لقد تم فتح أبواب السفارة العراقية في الكويت هذا الأسبوع للسماح للراغبين في المشاركة في الاحتفال بتحرير مدينة الموصل شمال العراق من سيطرة تنظيم داعش. وبصفتي سفير بريطانيا أتشرف بتقديم التهاني. إن نجاح قوات الأمن العراقية في خضم استمرار القتال والتوتر في المنطقة يمثل خطوة مهمة في تأمين مستقبل أفضل وأكثر إشراقاً وسلاماً للعراق. وبعد ثلاث سنوات من القمع والخوف والعنف أصبح الآن هناك تفاؤل حذر من أن يصبح العراق الموحد والسلمي حقيقة واقعة. كما أنه بعد 14 عاماً من الإطاحة بصدام حسين لا تزال إعادة إعمار العراق واستقراره أولوية ملحة ليس للعراقيين فقط ولكن للدول المجاورة للعراق وحلفائها الدوليين أيضاً. وكما قال رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي في وقت سابق من هذا العام لجامعة الدول العربية «العراق على وشك بدء مرحلة جديدة، على جميع الدول العربية التعاون وتوحيد جهودها لمنع عودة النداء أو انتقاله إلى الدول الأخرى». ومن الحيوي أن تقف بلداننا معاً إلى جانب العراق في هذا الوقت لهزيمة «داعش» نهائياً ودعم العراق في الشروع في شفاء الجروح الناجمة عن هذه المنظمة الإرهابية الوحشية. إن الكويت والمملكة المتحدة على حد سواء تلعبان دورا في مستقبل العراق. على الرغم من أن «داعش» في تراجع ولكن نواياه على الدمار تركت خلفها فوضى. ففي غرب الموصل ستحتاج المئات من الأجهزة المتفجرة التي أخفاها «داعش» إلى إزالتها. وهذا سيستغرق وقتا ولكنني على أتم الثقة بقدرة السلطات العراقية على جعل بلدها آمنا ومزدهرا لجميع مواطنيه. إن المملكة المتحدة تلعب دورها من خلال الجيش البريطاني الذي يوفر تدريبا لمكافحة العبوات الناسفة للتحالف العالمي. أكثر من التحديات الأمنية، على الجانب الإنساني، حيث حاجة العراق أكبر، هناك حاجة للمال لتوفير الرعاية الصحية الطارئة، والمياه والصرف الصحي، وخدمات الحماية للنساء والأطفال. حيث قدمت المملكة المتحدة مساعدات بقيمة 169.5 مليون جنيه إسترليني. كما أن كرم الكويت المستمر والمثير للإعجاب كممثل إنساني تحت قيادة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، إذ قدمت مبلغا إضافيا قدره 100 مليون دولار للمشاريع الإنسانية وإعادة الإعمار في المناطق التي تمت استعادتها من «داعش». ويأتي هذا على رأس تعليق مدفوعات تعويضات حرب الخليج لمدة ثلاث سنوات كمبادرة حسن نية وتضامن خلال مهمة العراق لهزيمة «داعش». لقد قدمت الكويت، والمملكة المتحدة معاً وشركاؤنا الدوليون، المساعدة إلى حكومة العراق التي تعمل على تحقيق الإصلاح السياسي والمصالحة الوطنية والخدمات الأساسية التي يريدها ويستحقها جميع العراقيين. ماثيو لودج السفير البريطاني في الكويت
مشاركة :