صفقة «أمازون هول فودز» .. نعمة أم نقمة؟

  • 7/15/2017
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

إعداد: قرشي عبدون منذ أن تأسست قبل 23 عاماً عززت شركة أمازون دوت كوم، تجارة بيع الكتب، والموسيقى وأي شيء آخر يستهلكه الزبائن، ما عدا الأغذية. لكن ليس بعد الآن، فبخبطة واحدة انبرى مؤسس أمازون لشراء العلامة التجارية لشركة هول فودز للأغذية بصفقة قيمتها 13.7 مليار دولار. هذه الصفقة المفاجئة من شأنها أن تعيد هيكلة قطاع سوق المواد الغذائية التي تصل قيمتها 800 مليار دولار، بل وقطاع البيع بالتجزئة نفسها على نطاق واسع، من خلال دمج منصة البيع عبر الإنترنت الضخمة لأمازون مع 460 متجراً وشبكة لتوزيع المواد الغذائية الطازجة لهول فودز ماركت.تعتبر عملية الدمج بين أمازون وهول فودز نعمة كبيرة بالنسبة للمساهمين، ونقمة لمنافسيها، فقد شهد مساهمو متاجر وول مارت وكروجر وتارغت تراجعاً في أسهمهم في نفس اليوم الذي أعلن فيه نية الدمج، ما أدى إلى محو 32 مليون دولار في القيمة السوقية مجتمعة، وهذا ضعف مجموع ما أضافتها أمازون وهول فودز.ومن المرجح أن تحفز الصفقة شركات أخرى للدفاع عن مبيعاتها، مما سيعزز سوق الأغذية الأمريكية المتشعبة، وقال المحلل الاقتصادي، زاشري فادم الذي يعمل ب«يولز فارجو»: «هذه الصفقة ستغير اللعبة، إنها رسالة تحذير لمجال بيع الأغذية بالتجزئة، ومن المتوقع أن تحتدم المنافسة فوق خلفيته الصعبة أصلاً. غزوات أمازون وتأتي الصفقة بعد أن أنفقت أمازون ومقرها سياتل لعشر سنوات محاولة لإيجاد سبيل إلى مجال توصيل الأغذية الطازجة من خلال مساعٍ مختلفة، لكن لم تحقق غير نجاح قليل، فقد توقع المدير التنفيذي لهول فودز، جون ماكي أن سعي أمازون في الدخول إلى هذا المجال سيكلل بالنجاح.بيزوس سيكون مديراً لماكي، والجمع بينهما قد يؤدي إلى قلب مجال السوبر ماركت المتماسك، فغزوات أمازون لسوق بيع المواد الغذائية مثل محال أمازون فرش وأمازون بانتري، وبرايم ناو ستعزز من قبل شبكة متاجر هول فودز ومن عملائها الأوفياء.لقد انتقل حوالي 1% إلى 2% من هذا المجال إلى البيع عبر الإنترنت، وعلى الرغم من أن هذا الرقم كان يتوقع أن يرتفع إلى 6% خلال السنوات الخمس القادمة؛ لأن مستهلكي الألفية من المرجح مرتين شراؤهم للمواد الغذائية عبر الإنترنت.ومن المرجح أن تقوم أمازون بخفض أسعار الأغذية بعد اكتمال ملكيتها لهول فودز، مما قد يؤدي إلى فقدان بعض متاجر السوبر ماركت زبائنها، وقال محلل جيفريز، دان بيندر، إن أمازون تعمل في مجال الأغذية لأكثر من 10 سنوات، وخلاصة القول إن الشركة تحتاج الآن إلى محال لبيع المواد الغذائية، إنها مشكلة كبيرة للغاية، وأمازون لديها خبرة في مجال الأغذية والأغذية العضوية بشكل خاص.هذه التطورات تضع التحديات أمام أكبر متاجر البيع بالتجزئة مثل متاجر وول مارت، وتارغت كورب، التي تعثرت موادها الغذائية مؤخراً، وقد تراجعت أسهم الشركات الأمريكية الكبرى لبيع الأغذية، بما في ذلك سلسلة شركات بيع المستحضرات الطبية مثل وول غرينز بوتس آلاينس أكثر من 3%.تصدت وول مارت لتقدم أمازون من خلال تحولها إلى قطاع الأغذية وإضافتها إلى متاجرها العامة في أواخر الثمانينات، وقد دفعت العام لماضي 3.3 مليار دولار ل«جت دوت كوم» للتسوق عبر الإنترنت، وتوفر رصيفاً جانبياً لاستلام المشتريات التي طلبت عبر الإنترنت في أكثر من 600 من جملة متاجرها التي تصل إلى 4700 متجر بالولايات المتحدة. مشيراً أن مبيعات الشركة على الإنترنت في الولايات المتحدة ارتفعت إلى 63 % في الربع الأخير.وقالت مؤسسة «تي ايه بي أس» العاملة في مجال أبحاث الأغذية إن الصفقة قد تعرض شركة تارغت إلى خطر كبير، حيث كانت تقوم ببناء متاجر صغيرة في نيويورك لجذب المتسوقين المستهدفين من قبل هول فودز وأمازون، وأكدت المؤسسة أن أكثر من 57% من زبائنها العاديين يستخدمون برنامج العضوية الرئيسية لأمازون، مقارنة ب42% من كل الزبائن، مضيفة أن وول مارت أو تارغت تستطيعان الرد على هول فودز بعروضهما الخاصة، أو شركات البيع بالتجزئة الأخرى مثل سبراوت فارمرز ماركت التي دخلت في اللعبة الآن مئة في المئة، طبقاً للمحللين.(بلومبيرج)

مشاركة :