«مسبار الأمل» استثمار وطني طموح في مجال بناء الإنسان

  • 7/15/2017
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

تحقيق: آلاء عبد الغنيإيمان الإمارات بقدرات شبابها، واستثمار طاقاتهم في استشراف المستقبل، وتذليل جميع التحديات والعقبات على دروب التميز والريادة والعطاء، جعل أبناء الإمارات شركاءها في صناعة «الأمل»، ليس للدولة فحسب، وإنما للأمتين العربية والإسلامية، بمشروع هو واحد من مشاريع ومبادرات أخرى قادمة، ستعيد للمنطقة برمتها ازدهارها الحضاري والعلمي، لتعود قبلة لكل مشتاق إلى المعرفة، وباحث عن الإبداع والابتكار. يجسد مشروع «مسبار الأمل» الاستثمار الإماراتي الطموح في مجال بناء الإنسان الذي هو محور اهتمام القيادة الرشيدة منذ عهد المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وصناعة علماء وقادة المستقبل، ويمثل محور العملية التنموية لدولة الإمارات التي تؤمن بأن بناء الإنسان هو الركيزة الأساسية للنهضة، ولتحقيق التنمية المستدامة، وهذا هو نهج القيادة الرشيدة للدولة، بقيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، من أجل تحقيق نقلة حضارية غير مسبوقة للمنطقة.ويعدّ مشروع «مسبار الأمل» أول مشروع عربي إسلامي من نوعه يتضمن إطلاق مسبار فضائي لاستكشاف الكواكب الأخرى، وبذلك فهو يشكل دليلاً على قدرة العالم العربي على المساهمة الفاعلة في إغناء الحضارة والمعرفة البشرية.كما أن مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ يدار من الإمارات من قبل فريق إماراتي مقسّم إلى سبعة أقسام، يصل عددهم إلى أكثر من 150 مهندساً وباحثاً إماراتياً، عبر مراحل المشروع، وهو مسؤول عن متابعة وتنفيذ كافة مراحل المشروع، والمساهمة الفاعلة في تصميم المسبار وتصنيعه، واختيار مكان وتقنيات إطلاقه، والاتصال معه والتحكم فيه عن بعد أثناء رحلته، وكذلك استلام البيانات وتحليلها، ومشاركتها مع المجتمع العلمي، إنه مسؤول عن ضمان استفادة دولة الإمارات من هذا المشروع على المدى البعيد.وتزامناً مع احتفال وكالة الإمارات للفضاء، غداً الأحد، بمرور ثلاث سنوات على تأسيسها التقت «الخليج» عدداً من المهندسين والمهندسات من أبناء دولة الإمارات العاملين في مشروع «مسبار الأمل»، الذين أعربوا عن فخرهم واعتزازهم بالعمل في هذا المشروع الذي يمثل بارقة أمل للأمتين العربية والإسلامية، ويمهد لحقبة جديدة لإعادة الأمجاد والحضارة العربية إلى أوجها، كما في سابق العهود والأزمان.وأكدوا أن القيادة الرشيدة لدولة الإمارات، بقيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، وأخيه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، وأخيهما صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وإخوانهم أصحاب السمو أعضاء المجلس الأعلى للاتحاد حكام الإمارات، تراهن على الشباب في رحلة العبور إلى المستقبل، وتؤمن بأن الشباب عماد التنمية والتقدم في أي مجتمع، وأن نهضة الأمم في الاستثمار والارتقاء بقدراتهم وتوظيفها بشكل فاعل في تقدمها ونهضتها، آملين في أن يكونوا على قدر الثقة الغالية والكريمة الممنوحة لهم من القيادة الرشيدة، وأن يردوا جزءاً من جميل الوطن ويسهموا في تغيير بوصلة المنطقة بكاملها نحو مستقبل أكثر ازدهاراً، وإبهاراً للعالم.