توصل علماء إلى أن طفيل الملاريا يكتسب قوته من جينوم في غاية الدقة قادر على مقاومة الهجمات وتفادي دفاعات المناعة البشرية، لأنه يحتفظ فقط بالجينات اللازمة له من أجل النمو.وفي دراسة مفصلة قامت بتحليل أكثر من نصف الجينات في جينوم (المتصورة) في الطفيل المسبب للملاريا توصل الباحثون إلى أن ثلثي هذه الجينات أساسية من أجل النمو. وأضافوا أن هذه هي أكبر نسبة من الجينات الأساسية الموجودة في أي كائن حي حتى الآن.وتوصل العلماء إلى أن كثيراً ما يتخلص الطفيل من الجينات التي تنتج البروتينات التي تضعف وجوده أمام جهاز المناعة عند الإنسان وهذا يسمح للملاريا بتغيير شكلها أمام جهاز المناعة، ومن ثم تتمكن من مقاومة الأمصال، مما يمثل مشكلة في إنتاج أمصال وعقاقير ذات فاعلية.وقال جوليان رينر أحد كبيري الباحثين في الدراسة وهو من معهد «ولكم تراست سانجر» ببريطانيا إن الدراسة توصلت إلى أن «الطفيل في غاية الدقة ويحتفظ بالجينات الأساسية اللازمة من أجل نموه».وأضاف أن هذا الكشف الذي نشر في عدد يوم الخميس من دورية «جورنال سل» له نتائج إيجابية وأخرى سلبية.وقال: «النتائج السلبية هي أن الطفيل قادر بسهولة على التخلص من الجينات التي نسعى لإنتاج أمصال للقضاء عليها ولكن على الجانب الآخر هناك عدد أكبر بكثير مما كنا نعتقد للجينات الأساسية التي نسعى لتطوير عقاقير جديدة للتعامل معها».وتتسبب الملاريا في وفاة أكثر من مليون شخص سنويّاً غالبيتهم من الأطفال والرضع في الدول الأكثر فقراً في أفريقيا جنوب الصحراء.ووفقاً لأرقام منظمة الصحة العالمية فإن أكثر من نصف سكان العالم معرضون لخطر الإصابة بالملاريا، وأكثر من 200 مليون شخص يصابون بالملاريا كل عام.وقال فرانسيسكو خافيير جامو الخبير في مرض الملاريا بشركة «جلاكسو سميث كلاين» إن أهم شيء بالنسبة للعلماء المتخصصين في الملاريا هو اكتشاف الجينات الأساسية في جميع مراحل دورة الحياة للطفيل، مضيفاً: «وإذا أنتجنا عقاقير تستهدف هذه الجينات لن تتمكن الملاريا من النمو».
مشاركة :