أمل سرور «الطفل هو إنسان المستقبل ومنه تبدأ صناعة أثمن رأس مال»، لا أجد أصدق من تلك العبارات، التي قالها صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة، لأبدأ بها سطوري المقبلة التي ترصد وتنقل ما قام به نادي سيدات الشارقة بإطلاق برنامج «مخيم مشمس الصيفي» ليكون عُرساً مبهجاً حافلاً بالقراءة والمتعة والترفيه للأطفال من الفئة العمرية 5-13عاماً، وللأولاد حتى 9 سنوات.ليس بجديد أن يقدم نادي سيدات الشارقة، التابع للمجلس الأعلى لشؤون الأسرة، منذ تأسيسه عام 1982، العديد والكثير من المرافق والأنشطة الترفيهية والثقافية للسيدات والأطفال، فهو ينظم باستمرار مجموعة من الفعاليات والأنشطة المجتمعية، والفنية، والصحية، إضافة إلى الفعاليات الخيرية والمحاضرات والمعارض والفعاليات الرياضية والندوات والملتقيات بشتى أنواعها لكافة أفراد الأسرة؛ لكن الجديد الذي يقدمه في هذا الموسم هو ذلك البرنامج الصيفي الذي ينقسم إلى مجموعة من المخيمات التعليمية والترفيهية، التي تُركز في مجملها على ممارسة الرياضة والأنشطة البدنية، إضافة إلى تعزيز الإبداع والابتكار؛ بهدف تطوير مهارات الأطفال، وتنميتها، فضلاً عن تنشيط مداركهم وقدراتهم الفكرية خلال العطلة المدرسية.شيخة عبد الرحمن السويدي مدير مركز كولاج للمواهب بنادي سيدات الشارقة كانت أول من استقبلني لأتعرف منها إلى تفاصيل فعاليات البرنامج المتنوع، بدأت السويدي حديثها قائلة: المخيم هذا العام يتميز بالتفرد والابتكار، ونقدم من خلاله العديد من البرامج الثقافية والتعليمية والترفيهية، ولقد أشرف مجموعة خبراء في سلوكيات الأطفال، والمتخصصين في مجال التعليم على جدول فعاليات المخيمات والبرامج المختلفة التي ننظمها؛ بهدف تحفيز قدرات الأطفال الإبداعية، وصقل مواهبهم، وتعليمهم مهارات جديدة، واستثمار أوقات فراغهم خلال العطلة الصيفية بما يعود عليهم بالفائدة والمنفعة، ويتيح المخيم لأولياء الأمور العديد من الخيارات؛ إذ يمكنهم تسجيل أطفالهم في أحد المخيمات أو البرامج بشكل كامل، أو اختيار يوم واحد أو أكثر من الأنشطة والفعاليات، كما يمكن لأولياء الأمور التوفيق بين تسجيل أطفالهم في المخيمات والبرامج المختلفة بما يتناسب مع خططهم الشخصية خلال فصل الصيف، والاستفادة من مرونة جدول فعاليات المخيم..ما إن أنهت السويدي حديثها حتى اصطحبتنا في جولة بين أجنحة المخيم، لنشهد استمتاع رواده من الصغار به. البداية كانت من عند «مخيم مشمس النشيط» في «المجمع الرياضي» بالنادي، وكانت لحظات الترفيه ما بين الأنشطة البدنية، والتمارين الرياضية، وفعاليات المرح المائي والسباحة هي التي تسيطر على الأجواء، كان الضجيج والصخب والمرح يصل إلى مسامع القلوب.لحظات وبدأ الصمت يسود، عندما خرج الأطفال لممارسة بعض الفنون، فها هي بثينة أسامة مشرفة استوديو الطبخ تستقبل روادها الصغار، الذين ارتدوا زي الشيفات الشهير، لتبدأ بالتعاون معهم بصنع ألوان وأنواع شتى من «الكاب كيك»، والعصائر، وصفت بثينة المخيم الذي تشرف عليه بالمفيد والمبهج، وأكدت أن كل المخيمات التي ينظمها نادي السيدات بالشارقة ترفع شعار دمج الترفيه بالتعليم.