بدوره، أشار سلطان ناصر الدهماني، مختص أول احتياجات المشاريع الفضائية في وكالة الإمارات للفضاء، إلى أنه بعد حصوله على بكالوريوس هندسة الطيران من جامعة «كنغ ستون» في المملكة المتحدة، عمل لفترة في إحدى المؤسسات الحكومية الإماراتية، وبعد تأسيس الوكالة قرر الالتحاق بالعمل لديها ليكون أحد كوادر الدولة التي تسهم في خدمة مشاريعها الفضائية وتطوير هذا القطاع.ونوه بأنه حين قرر دراسة هندسة الطيران، لم يكن على دراية كافية بالمجالات التي يمكن أن تحدد له مستقبله لاحقاً، لكن إيمانه الكبير بأن دولته مملوءة بالفرص، وبنظرة قيادتها الحكيمة للمدى البعيد، دفعه لإكمال مشواره، والتحق بالعمل ضمن فريق «مسبار الأمل» في مركز محمد بن راشد للفضاء، من قبل وكالة الإمارات للفضاء.عمل التصاميموقال: «عملي في هذا المشروع الذي يعد مصدر فخر لكل عربي ومسلم، يتمحور حول عمل التصاميم، إلى جانب مهمة الإشراف الإداري والفني المنوطة بفريق الوكالة العاملين في المشروع، وإن الدولة تخصص مبالغ طائلة للمشاريع الفضائية، وتسخّر لنا كل الإمكانات، وتذلل أمامنا جميع العقبات والتحديات من أجل النجاح والتميز والعطاء، وعند تواجدي في أي مكان يكفي أن أقول أنا إماراتي، فيشار مباشرة إلى «مسبار الأمل»، ومهمة الإمارات لاستكشاف الكوكب الأحمر، وإقامة مستوطنة بشرية على سطحه، والآن لم يعد هناك وجود لكلمة «مستحيل» في قاموس دولتنا التي تبذل جهوداً دؤوبة لتحويل جميع أحلامنا إلى واقع لا نعيشه فقط، بل نسهم بأيدينا في صناعته»وأكد أن فريق العمل الإماراتي يعمل في أجواء من المحبة والألفة، حيث يستفيد كل مهندس، وكل شخص يعمل في هذا المشروع من خبرات الآخر، ويتشاركون الرؤى والآمال، وجميع التفاصيل التي من شأنها إنجاز المهمة في الوقت المحدد لتحقيق طموح دولة الإمارات الذي ما عاد يحلق إلى أبعد من السحاب فقط، بل وصل إلى عمق الفضاء.ولفت إلى أنه يعمل حالياً على مراجعة التصميم للمركبة لضمان عدم وجود اختلافات ميكانيكية في المطابقة، والتأكد من كيفية تركيب الصاروخ، ودراسة الاهتزازات التي يحدثها بدقة، لضبطها بأن تكون ضمن إمكانات الصاروخ للوصول إلى الهدف المحدد في الوقت المحدد.إنجازات رياديةمن جانبها، أشارت فاطمة الهاملي، مهندسة ميكانيكية في وكالة الإمارات للفضاء، إلى أنها وقبل تخرجها في الجامعة كانت شغوفة بالعمل في القطاع الفضائي وطموحة للعمل في الوكالة، وعقب تخرجها في جامعة خليفة للعلوم والتكنولوجيا (بكالوريوس هندسة فضاء وطيران)، التحقت بالعمل في وكالة الإمارات للفضاء لتحقق هدفها الأول في مسيرة لن تتوقف لخدمة الوطن، ورد الجميل له.وأكدت أن الفضاء كان حلماً يداعب مخيلتها منذ الصغر، لكنه بفضل رؤية القيادة الرشيدة للدولة تحقق إلى واقع ملموس، وأتيحت لها الفرصة لرسم المسار المستقبلي لهذا الواقع، معربة عن فخرها بأن تكون جزءاً من طموح لا تكبح جماحه العواصف، وإصرار، وعزيمة لا تلين.