يثير الشاعر العماني طلال الشامسي في نفسك لحظات الدهشة عندما تنصت إلى أبياته إلقاء ومعنى وصوراً شعرية مبهرة، وقد كان لمجلة اليمامة لقاء معه في إمارة الشارقة في مهرجان الحلو للشيلة الشعبية.. * كيف ترى أهمية الشعر ودوره في سلطنة عُمان ماضياً وحاضراً؟ - عن الشعر: هذه الكلمة تتضمن الشعر بشقيه النبطي والفصيح، والشعر النبطي هو امتداد للشعر الجاهلي وأهل البادية وهو أدب عتيق ضارب بجذوره في عمق الحضارة العربية فهو دائماً يفسح للقارئ والمتتبع للأدب الشعري تتبع الحقبة الثقافية والأدبية السائدة في أي عصر وهو بلا شك نافذة مشرعة على زهو الموروث الشعري والعادات والتقاليد التي اتسمت بها حضارتنا العربية قبل الإسلام وبعده، فخلاصة القول إن الشعر أصبح بريداً ثقافياً سريع الوصول لأنه يحاكي دائماً التاريخ والسمو والشعور الوجداني والحياتي بمضمون فخم يتقنه الشاعر الفذ والمتمرس. أما عن دوره في سلطنة عمان.. إيجابي بالطبع للدور الذي يلعبه دائماً في تعزيز الثقافة العمانية بهذا الأدب وإسهامه البديع في نقل الموروث القديم عبر أقلام الشعراء في هذا الوقت وهو دائماً محفز للحركة الصحفية إذ البادر للذكر أن الصحافة الآن أصبحت مهتمة بهذا الحراك الثقافي بتوثيق النصوص الشعرية في زاوية فنية وثقافية ليتسنى للقرّاء متابعة الأعمال الأدبية التي تنتجها الساحة الشعرية العمانية وأيضاً لا ننسى الحافز الذي يصنعه الشعر والأدب لإنشاء دور للكتاب والأدباء لتقنين الثقافة الشعرية العمانية بشكل حضاري حتى بات الشعر العماني علم أدبي متجدد ومتطور. * وأين تكمن قوة الشاعر العُماني وتميزه؟ - قوة الشاعر العماني لا تختلف عن قوة أي شاعر آخر في شبه الجزيرة العربية ربما تختلف بعض اللهجات والثقافات لكن العامل المشترك والفارق في قوة أي شاعر هو ثقافته ومبادئه وأسلوبه المترسن والمستميت بغزارة اللغة والصورة المبتكرة. * بحكم موقع عمان الجغرافي الذي يمثل تلاقي ثقافات الشرق الأقصى والشرق الأوسط، هل كان له تأثيره على الشعر في عمان؟ - نعم لأن الثقافة السائدة في سلطنة عمان قديماً كانت ثقافة تقليدية مبنية على علوم الدين وفنون اللغة العربية إلا في النصف الأخير من القرن العشرين بعد تلاقح الثقافة الشعرية العمانية بنظيراتها في الشرق الأقصى والأوسط عبر الهجرة والبعثات الطلابية إذ تجد بعد السبعينيات أصبح عدد ليس بالقليل من المثقفين والشعراء تشبعوا بالثقافة العربية والغربية أيضاً وأصبح هنالك تغيير في الحساسية الأدبية وتطور في الأجناس الإبداعية. * وما الشعر الأكثر حضوراً في سلطنة عمان في الوقت الراهن: الفصيح أم العامي؟ - لكل نمط له نصيبه بحسب اختلاف الأذواق والشغف وهما لونان مختلفان بعض الشيء في التركيب البنائي لكن المضمون دائماً بحمد الله لا يختلف تجد فيه الرسالة السامية والفكرة الجديرة بالقراءة. * وما سبب هذه الهجرة من الفصيح إلى العامية؟ - السهولة ربما في الوصول بفكرة النصوص النبطية إلى وجدان القارئ بلغة سهلة ومفردة محلية سائدة لكن مصطلح هجرة أظن أنه ليس صحيحاً فكثير من الشعراء يجيدون كتابة الفصيح والنبط بشكل مذهل فهو تنوع أراه أكثر من مصطلح الهجرة. * وما سبب غياب الشاعر العماني عن الساحة الإعلامية إلا ما ندر؟ - الإعلام المسموع والمرئي أصبح رافداً بالكثير من الأسماء الشعرية التي أصبحت معروفة ويشار لها ببنان التفرد.. كان الأمر قبل أعوام قليلة مقتصراً على الإعلام المقروء.. أعتقد أننا بحاجة دائماً للإعلام المرئي والمسموع للوصول إلى إجابة السؤال الجميل بشفافية تامة. وللعلم الشاعر العماني لم ولن يغيب ولكن سؤالي أين الساحة الإعلامية الخليجية عن الشاعر العماني وما يقدمه للشعر وملتقيات ومهرجانات؟! * بكل تجرد، كيف تقيم تجربتك الشعرية بين التجارب في عمان؟ - أنا لا أحب الحديث عن نفسي لكنني أظن أنني أبلو بلاءً حسناً شعرياً وخلقياً في الساحة.. * وما سبب تواريك عن وسائل الإعلام في عمان؟ - عملي ربما خارج عمان سابقاً والعائلة تستنزف تركيزي الذهني وأيضاً الإعلام العماني لم يكن رحب الصدر بما فيه الكفاية. * وهل هناك محسوبيات في الصحافة العمانية؟ - لا أظن ذلك لأن الأسماء البارزة في عمان الآن ولدت موهبتها تحت ضوء إعلامي ناعم ومحفز للنضج. أتمنى أنك تفهمني * وماذا قدم لك شاعر المليون؟ - أن أكون مختلفاً وأن لا أقبل التكرار والمبتذل. * وكيف ترى طلال الشامسي قبل وبعد شاعر المليون؟ - هو طلال لكن بعين ثالثة تقرأ وتكتب بعمق الشعر النبطي. * هل تعتقد أن مقياس الشاعر الحقيقي – الذي يعتبر شاهد عصره – في عدد الدعوات التي توجه له لإحياء أمسيات شعرية؟ - ليس سبباً إطلاقاً، رغم الشعور الذي يختلج الشاعر ساعة عبور نصوصه شغاف الجمهور وهو يلقيها إلا أن السبب أراه في ثقل خطى كلمات الشاعر في نصوصه دون سقطة لا تغتفر. والخلاصة النصوص هي تتحدث نيابة عن الشاعر أما الأمسيات فهي إشارة رمزية وثقة تحترم. * وما المقومات التي تثبت أنك شاهد لعصرك.. خصوصاً أنك تعيش في زمن احتلال المسجد الأقصى.. وتمزق العراق و….؟ - ربما قصيدة مضرجة بكلمات الأسى! رسالتها حلم كبير لابني الصغير أن لا يغادر هذه دون صلاة في الأقصى يحمل زيتون يافا لصديقه في العراق. * ولكن البعض يتهمك بأن همومك انحصرت في أبراج الغزل العاجية.. وفنونه اللفظية!! - مؤمن أنهم جيدون في قراءتي بصبر. وسيكتشفون ما خفي.. * إذاً ألا تعتقد أن واقع وثقافة الشاعر يؤثران في تجربته الشعرية؟ - الواقع وثقافة الشاعر هما الأرض الخصبة لنموه بثبات وأصل فراسته الشعرية بعدها هو يعلم كيف تتشاسع أغصان الثقه وصولًا إلى سماء الرضا. * هل الصداقة مشروعة بين الصحفي والشاعر..!؟ - مشروعة بالطبع ومشوارهما ليس بتلك السهولة هناك القلم والحبر بحاجة لبعض لكتابة ذلك النص المدهش وتوثيقه. * هل تعتقد أن الشاعر الحقيقي هو الشاعر الارتجالي؟ - ليس صحيحاً هما في الخندق نفسه تماماً لكن أحدهما يستمتع بإتقان حرفته في لحظة قصيرة من الزمن ربما دقيقة. * وهل سبق لك أن مارست هذا اللون في ساحات المحافل (الشعر الارتجالي)؟ - نعم لكن أحب كتابته أولاً كما أسلفت من باب الإتقان. * في اعتقادك إلى أين تتجه بوصلة الشعر في الخليج العربي؟ - حالياً الكويت وسلطنة عمان. * وما الانتصارات التي تعتقد أنك حققتها في كتابة النص؟ - في نظري الشعر ليس في كتابات النصوص وإنما في رضا المستمع بما يقرأ وما تقول.. * وما الإخفاقات التي وقعت فيها وبكل صراحة؟ - أخفقت في كتابة الهجاء إلى أن جعلت الذم مدحاً. * (الحب). كيف يصوره منظارك الشخصي، وكيف تعيشه في نصوصك؟ - أفسر ماذا والهوى لا يفسر.. أعتقد بأن الشعر بني على الحب. * كلماتنا في الحب تقتل حبنا إن الحروف تموت حين تقال * هل تؤمن بهذا البيت ولو على نطاق القصيدة لديك؟ - يختلف مع المكان والزمان.. * هل حدثت نفسك بالاعتزال، وما السبب؟ - لا يعتزل الشاعر وإنما يحس ببعض الركود والتهاون وذلك بسبب الظروف والعوامل. * ما الموقف الطريف الذي حدث لك خلال مسيرتك الشعرية؟ - أول قصيدة نشرت لي لا أدري من أرسلها ومن أين حصل عليها.. * بيت عتب، لمن تحب أن توجهه، وما هو؟ لو الزعل نعمه، وتنسب لرجّال ازعل ولكن بين نفسك ونفسك اعاتب به نفسي.. * بيت شكر وعرفان، لمن تحب أن توجهه؟ - شكراً لدولة الإمارات عامة خاصة أبوظبي الشعر من كان من دنياه مل وتأوه وعنده كثير أشياء يصعب فعلها يوصل الإمارات ويطالع سموه والحاجة اللي ما وصلها يصلها هذي البلد فيها المروه مروه واللي يبي يكبر يسوي مثلها * كلمة أخيرة؟ - شكراً لشخصك وإضافتك ولمجلة اليمامة على التواصل والنقاش وهذا شرف ومكان لي.
مشاركة :