ومن المخيم النشيط إلى ذلك الذي يجاوره حاملاً اسم «مخيم مشمس المبدع» توجهنا لنجد مجموعة من الأطفال الذين يبلغون من العمر 12 عاماً يجلسون ليصنعوا بأيديهم مجموعة من الأنشطة المتنوعة من الأعمال الإبداعية، مثل: تعلم فنون الطهي، وصناعة الفخاريات، وفن طي الورق الياباني «الأوريغامي»، فضلاً عن الأنشطة التي تشد الفتيات مثل فنون الخياطة والتطريز، وتصاميم الحناء. وتتحدث شيخة السويدي عن هذا المخيم قائلة:حرصنا أن يتضمن المخيم مجموعة من الأنشطة والفعاليات أهمها فنون الرسم والتلوين المختلفة باستخدام ألوان الباستيل والأكريليك، والفنون والحرف اليدوية، والفنون الفخارية والخزفية، ومهارات الخياطة، وفنون الطهي، فضلاً عن تنظيم رحلات أسبوعية إلى أماكن خارجية طوال فترة انعقاد المخيم، والحقيقة أننا وجدنا إقبالاً لا يوصف من قبل الأسر والفتيات على الانضمام إلى هذا المخيم تحديداً.ومن «مشمس المبدع إلى مخيم مغامرات مشمس» اصطحبتنا السويدي؛ حيث استمتعنا مع الصغار الذين تتراوح أعمارهم من 3-5 سنوات بالعديد من الأنشطة الفنية والتعليمية، ومسرح العرائس، وألعاب الحساب المبكر، وسرد القصص بطريقة إبداعية، ومرح التجارب العلمية.قبل أن نغادر المخيم دخلنا إلى «مخيم مشمس الصغير» لنشهد «برنامج المواهب الصغيرة» وراقبنا الصغار الذين راحت أيديهم تلهو بالطين لتشكل أشكالاً من خيالهم البريء، إلى جانب أن هناك أطفالاً يستمتعون ببرامج الطهي، ويعبثون بالألوان، وأهم ما يلفت نظرك في هذا المخيم أنه يضم الكثير والمختلف والمتنوع من الأدوات التي تنمي مهارات الأطفال وتثري خيالهم الإبداعي.نغم بركات أمينة مكتبة مشمس كان صوتها الآتي لنا من وراء جدران المكتبة الزجاجية كفيلاً بأن يجعلنا نقتحم عليها جلستها التي التف حولها مجموعة لا بأس بها من الصغار الذين راحوا ينصتون إليها ويسألونها عن بعض من تفاصيل ما تسرده عليهم، انتظرت حتى انتهت من حكاياتها لتتحدث عن دور المكتبة في المخيم قائلة: أعمل في هذا المجال منذ فترة طويلة، والحقيقة وجدت أن الإمارات بشكل عام، وإمارة الشارقة خاصة تشجع الابتكار لدى الأطفال؛ لذا كان اهتمامي وحرصي على تلك المكتبة التي تستمر طوال العام في نادي سيدات الشارقة، وليس في شهور المخيم فقط، والحقيقة أننا نهدف إلى الرقي بوجدان وعقول أطفالنا من خلال الأساليب الجديدة التي نقدمها من أجل جذب الصغار إلينا في ظل منافسة الوسائل الإلكترونية التي يتميز بها هذا العصر.كانت جولتنا قد قاربت على الانتهاء عندما ختمت الحديث مرافقتنا شيخة السويدي قائلة: إضافة إلى هذه المخيمات الأربعة الرئيسية، يُنظّم نادي سيدات الشارقة مجموعة من الدورات التي تستمر من ثلاثة أيام إلى خمسة أسابيع ونصف، وتهدف إلى إثراء المهارات الإبداعية والمالية والابتكارية وتنميتها لدى الأطفال والكبار، وتشمل: «مخيم ريادة الأعمال للأطفال»، و«مخيم آرت إكسبريس»، و«نادي إدارة الأموال للأطفال»، ويستضيف «مخيم الشوكولاتة» جلسات مسائية للبالغين إلى جانب جلساته اليومية المخصصة للأطفال، فيما نقدم أيضاً «مخيم الاحتياجات التعليمية الخاصة» للمرة الأولى وهو الذي نحاول من خلال فعالياته تقديم يد المساعدة للأطفال من أجل التغلب على التحديات التي يواجهونها.