"عادل الهاشمي" مواطن قطري، وثّق بطريقته الخاصة ليلة محاولة الإنقلاب الفاشلة في تركيا منتصف يوليو من العام الماضي، والتي عاش لحظاتها أثناء تواجده في مطار "أتاتورك" الدولي بمدينة إسطنبول بتلك الليلة. أراد الهاشمي أن يجسد تلك الليلة وما شهده فيها، فسجل بهاتفه تفاصيلها وأصدر كتابه المرئي "ليلة الوفاء"؛ وهو عبارة عن كتاب من 4 صفحات باللغتين العربية والتركية. ويتضمن الكتاب في صفحته الأولى مقدمة، ويحمل في الصفحة الثانية شاشة، يمكن منها تشغيل فيديو يحتوى على لقطات صوّرها الهاشمي بعدسة هاتفه النقال، تختصر تلك الليلة وبطولة الشعب التركي. وكغيره من الموجودين، عاش الهاشمي تلك الليلة "بكل تفاصيلها بداية من إعلان الانقلاب وحتى ساعات الحسم الأخيرة وهزيمة الانقلابيين"، حسب تعبيره في حديث للأناضول. يقول في مقدمة كتابه "لحظات أمضيتها بصالة المغادرة في مطار أتاتورك؛ عشت خلالها معنى الخوف والأمل ومحبة شعب والوفاء لقائده ووطنه بتضحيته بأروع البطولات التي لن أنساها ولن ينساها التاريخ". ويضيف "كان ذلك ليلة 15 يوليو 2016؛ والتي أروي قصتها في هذا الإهداء بين يدي سيادتكم (قاصداً الشعب التركي)". يعلل الهاشمي إقدامه على توثيق شهادته تلك الليلة أثناء تواجده بمنطقة الترانزيت استعداداً لعودته إلى الدوحة قائلا "أردت أن أترجم اللحظات التي عشتها إلى فيديو؛ واختزلتها في 5 دقائق تكون معبرة، من سائح قطري شاهد وعاش الأحداث". وتابع "وهي (الكتاب) نفس الوقت رسالة تضامن من الشعب القطري إلى الشعب التركي". وعن سبب تسمية الكتاب "ليلة الوفاء"، أفاد الهاشمي "إن الإصرار والحماس، والخطر الذي كان يواجهه الشعب التركي في سبيل الدفاع عن وطنه؛ هو أروع الأمثلة في الوفاء"، واستطرد "فالليلة كانت استثنائية بالكامل". يروي الهاشمي "بعد عبوري منطقة الترانزيت، قرأت على لوحات بيانات الرحلات، تشير إلى أن جميع الرحلات ملغية؛ واختفى الموظفون من المكان؛ وسرت حالة من التذمر لدى المسافرين بسبب تعطل مصالحهم". وأضاف "اتصل بي أخي هاتفياً وقال لي: احذر هناك أخبار عن انقلاب في تركيا". متابعاً "في هذه الأوقات بدأ الناس يفهمون أن هناك شيء غير طبيعي؛ ومع مرور الوقت وبعد سماع أصوات إطلاق نار خارج المطار وركض بعض المسافرين على إثره، بدأ القلق يسود بين الناس؛ وكان الجميع في حالة ترقب". "وأحدثت طائرات الانقلابيين التي حلقت فوق المطار رعباً شديداً بعد أن كسرت جدار الصوت؛ وكأنها ألقت صاروخاً؛ كنت أحاول في هذه الأثناء تهدئة الناس خصوصاً الأطفال والمسنين كان مشهد مرعب للجميع". "وبعدها بوقت طويل بدأ يقترب من المطار أصوات هتافات من الخارج؛ وتزداد اقتراباً"، يقول الهاشمي، في إشارة إلى الجماهير التي هبت لمواجهة الانقلاب دفاعاً عن الشرعية والديمقراطية. ويروى الهاشمي اللحظة التي كان لها التأثير الأكبر عليه؛ قائلاً "في هذه الأثناء بدأت الجماهير التركية تتدفق إلى المطار حاملين أعلام ومكبّرين؛ منهم الكبير والصغير". وتابع "شعرنا في هذه اللحظة بارتياح وكأن الحياة عادت لنا من جديد، فرحنا وصرنا نكبّر معهم؛ ونرى العجائز يكبرون؛ ويقولون بصوت واحد تركيا". وعن شعوره في تلك اللحظة يقول "الشعب بجميع ولاءاته يصر على الوقوف بوجه النار والدبابات.. كان ذلك شيئاً مهيباً بالنسبة لي"، مشيراً أنه كان في هذه الأثناء يسجّل تلك المشاهد بهاتفه النقال. وبعد هدوء الأمور وخروج الرئيس رجب طيب أردوغان؛ بدأت رحلات الطيران بالعودة من جديد؛ وعدت أنا في طائرة الخطوط القطرية في صباح نفس اليوم، والتي وفرتها قطر لمواطنيها لعودتهم إلى البلاد.;
مشاركة :