وقالت: «سعادتي لا توصف بأنني استطعت وأنا بعد في مقتبل العمر أن أحقق خطوة مهمة جداً لي على صعيد حياتي الشخصية والعملية، ووجودي ضمن الفريق الإماراتي في مشروع «مسبار الأمل» هو شرف أعتز به، وها هي ابنة الإمارات تعمل مع أخيها في ميادين شتى، وتسهم معه في تنمية قدرات الدولة ومعارفها، وإنجازاتها في قطاع حيوي ومهم على المستوى العالمي، ألا وهو قطاع الفضاء، وتمكين القيادة الرشيدة للمرأة، ودعم سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك «أم الإمارات»، رئيسة الاتحاد النسائي العام، الرئيسة الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية، رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة، للمرأة الإماراتية، يحقق إنجازات ريادية يوماً بعد آخر ونعمل يداً بيد لصناعة مستقبل وطننا الغالي». إبداع وابتكار من جهته، أشار محمد خليفة الرميثي، مهندس ميكانيكي في المهمات الفضائية في وكالة الإمارات للفضاء، إلى أنه بعد حصوله على بكالوريوس هندسة ميكانيكية من كليات التقنية العليا، لم يشأ أن يشغل وظيفة تقليدية، أو يمتهن عملاً عادياً، لأنه شغوف بالبحث عن التجديد والابتكار، والإمارات هي حاضنة الإبداع والابتكار، لذلك لم يطل انتظاره بعد التخرج في جامعته كثيراً، وما لبث أن التحق بالعمل في وكالة الإمارات للفضاء في قطاع مهم، ما أتاح له فرصة أن يكون واحداً من مهندسي الدولة العاملين في «مسبار الأمل».وأعرب عن فخره بإيمان القيادة الرشيدة به، وبأمثاله من شباب الوطن، وتوفير جميع الفرص والإمكانات لهم ليكونوا شركاءها في صناعة مستقبل واعد، ليس للدولة فقط، بل للمنطقة بأسرها، ولخدمة البشرية، كما أعرب عن امتنانه العميق لوكالة الإمارات للفضاء التي تقوم بتدريب وتأهيل الكوادر البشرية المواطنة، للإسهام في جميع التخصصات والمبادرات والمشاريع التي تخدم أهداف الدولة وطموحاتها في قطاع الفضاء. صقل المهارات من جانبها، أشارت هيام البلوشي، مهندسة تصميم في وكالة الإمارات للفضاء، إلى أنها حصلت على بكالوريوس علوم في الهندسة الميكانيكية من المعهد البترولي، وعقب سماعها بإطلاق مشروع «مسبار الأمل» لم تترد لبرهة في التحول من وظيفتها في إحدى الجهات في الدولة، للتقدم إلى وكالة الإمارات للفضاء، وكان لها ما تمنت وأكثر، فقد أصبحت بفضل دعم الوكالة وتشجيعها، إحدى المهندسات المواطنات العاملات في المشروع.وقالت: «أعمل على تصميم بعض الهياكل الهندسية الميكانيكية في المسبار نفسه، إلى جانب متابعة المشروع، وساعدت في تصميم أجهزة تساعد على اختبار المسبار وكيفية إطلاقه»، مشيرة إلى أن الوكالة تعمل باستمرار على صقل مهارات العاملين لديها وتطوير كفاءاتهم، إذ شاركت البلوشي في برنامج تدريبي لمدة شهرين بالتعاون ما بين الوكالة وشركة «لوكهيد مارتن» بمقرها في الولايات المتحدة الأمريكية، وعادت منها برصيد وفير من الخبرات والمهارات في مجال الفضاء.