شهدت الأيام الماضية صداماً بين البرلمان وجمعيات «حقوق الحيوان»، حيث طالب أعضاء في لجنة الصحة في مجلس النواب بضرورة إعدام الكلاب الضالة المصابة بالسُّعار، لأنها تهدد حياة المواطنين وتنشر الأمراض، داعين وزارة الداخلية وهيئة الطب البيطري إلى التضافر للقضاء على الكلاب. وعلى مدار السنوات القليلة الماضية شهدت مصر خصوصا محافظات القاهرة والجيزة والإسكندرية اعتراضات واسعة من جانب جمعيات رعاية الحيوان، على خلفية قتل شرطة المرافق لأعداد كبيرة من القطط في النوداي الرياضية والكلاب الضالة في الشوارع. في موازاة ذلك، تعقد عدة وزارات على رأسها الزراعة والتنمية المحلية والصحة والبيئة اجتماعات متتالية، لمواجهة ظاهرة انتشار الكلاب الضالة في مختلف المحافظات، لإعداد قاعدة بيانات بشأن أعداد الكلاب الضالة، وآليات الحد من مخاطرها. وقال عضو لجنة الصحة في البرلمان سامي المشد، إن «الكلاب الضالة تهدد حياة المواطنين، مطالباً قطاع الطب البيطري بالتعاون مع وزارة الداخلية للتخلص من تلك المشكلة، والقضاء على ظاهرة انتشار الكلاب في الشوارع، لأن بعضها يكون مفترساً وخطراً على حياة البشر». فيما يرى عضو اللجنة ذاتها مجدي مرشد، أن مشكلة الكلاب الضالة خطيرة ومحيرة، فأمن المواطنين يقتضي قتل الكلاب، لكن ذلك يخالف الرحمة والتوازن البيئي، مؤكداً أنه لا مفر من التخلص من الكلاب التي يثبت صحة إصابتها بالسعار، حفاظا على حياة الأفراد، خصوصا بعد وقائع هجوم كلاب على أطفال ومواطنين في بعض المدن والقرى. وتابع في تصريحات لـ«الجريدة»: «يجب عمل حصر كامل لعدد الحيوانات الضالة والحيوانات المصابة حتى يتم عمل خطة للتخلص من الحيوانات المصابة فقط، وتوفير مأوى للحيوانات السليمة، وأن يتم ذلك عن طريق استخدام وسائل جديدة يتبعها قطاع الطب البيطري في وزارة الزراعة بالتعاون مع وزارة الداخيلة ووزارة الصحة». في المقابل، أكدت الناشطة في مجال حقوق الحيوان دينا ذوالفقار، أن وزارة الصحة والبرلمان لا يتبعان المنهج العلمي في التعامل مع الحيوانات، مشيرة إلى أن تقارير الهيئة العامة للخدمات البيطرية في موقع منظمة الصحة العالمية للحيوان أعلنت خلو مصر من أي حيوانات مصابة بالسعار. وتابعت في تصريحات لـ«الجريدة»: «منظمة الزراعة والأغذية (فاو) أكدت أن الكلاب هي خط الدفاع الأول لحماية مصر من دخول السعار، ووصفت ما يحدث الآن بما حدث عام 2009، عندما أعلن البرلمان أن الخنازير تسبب مرض انفلونزا الخنازير وتم عمل مجزرة قُتلت فيها أعداد كبيرة من الخنازير واتضح فيما بعد عدم صحة ذلك».
مشاركة :