بعد أسبوعين تقريبا من فترة الحمل، ينمو كيس يحيط بالطفل داخل الرحم، وهذا الكيس مملوء بسائل يسمى السائل الأمنيوسي، ويحتوي السائل على البروتينات والكربوهيدرات، والدهون، والتي تساعد في نمو الجنين، ويتألف جدار الكيس الأمنيوسي من طبقتي أغشية تسميان الغشاء المشيمي والغشاء الأمنيوسي. تضمن هذه الأغشية بقاء الطفل آمناً في كيس السائل الأمنيوسي، وهو يحمي الطفل من الأذى إذا تعرضت الأم لضربات أو وقوع على البطن، أو ضغط على البطن، كما يساعد رئتي الطفل وجهازه الهضمي على النمو، ويحمي الطفل من الإصابة بالالتهابات. والسائل يستنشق ويزفر من قبل الجنين، ومن الضروري أن يكون السائل في الرئتين من أجل دفعهما إلى الوضع الطبيعي، وكذلك يحمي الجنين من التصاق أعضائه الظاهرة ببعضها، ويسمح بحركة أسهل للجنين، ويعزز العضلات كما يطور الهيكل العظمي، ويساعد على حماية الجنين من فقدان الحرارة. عادة ما يكون الأبوان قلقين بخصوص صحة طفلهما داخل الرحم (أي وهو جنين)، وعلى الرغم من أن أغلب النساء يلدن أطفالاً أصحاء، فإن بعض النساء أكثر عرضة لولادة طفل مصاب بعيب خلقي، لذلك يعتمد الأطباء على التاريخ الشخصي والعائلي إلى جانب فحوصات الموجات فوق الصوتية وغير ذلك من الفحوصات والاختبارات وذلك لكي تساعدهم في التعرف على الأطفال غير الطبيعيين، وفحص السائل الأمنيوسي واحد من هذه الاختبارات. ولكن ما هو فحص السائل الأمنيوسي؟ هو فحص يتم بموجبه القيام بسحب كمية صغيرة من السائل الأمنيوسي الموجود داخل الكيس المحيط بالجنين داخل الرحم، ويُجرى فحص السائل الأمنيوسي بعد 16 أسبوعاً (أي في الشهر الرابع) وحتى الشهر التاسع من الحمل. أما السيدات الحوامل اللاتي ينبغي التفكير في فحص السائل الأمنيوسي لديهن، هن السيدات المصابات بمشكلة محتملة تم اكتشافها عن طريق أشعة الموجات فوق الصوتية وتشير إلى وجود اختلال كروموسومات أو وراثي، كذلك الأزواج ذوي التاريخ العائلي من الاضطرابات الوراثية، والأزواج الذين سبق لهم إنجاب طفل مصاب باختلال الكروموسومات مثل متلازمة داون. أما الأمراض التي يمكن إجراء اختبارات لها بواسطة فحص السائل الأمنيوسي فهي: تحليل الكروموسومات: يمكن لهذا الاختبار قبل الولادة اكتشاف حوالي 99% من تحليل الكروموسومات بدقة. الاضطرابات الوراثية: يمكن للسائل الأمنيوسي اكتشاف حاملي الاضطرابات الوراثية مثل مرض الانيميا المنجلية والتليف الكيسي. ولكي يُجرى فحص السائل الأمنيوسي، سيقوم طبيب متخصص ومدرب بفحص الجنين بواسطة أشعة الموجات فوق الصوتية، وسيتم تحريك أداة صغيرة بلطف على بطن الأم للحصول على صور للجنين، ثم تتحدد المنطقة المُثلى لسحب العينة بحيث تكون على مسافة آمنة من الجنين، ويلي ذلك إدخال إبرة رفيعة في بطن الأم الحامل بتوجيه الموجات فوق الصوتية ثم الحصول على كمية صغيرة من السائل الأمنيوسي. والسؤال الذي تردده كل حامل ويشكل بالنسبة لها هاجساً عند تقرير هذا الفحص.. هو هل فحص السائل الأمنيوسي مؤلم؟ ويمكن القول أن بعض النساء يقلن أنه غير مؤلم على الإطلاق والبعض الآخر يشعرن ببعض الضغط. ولكن السؤال الأهم هو.. هل فحص السائل الأمنيوسي آمن؟.. ويمكننا القول أنه ثبت أن فحص السائل الأمنيوسي إجراء آمن لكل من الأم والجنين، ولكن يمكن حدوث إجهاض تلقائي بعد فحص السائل الأمنيوسي، وهو إما أن يكون متعلقاً بالإجراء أو يمكن أن يكون غير متعلق به، ونسبة الخطر تصل إلى حوالي 1 لكل 200. وعادة ما تصدر النتائج خلال 3 أسابيع، وسيكون لدى الطبيب رقم الاتصال بالعائلة لإعلامها فور صدور النتائج، وسيتحدد موعد زيارة الأم الحامل للطبيب بناءً على النتائج، وعادة يتم تحويل المريضات لمستشفى الملك فيصل التخصصي فقط من أجل تشخيص الجنين، وعليه سوف يتم تحويلها مرة أخرى إلى طبيبها المعالج في المستشفى التابع لمكان إقامتها لإتمام خطة علاجها حسب التوصيات من قبل الفريق الطبي في مستشفى التخصصي على ضوء نتائج الفحص. إن الذي سيحدث بعد اختبار فحص السائل الأمنيوسي هو من الأمور التي تتطلبها بعض الإجراءات الطبية عادة، خصوصاً للحوامل، فلو كانت فصيلة دم الأم سالبة، فإنها ستحتاجين لتلقي حقنة بعد الإجراء لمنع تكون أجسام مضادة في دمها، وعليها أن تتجنب رفع الأشياء الثقيلة، وتتجنب المعاشرة الزوجية لمدة أيام قليلة أو كما ينصح الطبيب بعد إتمام الفحص، كذلك تجنب القيام بتمارين مُجهدة، ويمكن أن تشعر بألم في البطن أو نزيف مهبلي خفيف وذلك أمر طببيعي، وعليها الاكتفاء بالمُسكّنات، ولكن إذا شعرتِ بألمٍ زائد أو أعراض أنفلونزا وحرارة مرتفعة أو خسارة زائدة في السوائل أو النزف، يجب أن تراجع قسم الطوارئ فوراً.قسم علاج الأجنة
مشاركة :