وأضافت: أتمنى أن أكون على قدر الثقة الممنوحة لنا من ولاة أمورنا، وهي أمانة نحملها في أعناقنا، وسنبذل قصارى جهدنا للتميز دائماً على كافة الصعد، كما عودونا. لا للمستحيل من جهته، لفت المهندس حامد فداق، مهندس كهربائي في وكالة الإمارات للفضاء، إلى أنه إثر حصوله على بكالوريوس هندسة كهربائية من كلية التقنية بمعدل امتياز مع مرتبة الشرف، التحق بعد أشهر قليلة بالعمل في الوكالة.وقال: «مهمتي في مشروع «مسبار الأمل» هي إجراء تحليلات للتأكد من أن الألواح في المسبار تأخذ الطاقة اللازمة لتشغيل المركبة الفضائية، وضمان كفاءة البطاريات في تخزين الطاقة اللازمة لتشغيل الأنظمة الأخرى، ونتأكد في البداية من التصميم الأولي ثم نتحول للتصنيع».وأضاف: «العمل في «مسبار الأمل» فخر لكل فرد من أفراد الوطن، لأنه يسهم في رفع اسم الإمارات، والعلم الإماراتي لتبقى دولتنا الحبيبة في مصاف الدول المتقدمة على مستوى العالم، وليس هناك كلمة «مستحيل» في قاموس الإمارات، وثقة قيادتنا بنا تلهمنا لبذل المزيد من الجهود لتحقيق الإنجازات تلو الأخرى». خدمة البشرية من ناحيتها، قالت حور المزمي، مهندسة علوم فضاء في وكالة الإمارات للفضاء، الحاصلة على بكالوريوس هندسة ميكانيكية من أعرق الجامعات الأمريكية: «العمل في مجال الفضاء لم يكن بالنسبة إلي أمراً طارئاً في حياتي، بل هو حلم يراودني منذ الصغر، ودولتنا التي تعمل على إسعادنا وتوفير كل أسباب الحياة الكريمة والرفاهية الرخاء لنا، تحول أحلامنا إلى واقع ملموس، وفخورة بأني جزء من فريق عمل وكالة الإمارات للفضاء، وأتمنى أن أكون على قدر هذه الثقة والمسؤولية».وأضافت: «إن العمل في مشروع «مسبار الأمل» هو تشريف وتكليف في آن واحد معاً، فهو المشروع العربي والإسلامي الأول من نوعه، وهناك مشروع «المريخ 2117»، وسجل إنجازات دولتنا في مجال الفضاء سيكون حافلاً بالمزيد والمزيد خدمة للبشرية». مستقبل الشعوب من ناحيته، أشار المهندس محمد الشامسي، مختص أول جودة وسلامة المشاريع الفضائية في وكالة الإمارات للفضاء، إلى أنه حاصل على بكالوريوس هندسة اتصالات من جامعة «بورت سميث» في المملكة المتحدة، وماجستير إدارة أعمال، لكن شغفه بالفضاء حول دفة مسيرته المهنية إلى أن أصبح واحداً من فريق العمل.وأعرب عن اعتزازه العظيم بكونه أحد المهندسين المواطنين العاملين في المشروع الرائد «مسبار الأمل» الذي من شأنه أن يغير مستقبل شعوب المنطقة، ويقدم خدمات جليلة للإنسانية، بالاستفادة من قطاع الفضاء في تطبيقات أخرى للحياة اليومية ذات علاقة وثيقة به، موضحاً أن عمله تحديداً في هذا المشروع يتمحور حول التأكد من متطلبات جودة وسلامة المشروع، والمتابعة مع فريق العمل للتأكد من موافقتها للمعايير المتفق عليها. الأحد الاحتفالية الثالثة للوكالة تقيم وكالة الإمارات للفضاء صباح الأحد حفلاً بفندق دوست ثاني أبوظبي بمناسبة الذكرى السنوية الثالثة على تأسيسها، ويحضر الحفل الدكتور أحمد عبدالله بالهول الفلاسي، وزير دولة لشؤون التعليم العالي، رئيس مجلس إدارة وكالة الإمارات للفضاء، وأعضاء مجلس إدارة الوكالة، والمهندس محمد ناصر الأحبابي مدير عام الوكالة، وعدد من المسؤولين، والأطراف المعنية والشركات العاملة والمشغلة لقطاع الفضاء الوطني، إضافة إلى الشركاء المحليين والعالميين.

مشاركة :