تحبس العاصمة التركية أنقرة أنفاسها، وتعيش باقي المدن حالة استنفار استثنائية، على المستوى الرسمي والشعبي، عشية الاحتفالات بالذكرى الأولى لمحاولة الانقلاب الفاشل على «الشرعية» في تركيا، يومي الـ 14 والـ 15 من يوليو الجاري.وإلى جانب الفعاليات الضخمة التي برمجتها السلطات التركية للحدث البارز في تاريخها، يترقب الأتراك «خطابين استثنائيين» للرئيس التركي رجب طيب أردوغان؛ أولهما من تحت قبة البرلمان، السبت المقبل، وخطاباً جماهيرياً ثانياً من القصر الجمهوري بأنقرة، يرتقب أن يحضره آلاف الأتراك القادمين من مختلف المدن التركية، حيث سيخطب أردوغان في حدود الساعة 02:32 دقيقة من فجر الأحد، الخامس عشر من يوليو، والذي يصادف لحظة توجيه «الانقلابيين» أول ضربة عسكرية لمبنى البرلمان بأنقرة. وعبر جولة في العاصمة أنقرة، وتصريحات لعدد من المسؤولين والمواطنين، رصدت «^» استعدادات حثيثة للاحتفالات التي ستحتضنها العاصمة التركية، تحت أعين 300 صحافي وإعلامي، ممثلين عن 43 دولة عبر العالم، وجهت لهم المديرية العامة للصحافة والنشر والإعلام التابعة لرئاسة الوزراء التركية، دعوات لتغطية الاحتفالات الرسمية بالذكرى الأولى للمحاولة الانقلابية الفاشلة. وقال مسؤولون بالمديرية العامة للصحافة والنشر والإعلام، لموفد «^» إلى أنقرة، إن الرئيس أردوغان سيوجه خطابه الأول عبر البرلمان التركي يوم السبت 14 يوليو، في حدود الساعة الثانية بعد الظهر، ويليه خطاب ثان فجر الأحد، في حدود الساعة 02:32، تزامناً مع توقيت توجيه أول ضربة عسكرية من «الانقلابيين» لمبنى البرلمان الذي دمر ت أجزاء منه، وتم تحويله إلى متحف شاهد على الذكرى. وبحضور نواب البرلمان والسلطات الرسمية وسفراء الدول، يلقي الرئيس أردوغان خطاباً وصف بـ «الهام»، ويرتقب أن يتضمن «رسائل قوية» للشعب التركي ودول العالم، للحديث عن المحاولة الانقلابية الفاشلة التي تعرض لها أردوغان العام الماضي، لمحاولة الإطاحة بنظامه، كما سيقدم حصيلة العملية الانقلابية الفاشلة، التي أسفرت عن أكثر من 250 شهيداً، وآلاف الجرحى والمفقودين، إلى جانب حصيلة حملة المتابعات القضائية والاعتقالات التي شنتها السلطات الأمنية التركية، في صفوف أتباع فتح الله غولن، الذي تتهمه تركيا بتدبير العملية الانقلابية، وتصنفه ضمن المجموعات الإرهابية الأخطر في تاريخ الجمهورية التركية. كما يرتقب أن يوجه أردوغان خلال خطابه انتقادات لدول الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، بسبب مواقفها المترددة في دعم الشرعية خلال ليلة 15 يوليو، وتجديد امتنانه للدول التي وقفت معه، ونددت بالمحاولة الانقلابية منذ اللحظة الأولى، وفي مقدمتها دولة قطر، باعتراف المسؤولين الأتراك. نصب تذكاري بجسر البوسفور هذا، وأعدت الوزارات الحكومية والمؤسسات الرسمية ومنظمات المجتمع التركي برنامجاً احتفالياً ضخماً، بمناسبة الذكرى الأولى لإفشال المحاولة الانقلابية، حيث سيتم تدشين نصب تذكاري فوق جسر البوسفور الذي تم إغلاقه من قبل «الانقلابيين» ليلة الخامس عشر من يوليو، وكان شاهداً على بداية المحاولة الانقلابية. كما يرتقب أن يدشن رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم معرضاً للذاكرة بأنقرة، إلى جانب معرض إعلامي دشنته فاطمة بتول سايان كايا، وزيرة الأسرة والسياسات الاجتماعية، يتضمن صوراً لصحافيين ومراسلين تخلد ما حدث ليلة الانقلاب الفاشل. وبرمجت الحكومة التركية سلسلة لقاءات وخطابات لأبرز المسؤولين مع ممثلي الصحافة الدولية التي حضرت بقوة إلى أنقرة، ويرتقب أن يلقي رئيس الوزراء التركي يلدريم خطاباً بالمناسبة، إلى جانب برمجة لقاءات –غير مؤكدة- للوفد الإعلامي مع مجموعة من المسؤولين الحكوميين، أبرزهم نعمان كورتولموش، نائب رئيس الوزراء التركي، ووزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، وماهير أونال، المتحدث باسم حزب العدالة والتنمية الحاكم، وآخرين، كما يرتقب أن يكرم رئيس الوزراء الصحافة التركية المحلية على دورهرا التاريخي في مواجهة الانقلاب، وتجنيد الأتراك للخروج إلى الشوارع لمواجهة الانقلابيين.;
مشاركة :