المدن الرياضية الجديدة تؤهل المملكة للمنافسات العالمية - د.حمد عبدالله اللحيدان

  • 6/27/2014
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز خاضت المملكة وتخوض غمار الإنجاز والتغيير والتطوير والاصلاح في جميع المجالات ويأتي في مقدمة ذلك التعليم حيث تم رصد (80) مليار ريال من أجل تطوير التعليم العام وتم افتتاح أكثر من (25) جامعة حكومية وأكثر من (10) جامعات أهلية مزودة بمدن جامعية حيث أصبحت كل مدينة جامعية معلماً من معالم النهضة والتقدم في كل منطقة من مناطق المملكة، وواكب ذلك إنشاء المدن الاقتصادية والصناعية وفي مقدمتها مدينة رأس الخير ومدينة وعد الشمال ومدينة الملك عبدالله الاقتصادية التي أصبحت كل منها ورشة عمل وشاهداً حياً على الحراك الاقتصادي والصناعي الذي تشهده المملكة وكل ذلك يعزز مكانة كل من مدينتي الجبيل وينبع الصناعيتين واليوم يأتي أمره الكريم بإنشاء (11) ملعباً رياضياً على أحدث طراز وأحدث تقنية على غرار ملعب الجوهرة في جدة موزعة على مناطق المملكة المختلفة وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على اهتمامه بجيل الشباب ولما تمثله لهم الرياضة بجميع أنواعها بما في ذلك سباق الفروسية وسباق الهجن اللذين يمثلان ارثين رياضيين وحضاريين ضربا في أعماق تاريخنا العربي. وما مهرجان الجنادرية للثقافة والتراث والفنون الا شاهد على حرصه الأكيد على تميز المملكة ثقافياً ورياضياً وفنياً وعلمياً وحوارياً واعتدالاً ووسطية. نعم يوجد في المملكة (13) مدينة رياضية تم إنشاؤها فيما بين أعوام (1391-1419ه) وقد شكلت عند إنشائها نقلة نوعية في عالم الرياضة السعودية الا انها الآن تقادمت وأصبحت لا تفي ولا تكفي الاعداد المتزايدة من الشباب الذين يشكلون اليوم ما يزيد على (60) من عدد السكان في المملكة كما أنها أصبحت لا ترقى إلى مستوى الملاعب والمدن الرياضية المشيدة حديثاً التي تستضيف اللقاءات الاقليمية والدولية التي تنقلها الفضائيات من مختلف دول العالم لذلك جاء الأمر السامي الكريم استجابة لحاجة المملكة لمثل تلك المنشآت المؤهلة التي تمكننا من استضافة أكبر المناسبات الرياضية بما في ذلك كأس الأمم الآسيوية وهو أيضاً يؤهل المملكة لاستضافة كأس العالم كمرحلة ثانية. وهذا بلا شك يمثل جزءاً من الانفتاح المطلوب خصوصاً إذا رافق ذلك الاهتمام بالجوانب اللوجستية والبنى التحتية والفوقية الأخرى التي تحتاجها تلك الفعاليات وما تنافس الدول على الخطوة بتنظيم تلك الفعاليات الا دليل على أهميتها من النواحي الاقتصادية والسياحية والثقافية والدعائية فكل حدث منها يشكل علامة فارقة في التاريخ الرياضي للدولة المنظمة حيث تدخل تلك الدول التاريخ من خلال ذلك السياق فمن منا اليوم لا يعرف أشياء كثيرة عن البرازيل كنا نجهلها وقد اقفرت الشوارع وقت بث مباريات كأس العالم من مختلف المدن البرازيلية ان ما كسبته البرازيل من تعريف بموقعها وثقافتها وأسماء مدنها وحضاراتها وما كسبته اقتصادياً وسياحياً من خلال الحضور الكثيف لفعاليات كأس العالم الذي يعقد هناك هذه الأيام على مدار أكثر من شهر لا يمكن تحقيقه بأية وسيلة أخرى مهما تفوقت. وهذا بلا شك مصدر تنافس الدول المختلفة على استضافة تلك الفعاليات على الرغم من التكلفة الباهظة لاستضافتها الا ان المعول عليه ان التكلفة تظل باقية وتظل شاهدة على حضور وفعالية وتفاعل هذا الطرف أو ذاك مع الحراك العالمي الذي لا يرحم المتخلفين عن سباقه. نعم نحن اليوم على أبواب إنجاز رياضي ضخم يتمثل في إنشاء (11) مدينة رياضية جديدة دفعة واحدة جنباً إلى جنب مع إعادة تأهيل (13) مدينة رياضية متقادمة مما يعني أننا خلال سنتين أو ثلاث على أبعد تقدير سوف يصبح لدينا (24) مدينة رياضية حديثة تنافس أفضل الملاعب والمدن الرياضية العالمية وهذا ليس خيالاً لأن الانموذج في هذا الصدد والمتمثل في ملعب الملك عبدالله الدولي (الجوهرة المشعة) في مدينة جدة قد تم فتتاحه فعلاً بالأمس القريب وهو شاهد على العصر الرياضي المزدهر الذي تشهده المملكة والذي سوف يعززه الارتقاء بالفرق الرياضية الوطنية إلى مستوى تلك المنشآت وإلى مستوى التحدي