رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري الجمعة إن لبنان لن يتعامل مع أي جهة بشأن عودة اللاجئين السوريين إلى بلادهم باستثناء الأمم المتحدة ووكالاتها المتخصصة وذلك بعد أيام من مغادرة دفعات من اللاجئين منطقة عرسال الحدودية إلى سوريا وفق اتفاق توسطت فيه جماعة حزب الله اللبنانية. ويدعم حزب الله صاحب النفوذ القوي حكومة الرئيس السوري بشار الأسد في الصراع المستمر منذ أكثر من ست سنوات في سوريا. وأرسلت الجماعة الشيعية آلاف المقاتلين إلى سوريا وهي القوة المهيمنة على منطقة الحدود السورية حيث عاد اللاجئون السوريون. وقال الحريري "في الآونة الأخيرة، برز نقاش حول عودة السوريين. وهنا أود أن أكرر موقفي من هذه المسألة بعبارات واضحة جدا". وأضاف "سنتناول هذه المسألة فقط بالتنسيق الوثيق والتخطيط المشترك مع الأمم المتحدة ووكالاتها المتخصصة". وتحدث خلال اجتماع للجنة التوجيهية العليا للنازحين قائلا "نحن ندعم العودة السريعة والآمنة للنازحين السوريين ومع ذلك فإننا لن نجبر تحت أي ظرف، النازحين السوريين على العودة إلى سوريا". ويختلف الساسة اللبنانيون بشأن التعامل المباشر للبنان مع الحكومة السورية لإعادة اللاجئين، بينما يضغط حزب الله لتعامل لبناني رسمي مع النظام السوري من بوابة أزمة اللاجئين السوريين. ويتبع لبنان الذي عانى من حرب أهلية استمرت 15 عاما سياسة شبه محايدة بشأن الأزمة السورية منذ 2012، لكن حزب الله الممثل بوزراء في حكومة الحريري وبنواب في البرلمان غذى طيلة السنوات الماضية من عمر الأزمة السورية الانقسامات في بلد يعاني من وضع أمني وسياسي هش. ويوم الثلاثاء حث الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله في خطاب تلفزيوني بيروت على العمل مباشرة مع الحكومة السورية بشأن عودة اللاجئين. وعانت البنية التحتية والاجتماعية اللبنانية بسبب استضافة أكثر من مليون لاجئ سوري بما يعادل نحو ربع سكان البلد. وقال الحريري "لقد كان وقع أزمة النازحين السوريين ثقيلا جدا على لبنان، فالبلد بأسره يشعر بهذا الثقل وقد أدى وجودها إلى تفاقم المؤشرات الاجتماعية والاقتصادية". وشدد خلال الاجتماع على ضمان حصول النازحين السوريين على خدمات الرعاية الصحية والتعليم الأولي وتطوير مهاراتهم رغم قلقه في الوقت ذاته من ضعف مستويات المساعدات الدولية إلى لبنان حتى الآن.
مشاركة :