اشتباكات عنيفة تدور بين قوات سوريا الديمقراطية وعناصر تنظيم داعش شرق مدينة الرقة بسبب الألغام التي تعرقل تقدم الفصائل العربية والكردية.العرب [نُشر في 2017/07/15]تنظيم داعش يستخدم سيارات مفخخة داخل مدينة الرقة الرقة (سوريا)- حقّقت قوات سوريا الديمقراطية مزيداً من التقدّم في الرقة، معقل تنظيم الدولة الإسلامية الأبرز في سوريا، بعد سيطرتها على حيّ في شرق المدينة، رغم مقاومة شديدة يبديها الجهاديون. وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبدالرحمن "بعدما سيطرت بشكل كامل على حي البتاني في شرق مدينة الرقة الخميس، انطلقت قوات سوريا الديمقراطية الى حي الرميلة المجاور ليل" الخميس-الجمعة. وأضاف ان "اشتباكات عنيفة تدور بين الحيين"، مشيرا الى ان "مقاومة تنظيم الدولة الاسلامية عبر القناصة والطائرات المسيرة والالغام تعرقل تقدم قوات سوريا الديمقراطية" وهي فصائل عربية وكردية يدعمها التحالف الدولي بقيادة واشنطن. وفي حيي المشلب والصناعة، المجاورين لحي البتاني والواقعين تحت سيطرة قوات سوريا الديمقراطية، كانت المباني مدمّرة بالكامل والمنازل انهارت جدرانها واخرى اخترقها الرصاص، في دمار يدل حجمه على شراسة المعارك التي شهدها هذا الحيّان. ويمتلئ الشارع بطوله بخليط من مظاريف رصاص فارغة وحجارة وثياب وأحذية مرمية في كلّ ناحية، فضلا عن سيارات محترقة واخرى لم يبقَ منها سوى هياكلها، بحسب مراسلة فرانس برس. وبدت المنازل خالية تماماً من المدنيين، ولم يكُن هُناك سوى مقاتلين يتّخذون من المنازل مقرّات لهم، يجلسون أمامها أو يطلّون على شرفاتها. غارة جوية ولم تُفارق طائرات التحالف الدولي أجواء المدينة التي دوّى فيها انفجار ضخم تبيّن لاحقاً انه ناتج عن غارة جوية ضد موقع للجهاديين، وفقَ ما قال مقاتل كان يقف على شرفة منزل يشاهد منه تصاعد الدخان. وكان مقاتل من قوّات سوريا الديمقراطية في حيّ الرميلة المجاور قال إنّ عناصر تنظيم الدولة الإسلامية يستخدمون سيارات مفخّخة في المدينة القديمة لعرقلة تقدّم قوات سوريا الديمقراطية. وأوضح "آبو" أنّ "المدنيّين العالقين في الرقة، وغالبيتهم في وسط المدينة، لا يتمكّنون من الفرار خلال النهار بسبب قناصة تنظيم الدولة الإسلامية". ومن المدنيين القليلين في المدينة عبدالحليم عليوي (56 عاما) ووالدته العجوز التي استلقت بجانبه على الارض بعدما تمكّن مقاتلو سوريا الديمقراطية من فتح طريق آمن لهما للفرار. وقال عليوي "قبل عشرة أيام، كنّا جالسين أمام المنزل نتحدث، فسقطت علينا جمرة نار، ودخلنا مسرعين إلى البيت. أختي نعيمة أصيبت في بطنها ونزفت. بقيت على قيد الحياة ستة أيام ثم ماتت. وأخي محمد أيضا مات. ولا تزال جثتاهما في المنزل". ومن ناحيته اكد عبدالرحمن ان الجهاديين يبطئون تقدم قوات سوريا الديمقراطية في أجزاء عدة من مدينة الرقة، بينها المدينة القديمة. وأضاف "تجهد قوات سوريا الديمقراطية للحفاظ على المواقع الجديدة في المدينة القديمة بسبب القنص الكثيف وهجمات الطائرات المسيرة التي تلقي القنابل". وسيطر تنظيم الدولة الإسلامية على الرقة في بداية 2014 وفرض على سكانها قوانينه المتشددة وتفسيره المتزمّت للشريعة الاسلامية، ومارس فظائع مثل قطع الرؤوس والأطراف في الساحات العامة والرجم. وحاصرت قوات سوريا الديمقراطية الرقة أشهرا عدة قبل اقتحامها في 6 يونيو 2017 وباتت تسيطر على نحو 30 بالمئة منها، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان.
مشاركة :