قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب أمس (الأربعاء) إنه لم يكن يعلم بلقاء نجله دونالد ترامب الابن مع محامية روسية في العام الماضي، وهو اللقاء الذي أثار جدلاً واسعاً، وأوضح أنه لم يعلم به إلا قبل يومين فقط. وعندما سئل في مقابلة في البيت الأبيض عن لقاء ترامب الابن مع المحامية الروسية ناتاليا فسيلنيتسكايا قال «لا لم أعرف إلا قبل يومين بعدما سمعت بذلك». وعرض الابن الأكبر للرئيس الأميركي دونالد ترامب الإثنين الماضي التعاون مع لجنة في مجلس الشيوخ تحقق في تدخل روسي مزعوم في الانتخابات الرئاسية الأخيرة، بعدما أقر بلقائه محامية روسية خلال الحملة الانتخابية. ودافع الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن ابنه قائلاً إنه «بريء»، بعدما كشفت رسائل إلكترونية أنه رحب بمساعدة روسية ضد هيلاري كلينتون في الانتخابات الأميركية العام الماضي. وكتب ترامب في تغريدة على «تويتر» مشيراً إلى مقابلة تلفزيونية أجراها ابنه أمس: «قام ابني دونالد بعمل جيد الليلة الماضية. كان منفتحاً وشفافاً وبريئاً. أمر محزن!». من جهته، قال الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف إن الكرملين لم يتواصل نهائياً مع المحامية الروسية ناتاليا فيسلنيتسكايا التي التقت مجموعة من مساعدي الرئيس الأميركي العام الماضي. وقال بيسكوف في مؤتمر صحافي عبر الهاتف: «قلنا من قبل إن لا علم لدينا مطلقاً بهذه القصة لم نتواصل أبداً مع هذه المحامية... وليس لها أي صلة بنا». وكانت عضو في لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ عن الحزب «الجمهوري» دعت نجل ترامب إلى الإدلاء بشهادته أمام اللجنة. وقالت السناتور سوزان كولينز للصحافيين في مقر الكونغرس إن «لجنة الاستخبارات تحتاج لإجراء مقابلة معه ومع آخرين حضروا الاجتماع». وحضر ترامب الابن في التاسع من حزيران (يونيو) 2016 مع مدير حملة ترامب في ذلك الوقت بول مانافورت وصهره جاريد كوشنر الاجتماع، والذي عقد في برج ترامب في نيويورك مع المحامية الروسية ناتاليا فيسلنتسكايا. وقال نجل ترامب إنه وافق على لقاء المحامية التي وصفتها صحيفة «نيويورك تايمز» بأن لها صلات بالكرملين، بعدما تلقى وعداً بالحصول على معلومات تضر بمرشحة الرئاسة الديموقراطية هيلاري كلينتون. وذكرت الصحيفة نقلاً عن ثلاثة أشخاص أنه تم إبلاغ نجل ترامب قبل الاجتماع بأن معلومات المحامية الروسية جزء من مساعي الحكومة الروسية إلى مساعدة الحملة الرئاسية لوالده آنذاك. وقالت «نيويورك تايمز» إن روب غولدستون الذي ساعد في التوسط لعقد الاجتماع بعث برسالة عبر البريد الإلكتروني بهذا الشأن إلى ابن الرئيس الأميركي، وأشارت الرسالة إلى أن الحكومة الروسية هي مصدر تلك المعلومات التي من المحتمل أن تضر بكلينتون. وذكرت رسالة مؤرخة في الثالث من حزيران (يونيو) 2016 من غولدستون إلى نجل الرئيس الأميركي أن : «ممثل النيابة العامة في روسيا عرض إمداد حملة ترامب ببعض الوثائق الرسمية والمعلومات التي ستجرم هيلاري وتعاملاتها مع روسيا وستكون مفيدة للغاية لوالدك». وأفادت الرسالة التي نشرها ترامب الابن على «تويتر» بأن «هذه بالتأكيد معلومات على مستوى عال للغاية وبالغة الحساسية، لكنها جزء من دعم روسيا وحكومتها للسيد ترامب». وقالت الناطقة باسم بالبيت الأبيض سارة ساندرز إن الرئيس أشاد بشفافية ابنه بنشره الرسائل ويعتبره «شخصاً رفيع المستوى». ويدير ترامب الابن وأخوه الأصغر إريك ترامب «مؤسسة ترامب» التي كان يرأسها والدهما قبل توليه الرئاسة. وقالت «نيويورك تايمز» إن ترامب الابن نشر الرسائل بعدما علم أن الصحيفة على وشك نشر محتواها، بدلاً من أن يرد على طلب من الصحيفة للتعليق. لكن نجل ترامب قال في بيان مصاحب للرسائل المنشورة على «تويتر» إنه نشر الرسائل «ليتحلى بالشفافية الكاملة»، وهون من شأن الاجتماع وقال إن المحامية الروسية «لم تكن لديها معلومات تقدمها». وتباينت آراء خبراء القانون في شأن إمكان أن تؤدي مشاركة ابن ترامب في الاجتماع مع المحامية الروسية إلى مسؤولية جنائية. وقال محامون عدة إن الاجتماع قد يمثل مخالفة لقوانين الانتخابات الاتحادية التي تحظر على الحملات قبول هدايا أو أشياء ذات قيمة من أجانب. ولا تقدم الرسائل الإلكترونية حالياً دليلاً على عمل غير قانوني. من جهته، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف خلال زيارته لبروكسيل: «اندهشت لعلمي بأن محامية روسية ونجل ترامب يتعرضان للوم بسبب اجتماع. بالنسبة لي هذا جنون... لأنه عندما يتحدث أي شخص لمحام، ما هي المشكلة أو التهديد الذي ربما ينجم عن ذلك؟ لم يكن لدي علم مسبق بهذا الأمر وعلمت به من التلفزيون». وتبحث التحقيقات التي يجريها المحقق الخاص روبرت مولر والعديد من لجان الكونغرس الأميركي في ما إذا كانت روسيا تدخلت في الانتخابات وتواطأت مع حملة ترامب. وتنفي موسكو تلك المزاعم. ويقول ترامب إن حملته لم تتواطأ مع روسيا. ورفض مساعدون لرئيسي لجنتي الاستخبارات في مجلسي الشيوخ والنواب التعليق عما إذا كان نجل ترامب سيستدعى للشهادة. وقالت الناطقة باسم البيت الأبيض أمس إنه ليس هناك عيب في لقاء المحامية الروسية، بينما قال الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف: «لا نعرف من هي وبالتأكيد لا يمكننا أن نتتبع كل تحركات جميع المحامين الروس داخل روسيا وخارجها».
مشاركة :