في هجوم مسلح هو الأول منذ سنوات داخل القدس الشرقية يحتمل ان يزيد من حدة التوتر بين الاسرائيليين والفلسطينيين، قتل ثلاثة عرب إسرائيليين، أمس، بالرصاص شرطيين إسرائيليين اثنين في القدس القديمة قبل أن تلاحقهم الشرطة إلى باحة المسجد الاقصى وترديهم قتلى، في أحد أخطر الحوادث التي تشهدها هذه المنطقة التي تعتبر محور النزاع الاسرائيلي - الفلسطيني.وبعد ساعات على الهجوم، اعتقلت الشرطة الاسرائلية مفتي الديار المقدسة الشيخ محمد حسين، عقب صلاة الجمعة عند احدى بوابات المسجد الاقصى، ثم أفرجت عنه بعد استجوابه لساعات.وكان المفتي دان إغلاق المسجد أمام المصلين، وقال للصحافيين «هذه أول مرة لا تقام صلاة الجمعة في المسجد منذ 1967»، فيما ذكرت تقارير أن منع صلاة الجمعة في «الأقصى»، هو الثاني من نوعه منذ العام 1969، عندما أحرق المسجد الأقصى، وسبق وأغلق في يوم عادي عندما تمت محاولة اغتيال عضو الكنيست المتشدد يهودا جليك في القدس.وفي محاولة للتهدئة، جرى اتصال هاتفي بين الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو عقب الهجوم، عبر خلاله عباس عن «رفضه الشديد وإدانته» للهجوم.وقالت الناطقة باسم الشرطة الاسرائيلية لوبا السمري إن منفذي الهجوم من فلسطينيي الداخل من مدينة أم الفحم العربية الإسرائيلية ومن عائلة واحدة وليست لهم أية سوابق أمنية، وهم محمد احمد محمد جبارين (29 عاما) ومحمد حامد عبد اللطيف جبارين (19 عاما) ومحمد احمد مفضل جبارين (19 عاما).أما الجنديان القتيلان فهما هايل سطاوي (30 عاما) وكميل شنان (22 عاماً)، وهما من الأقلية الدرزية.وأغلقت الشرطة المنطقة وكذلك المسجد الاقصى أمام المصلين، أمس، كما أغلقت البوابات المؤدية الى الموقع.وتزامناً، أغلقت بعض الشوارع داخل المدينة بالمتاريس والحواجز، فيما حلقت مروحيات فوق المدينة.وبعد إغلاق «الأقصى»، صلى المقدسيون في شوارع البلدة القديمة وخارجها ورُفع الأذان في الشوارع.وفي المكالمة مع نتنياهو، عبر عباس عن «رفضه الشديد وإدانته» للحادث الذي جرى في المسجد الأقصى، مؤكدا «رفضه لأي أحداث عنف من أية جهة كانت، وخاصة في دور العبادة»، حسب ما نقلت عنه وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا) التي أشارت الى ان نتنياهو «طالب بتهدئة الأمور من جميع الاطراف».وطلب عباس من نتنياهو «إلغاء الاجراءات الاسرائيلية بإغلاق المسجد الاقصى أمام المصلين، محذرا من تداعيات هذه الاجراءات او استغلالها من اي جهة كانت لتغيير الوضع الديني والتاريخي للاماكن المقدسة».من جهته، أكد مكتب نتنياهو الاتصال، موضحاً في بيان ان «رئيس الوزراء أكد أن إسرائيل ستتخذ كل الاجراءات الضرورية لضمان الأمن من دون أي تغيير في الوضع القائم» في الاقصى.من جهته، وصف وزير الامن العام الاسرائيلي جلعاد اردان الحادث بأنه «خطير للغاية»، و«تخطى جميع الخطوط الحمر».في ردود الفعل، قال الناطق باسم حركة «حماس» سامي أبو زهري إن «عملية القدس رد طبيعي على الإرهاب الإسرائيلي وتدنيس المسجد الأقصى»، وتأتي «تأكيداً على استمرارية الانتفاضة ووحدة شعبنا خلف المقاومة».من جهتها، دعت الحكومة الأردنية إسرائيل الى اعادة فتح ابواب المسجد الاقصى أمام المصلين «فوراً»، وفتح تحقيق «فوري وشامل» في الاحداث التي وقعت في القدس.وقال وزير الدولة الاردني لشؤون الاعلام الناطق الرسمي باسم الحكومة محمد المومني إن «على اسرائيل فتح المسجد الاقصى، الحرم القدسي الشريف فوراً أمام المصلين وعدم اتخاذ أية اجراءات من شأنها تغيير الوضع التاريخي القائم في القدس والمسجد الاقصى، الحرم القدسي الشريف».
مشاركة :