"فيرساتشي" تستعيد أمجادها الغابرة بعد 20 سنة على اغتيال جاني

  • 7/15/2017
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

ميلانو (أ ف ب) - قبل 20 عاما، اغتيل مصمم الأزياء جاني فيرساتشي في ميامي لكن بعد سنوات عدة من الضياع والصعاب، استعادت دار الازياء التي أسسها أمجادها الغابرة بفضل الحس الابتكاري الذي تميزت به شقيقته دوناتيلا وعملية إعادة هيكلة واسعة النطاق. قرابة الساعة التاسعة صباحا من يوم 15 تموز/يوليو 1997، كان جاني يستعد للعودة إلى دارته الفاخرة بعد شراء الصحف عندما تلقى طلقتي رصاص موجهتين من أندرو كونينين وهو مومس مثلي معروف بإعجابه بعالم الفخامة. وشكلت هذه الحادثة صدمة في أوساط الموضة والترفيه، فجاني فيرساتشي الذي كان يصمم لكبار المشاهير، من مادونا إلى إلتون جون، كان يعد عبقريا في مجاله. وتقول ستيفانيا سافيولو مديرة مركز الفخامة والموضة في جامعة بوكوني في ميلانو "كان مبدعا في شتى المجالات، فنانا بكل ما للكلمة من معنى، مع نظرته الابتكارية للألوان والأنسجة". وفي تلك الفترة، كانت المجموعة التي أسسها مع شقيقه سانتو سنة 1978 "في ذروتها" مع مشروع متقدم جدا للاكتتاب في البورصة، بحسب ديفيد بامبيانكو رئيس المكتب الذي يحمل اسمه. وحلت محله شقيقته دوناتيلا التي كنت ملهمته أيضا وكاتمة أسراره والتي كانت مكلفة مجموعة "فيرسوس"، لتمسك بزمام الإدارة الفنية للمجموعة، في حين بقي شقيقه سانتو، مهندس التوسع العالمي للدار، في منصب المدير التنفيذي. غير أن وضع الدار تراجع شيئا فشيئا، إذ أن دوناتيلا التي تعاونت مع جاني طوال 14 عاما، تأثرت كثيرا بوفاة أخيها وهي باتت تشعر "بالضعف"، على حد قولها. - اكتئاب وكوكايين - وتصرح سافيولو "إنه لأمر صعب أن يصبح المرء مديرا فنيا بين ليلة وضحاها من دون سابق استعداد لهذه المهام"، لا سيما أن ذلك حدث في وقت "كان فيه عالم الموضة يشهد تغيرات جمة ... وكانت الضغوطات على المدراء الفنيين كبيرة جدا". ومرت دوناتيلا المعروفة بشعرها الأشقر وبشرتها المسمرة ولجوئها إلى عمليات التجميل بشدة في فترة اكتئاب أدمنت فيها على الكوكايين قبل ان تخوض علاجا للإقلاع عن الإدمان سنة 2005. وفي تلك الفترة، استعانت الدار بخدمات جانكارلو دي ريزيو سنة 2004 في منصب المدير العام. وأعاد المدير السابق لـ "فندي" تركيز أنشطة "فيرساتشي" حول الأزياء الراقية والسلع الفاخرة، مسرحا عددا من الموظفين ومطورا قسم الأكسسوارات. لكن بسبب الخلافات مع العائلة حول تخفيض التكاليف الذي كان يطالب به وفق ما أوردت الصحف، حل محله جان جاكومو فيراريس الذي كان مديرا عاما لماركة "جيل ساندر". وبدفع من فيراريس، خفضت "فيرساتشي" عدد موظفيها بنسبة الربع وقامت بترشيد الإنتاج وتنظيم شبكة متاجرها. وساهم فيراريس في "مضاعفة رقم أعمال المجموعة الذي ارتفع من 268 مليون يورو سنة 2009 إلى 645 مليونا سنة 2015"، بحسب بامبيانكو. وعاودت الدار تحقيق الأرباح سنة 2011 بعد ثلاث سنوات تكبدت خلالها خسائر. - قدرات هائلة - وتوضح سافيولو "كان التوازن مناسبا بينه وبين دوناتيلا مع حوار لائق واحترام كبير لرؤية دوناتيلا وحسها الابتكاري". وقد باعت المجموعة العائلية التي لطالما رفضت الانضمام إلى تكتل للمجموعات الفاخرة كما هي الحال مع عدة ماركات إيطالية مثل "غوتشي"، 20 % من حصصها سنة 2014 إلى الصندوق الأميركي "بلاكستون". والهدف بحسب دوناتيلا كان "إبراز طاقة فيرساتشي" التي فتحت متاجر عدة. وكان الرهان ناجحا، فبالرغم من الظروف الصعبة، نمت المبيعات بنسبة 17 % تقريبا بين 2014 و2015. لكن في أيار/مايو 2016 تم بشكل مفاجئ تعيين جوناثن اكيريود، المدير التنفيذي السابق لماركة "ألكسندر ماكوين"، محل فيراريس بغية "الانتقال إلى المرحلة المقبلة من تطوير فيرساتشي". وشهد العام 2016 نتائج متباينة مع ارتفاع المبيعات بنسبة 3,7 % غير أن الخسائر بلغت 7,4 ملايين يورو بسبب استثمارات في شبكة المتاجر. وزعزعت هذه النتائج الثقة بالماركة، غير أن "الشركة في وضع جيد هو أفضل بكثير مما كانت عليه الحال قبل 10 سنوات"، بحسب بامبيانكو الذي يؤكد أن "فيرساتشي" لا تزال "من أجمل الماركات في العالم وهي لا تزال تتمتع بقدرات هائلة". والتفاؤل سيد الموقف أيضا عند سافيولو في شأن مستقبل "فيرساتشي" التي عادت برأيها إلى "السجادات الحمراء واستعادت أسلوبها الجريء والملفت".سيلين كورنو © 2017 AFP

مشاركة :