الإعراض عن الجاهلين خلق كريم

  • 7/15/2017
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

قال الداعية الدكتور محمد بن حسن المريخي: «إن الإعراض عن الجاهلين خلق كريم، وإن الناس في أمس الحاجة إليه، لأنه سلاح فعال، ودواء ناجع ناجح وكابح». وأوضح -في خطبة الجمعة بجامع الإمام محمد بن عبدالوهاب- أن الإعراض عن الجاهلين قد أمر الله تعالى به رسوله ومصطفاه محمداً -صلى الله عليه وسلم- فقال: (خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين)، وأثنى على عباده الذين يتحلون به، فقال: (وإذا سمعوا اللغو أعرضوا عنه وقالوا لنا أعمالنا ولكم أعمالكم سلامٌ عليكم لا نبتغي الجاهلين)، وجعل الله تعالى هذا الخلق من علامات عباده المؤمنين. وقال: «إن هذا الخلق تحلى به نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، فأعرض عن الجاهلين في أول الدعوة، وأثنائها، أعرض عن المستهزئين من المشركين، الذين كانوا يتعرضون لدعوته، حتى أذلهم الله تعالى وأظهر دينه ورسوله والمؤمنين». ولفت إلى أن الصحابة الكرام -على رأسهم الشيخان أبوبكر وعمر- تحلوا بخلق الإعراض، فلقد أعرض أبوبكر عن ابن خالته مسطح حين خاض مع الخائضين في حادثة الإفك المفتراة على عائشة رضي الله عنها، وصفح عنه، وأعاد إليه النفقة، بعد أن كان منعها عنه. وقال إن الإعراض عن الجاهلين يكون بعدم مجاراتهم فيما يقولونه ويفعلونه، بترك الرد عليهم، وإهمال ما يثيرونه من زوابع، من أجل السلامة من الاثم عند الله تعالى، والنقص عند الناس. وأضاف خطيب جامع الإمام: «كم فاز الفائزون بسبب إعراضهم عن الجاهلين، وكم ربح أهل الاستقامة عند الله -إن شاء الله- وعند الناس بسبب إهمال زوابع الجاهلين، وكم خسأ من الجاهلين والطاعنين وأهل النفاق والذين في قلوبهم مرض، وكم خسر عقلاء وشرفاء، وتبادلوا التهم ولاحقوهم، وقذف بعضهم بعضاً». وذكر خطيب الجمعة أن الدنيا مليئة جهلاً ونفاقاً وفتناً، فهناك الغلاظ، والقساة، والحاقدون، والحاسدون، وأهل الخصومات، وملاحقو المشاكل، ومتابعو المصائب، والكذب، والخيانة، وظهور ذي الوجهين. وأشار المريخي إلى أن الإعراض يحتاج إلى صبر وتحمل، لكن نتائجه لا تقدر إلا بالمقادير الرفيعة، وذلك عند الله تعالى -إن شاء الله- أولاً، ثم إن الناس لوّامة للعاقل أكثر من لومها للجاهل، بل قد لا تلتفت الناس إليه أبداً، وتهمله غير آبهة به. وشدد المريخي على ضرورة أن يكون هدف المؤمن وغايته مرضاة ربه بالخلق الكريم، فإن الأخلاق الكريمة لا تشترى بالأثمان، وليس لها ثمن، ولا تعرض في الأسواق، لكنها في الدين الحنيف، والعمل به، والاستقامة عليه. وأكد أن المؤمن ينال بحسن خلقه الدرجات الكريمة، كما أخبر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من مرافقة رسول الله في الجنة، يقول: (إن من أحبكم إليّ، وأقربكم مني مجلساً يوم القيامة، أحاسنكم أخلاقاً، وإن أبغضكم إليّ، وأبعدكم مني يوم القيامة، الثرثارون، والمتشدقون، والمتفيقهون، وهم يكثرون من الكلام، ويتعمدون الإتيان بالألفاظ الغريبة ترفعاً».;

مشاركة :