعاف كيان مجلس التعاون الخليجي وعلى الجميع أن يعوا أن مثل هذه التحديات ستؤدّي إلى زعزعة الثقة بين الجميع وينبغي معالجتها داخل أطر وهياكل البيت الخليجي والعمل على حلها بالطرق الودّية والسلمية التي تجنّب المنطقة مزيداً من التوتر الذي يصبّ في مصلحة الأعداء وأصحاب الأجندة، مشيراً إلى أن منطقة الخليج ظلت مستقرّة أمنياً واقتصادياً وثقافياً وسياسياً. وأشاد رئيس حزب التحرير والعدالة القومي بجهود دولة قطر الداعمة للسودان، وقال في هذا الصدد: نحن أكثر الذين يعلمون ما قامت به دولة قطر مع السودان ودفع العملية السلميّة في دارفور، ونشهد أن هذه الدولة قيادة وحكومة وشعباً، قدموا الكثير من الدعم والسند من أجل استتباب الأمن والاستقرار في إقليم دارفور، منوهاً إلى المشاريع التنموية الكبرى التي نفذتها دولة قطر من خلال مبادرة تنمية دارفور، وزاد قائلاً: إننا لم نلحظ لدولة قطر أي أجندة والتمسنا منهم النية الصادقة لاستدامة الأمن والسلم في دارفور والسودان، ممتدحاً دور المنظمات القطرية في تنمية الإقليم وتحملها المخاطر من أجل أن تقدّم الدعم للشرائح الضعيفة والنازحين وإنشاء القرى الحديثة، وأردف قائلاً: نكنّ لقطر وقيادتها وحكومتها وشعبها كل الاحترام والتقدير ولم نرَ منهم إلا كل الخير لأهل السودان عامة وبصفة خاصة أهلنا في دارفور، وانتقد الدعوة إلى إغلاق قناة الجزيرة قائلاً: أنا مع الدعوة لإطلاق حرية الإعلام والرأي الآخر وإن إغلاق أي قناة لا يجانبه الصواب ولا بد أن تكون هناك قنوات لعكس الرأي والرأي الآخر. وفيما يتعلق بالدعوات المطالبة بسحب ملف مونديال كأس العالم 2022 من قطر قال إن الدوحة جديرة باستضافته، وإن هذه المطالب تأتي في إطار الكيد السياسي، خاصة بعد تمسّك وإصرار الفيفا على إقامته في قطر، لافتاً إلى أن قطر لديها المقدرة على تنظيم كأس العالم بصورة تشرّف العالم أجمع وسيكون أنموذجاً وحدثاً فريداً ونحن نحتاج إلى مثل هذه المناسبات في منطقة نشهد فيها نزاعات وهذه مفخرة ليس للدوحة وحدها بل للخليج بأن يُقام المونديال في إحدى دول مجلس التعاون الخليجي.
مشاركة :