أحيت مدينة نيس الفرنسية (جنوب شرق) ذكرى اعتداء 14 يوليو/تموز الذي نفذه التونسي محمد لحويج بوهلال بجادة "الإنكيز"، مخلفا 86 قتيلا وأكثر من 400 جريح. وشارك الرئيس الفرنسي في تكريم الضحايا بعد الاحتفال باليوم الوطني في باريس صباحا بحضور دونالد ترامب. شارك الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الجمعة في نيس في حفل تكريم ضحايا الاعتداء الذي أسفر العام الفائت عن مقتل 86 شخصا في المدينة الجنوبية، بعد الاحتفال باليوم الوطني في باريس صباحا بحضور نظيره الأمريكي دونالد ترامب. وانضم إلى ماكرون سلفاه فرنسوا هولاند ونيكولا ساركوزي، إلى جانب أمير موناكو ألبير الثاني، وعدد من أعضاء الحكومة. وكرم الرئيس وعدد من الوزراء مواطنين وأعضاء في قوى الأمن حاولوا مساء 14 تموز/يوليو 2016 اعتراض منفذ الإعتداء الذي صدم بشاحنة حشدا تجمع على ساحل المدينة لمشاهدة العروض الاحتفالية بالعيد الوطني. وألقى الرئيس الفرنسي كلمة قبل لقاء الناجين وعائلات ضحايا الاعتداء الذين بدأ سكان المدينة منذ الصباح في إحياء ذكراهم وسط أجواء تأثر عارم. وصباحا أثناء العرض العسكري لليوم الوطني في جادة الشانزليزيه الباريسية، عزفت فرقة عسكرية نشيد مدينة نيس الجنوبية، "نيسا لا بيلا"، فيما وقف عازفوها في تشكيلة رسمت إسم نيس، في تكريم للمدينة التي أثكلها الاعتداء العام الماضي بمقتل 86 شخصا وإصابة 450. نيس تستذكر يوم الاعتداء المشؤوم وقالت فلورانس (52 عاما) "صحيح أن الحياة تستمر، إلا أن ما حصل كان فظيعا"، في إشارة إلى الاعتداء بشاحنة على الجادة الرئيسية في مدينة نيس قبل عام بالتحديد، والذي أدى إلى مقتل 86 شخصا. وأضافت وهي تحاول حبس دموعها أن المهم "أن يتذكر الجميع ما حصل، ولا يمكننا طي صفحة حادث من هذا النوع، لكننا نحاول التأقلم". ووضعت الحشود وبينهم عدد من الناجين قطع صغيرة تحمل ألوان العلم الفرنسي الواحدة إلى جانب الأخرى. وحملت كل قطعة أسماء الضحايا الـ86 مكتوبة على شكل قلب. ومع مرور الوقت ظهر بأحرف ضخمة شعار الثورة الفرنسية "حرية وأخوة ومساواة" على بعد بضع مئات الأمتار من مكان وقوع المجزرة. وساد جادة نيس الرئيسية التي رفعت الأعلام الفرنسية على جانبيها، صمت غير معهود. أما البلدية فأرادت أن يكون إحياء هذه الذكرى الألمية مميزا بعد أن أقامت مساء الخميس قداسا في كاتدرائية المدينة حضره ممثلون عن كافة الأديان. وخصص قسم كبير من وسط المدينة للمارة حيث شددت الإجراءات الأمنية مع نشر عدد كبير من عناصر الشرطة باللباس المدني. شهود عيان بعد عام على الحادثة وقالت بولين السائحة الإيرلندية التي تزور منذ 10 سنوات "الكوت دازور" لتمضية عطلتها الصيفية "نفكر بالأسر. إنه أمر محزن جدا خصوصا بالنسبة للأولاد. إن 14 تموز/يوليو يكون عادة يوما سعيدا". وانهارت امرأة، وهي تقول "كنت هناك!". مضيفة "كنا على الشاطىء. كان الأمر مروعا ووحشيا". وتابعت إنها سهرت إلى جانب جثة فتاة صغيرة دهستها الشاحنة قبل عام "كان عمرها خمس سنوات. لا تفارق صورتها ذاكرتي". بعد عام على الاعتداء تقول السائحة الإيطالية ماريا لويزا (69 عاما) إنها "لا تزال لا تصدق أن أمرا كذلك يمكن أن يحدث. أمر نراه فقط في الأفلام أو في مناطق بعيدة من العالم". وأعد إيطاليون بطاقة تعاز تحمل كلمات للشاعر الشهير دانتي عن الحب والنور. أما ايميلي بوتيجان رئيسة جمعية ضحايا الاعتداء فقالت "يمكننا إلقاء اللوم على البلدية وأنا أولهم (...) لكنهم قاموا ما بوسعهم القيام به". وفقدت ابنا في التاسعة من العمر. وحدادا لم يكن هناك مفرقعات أو ألعاب نارية أو طلقات مدفعية. وفي الشوارع التجارية في وسط المدينة لم تغلق المحال التجارية أبوابها. فرانس 24 / أ ف ب نشرت في : 14/07/2017
مشاركة :