وتحقيق السبق على المستوى الاقليمي والقارئ والدولي خصوصاً بعد انتقاء كل المعوقات التي كان يتمثل جزء منها في غياب المنشآت الرياضية العملاقة نعم لنملك ملاعب ومدناً رياضية راقية ترقى بمستوى المملكة الاقتصادي والثقافي والسياحي والتنافسي والإعلامي وقبل ذلك وبعده تشكل حاضنات لنشاطات الشباب بمختلف أنواعها وتوجهاتها ولا شك ان المنشآت الرياضية الجامعية سوف تشكل سنداً لمنشآت الرئاسة العامة لرعاية الشباب لذا يحسن التنسيق بينها. نعم قد يسأل أحدهم ما هي مكونات تلك الملاعب والجواب يجيب عليه ملعب الجوهرة المشعة في مدينة جدة والذي يتكون من: * استاد كرة قدم دولي بدون مضمار. * ثلاثة ملاعب كرة قدم خارجية. * أربعة ملاعب كرة للسداسيات. * ستة ملاعب تنس أرضي. * صالة كبيرة مغلقة للألعاب الأخرى. * مضامير للألعاب المختلفة. * مسجد رئيسي وستة مصليات متفرقة. * مركز إعلامي متكامل مزود بعدد من القاعات لتغطية المؤتمرات الصحفية للمدربين واللاعبين والشخصيات الرياضية. * زينت جدران المدينة ببعض الأعمال الفنية من نقوشات عربية ورسومات وابداعات فنية. * الملعب الرئيسي يحتوي على مدرجات تتسع لأكثر من (60) ألف متفرج وهو مقسم إلى عدة أجزاء الجزء الأول من المدرجات يتسع ل(23) ألف متفرج والجزء الثاني يتسع ل(23) ألف متفرج، أما الجزء الثالث العلوي فيتسع ل(14) ألف متفرج هذا بالاضافة إلى المنصة والمقصورة ناهيك عن مئات المقاعد الخاصة لذوي الاحتياجات الخاصة ومرافقيهم. هذا بالاضافة إلى عدد من المنشآت والمرافق الأخرى مثل صالات الطعام وعزف الاجتماعات وقاعات للمحاضرات وغيرها. وإذا كانت مدينة الملك عبدالله الرياضية وملعبها الدولي (الجوهرة المشعة) قد كلفت ما يقارب (2,4) مليار ريال (650) مليون دولار فإن ال(11) مدينة رياضية الجديدة سوف تكلف مجتمعة حوالي (27) مليار ريال بالاضافة إلى مبالغ أخرى لاعادة تأهيل المدن الرياضية القائمة. كل هذا سوف يجعل المملكة في مقدمة الدول من حيث حداثة المنشآت الرياضية هذا وقد بني ذلك التوجه على عدد من المؤشرات التي يأتي في مقدمتها ما يلي: * الزيادة المضطردة في أعداد الشباب في جميع مناطق المملكة والذين وصلت نسبهم إلى (60) من عدد السكان. * الحاجة إلى تلبية متطلبات تلك الفئة من أبناء الأمة وتوجيههم الوجهة الصحيحة بدلاً من تركهم صيداً لكل ناعق أو استعمال وقت الفراغ فيما لا تحمد عقباه. * احتواء تلك المنشآت على قاعات للمحاضرات ومكتبات ومراكز للهوايات وحدائق وأدوات لقضاء وقت الفراغ سوف يشكل اضافة ايجابية لفعالياتها حيث تصبح مراكز تثقيف بالاضافة إلى مهمتها الأساسية المتمثلة بالأنشطة الرياضية المختلفة. * الاستفادة من تجربة المدن الرياضية في الدول المتقدمة في إقامة الفعاليات المختلفة والعمل على تطبيقها في مدننا الرياضية مما يضفي عليها مزيداً من الحيوية ويجعل لكل منها قيمة مضافة. * المدن الرياضية ونشاطاتها تشكل أحد الحلقات الفاعلة في المجال السياحي على المستوى المحلي والاقليمي والدولي ولهذا فهي تحتاج إلى ان يقام بقرب كل منها عدد من الفنادق والشقق المفروشة ودور الايواء الأخرى وأن تكون ذات أسعار تستجيب لقدرات الفئات المختلفة من الناس ناهيك عن عوامل الدعم اللوجستية الأخرى مثل مؤسسات الإرشاد السياحي التي تقوم بإعداد الكتيبات الارشادية وتوفر الرحلات السياحية والنقل والمواصلات من وإلى المطارات ومواقف الحافلات ومحطات القطارات ناهيك عن توفير الخرائط وتوفر مراكز تأجير السيارات. إن الرياضة والآثار ومراكز التسوق والأماكن المشهورة والمطاعم والحدائق والمتنزهات ووسائل النقل وتوظيف الأشياء التي تميز البلد من جبال وأودية وصحارى (كثبان رملية) وغيرها تمثل عماد السياحة في أي بلد من البلدان. ولذلك فإن أمر خادم الحرمين الشريفين بإنشاء (11) مدينة رياضية جديدة موزعة على مناطق المملكة المختلفة يأتي لتعزيز توجهات المملكة على المستوى الرياضي والسياحي والاقتصادي والثقافي فكلها حلقات مترابطة كل عنصر منها يؤثر ويتأثر بالعناصر الأخرى.. سدد الله وبارك في هذا الوطن المعطاء وحماه من شرور الأشرار وحقد الحاقدين. والله المستعان.

مشاركة :