شهدت قرية البهنسا بمركز بني مزار بمحافظة المنيا في صعيد مصر جريمة قتل بشعة أبطالها الأم والأبناء الذين اتفقوا فيما بينهم على التخلص من الأب بحجة أنه غير قادر على الإنفاق عليهم ودائمًا يسبهم ويوجه الشتائم لهم.وكشفت التحقيقات أن الأم بثت مشاعر الكراهية تجاه الأب في قلب وعقل الأبناء، مؤكدة أنه رجل نكدي جعل حياتهم سوداء، لأنه دائم الشجار معهم، وأخذت الأم تخطط لارتكاب الجريمة بأيدي الأبناء عن طريق وضع السم للأب، ثم الانقضاض عليه، وبعد مرور وقت قصير من التخطيط لارتكاب جريمتهم، قرروا التخلص منه، فاتفقوا على توثيق الأب من الأمام لشل حركته، وبعد ذلك قام الابن الأكبر بطعنه عدة طعنات حتى فارق الحياة.وكان مدير أمن المنيا، قد تلقى إخطارا من مأمور مركز شرطة بني مزار، يفيد ورود بلاغ من "علي ش. ع."، 55 سنة فلاح في بني مزار، بانبعاث روائح كريهة من منزل شقيقه "ربيع"، 51 سنة فلاح، ومقيم بذات الناحية، ووجود آثار دماء داخل المنزل، وقرر تغيبه منذ عدة أيام.انتقلت وحدة مباحث بني مزار، وبالفحص تبين وجود آثار لحفره داخل صالة المنزل، ووجود آثار دماء حولها، وعثر بداخلها على جثة في عمق 70 سم، وبمناظرتها تبين أنها جثة المتغيب ويرتدي بنطلون أزرق وفانلة بيضاء وحافي القدمين وفي حالة تعفن وتحلل جزئي، ووجود آثار لعدة طعنات بالصدر والبطن.تم تشكيل فريق بحث لكشف ظروف وملابسات الواقعة، وتبين أن وراء ارتكابها كل من "جمعة. ر"، 18 سنة فلاح، نجل القتيل، و"منى. ك"، 47 سنة ربة منزل زوجة القتيل، وابنتها "فاطمه. ر"، 19 سنة ربة منزل ابنة القتيل، وأشارت التحريات الأولية، أن الأم وابنها وابنتها اتفقوا فيما بينهم على التخلص من الأب لأنه دائم الشجار معهم والتعدي عليهم بالسب والضرب، وغير قادر على الإنفاق عليهم.وبتقنين الإجراءات تم ضبط المتهمين وبمواجهتهم اعترفوا بارتكاب الواقعة، والتخلص من القتيل عقب ظهر الجمعة الماضية، حيث تمكن ابنه بمساعدة الأم والابنة، من توثيق المجني عليه وانهال عليه بعدة طعنات بالصدر والبطن، باستخدام سكين كان بحوزته وأعده مسبقًا لهذا الغرض حتى فارق والده الحياة متأثر بجراحه، ثم قام الثلاثة بعمل حفرة داخل المنزل ودفنوا الجثة، وبإرشاد المتهم الأول" الابن"، تم ضبط الأداة المستخدمة في الجريمة "سكين" ذات نصل حديدي حاد.كما تم التوصل لاثنين من شهود الواقعة هما "رضا.ر م "، 40 سنه فلاح، و"زين م.م "، 23 سنه فلاح، مقيمان بذات الناحية وجيران المجني عليه، حيث قررا أنهما شاهدا المتهم الأول أثناء قيامه بردم الحفرة عقب التخلص من دفن الجثة.وقررت الابنة في تحقيقات النيابة أن دورها في الجريمة اقتصر على تنفيذ تعليمات شقيقها الأكبر المتهم الأول، وكان تقديم العصير المسموم لوالدها، ولكنها لم تكن تعلم أن العصير به سم قاتل، وبعد القيام بذلك علمت أن العصير كان به سم كلاب.أما الأم فقد أنكرت ارتكاب الواقعة وقررت أنها كنت خارج المنزل وقت حدوث الجريمة، وأنها لم تقتل أحداً. أما الابن الأكبر المتهم الأول فقد اعترف بارتكاب الواقعة وأنه وثق والده من ذراعيه بعد تناوله العصير المسموم وأرشد عن مكان السكينة المستخدمة في ارتكاب الواقعة.