بشير سليمان | يحرص بنك الكويت الوطني منذ تأسيسه قبل 65 عاماً على ترسيخ دوره في خدمة المجتمع والقيام بمسؤوليته الاجتماعية بصفته البنك الرائد والأول على مستوى الكويت. القبس التقت مساعد مدير عام إدارة التواصل والعلاقات العامة في بنك الكويت الوطني ، منال مطر التي أكدت أن البنك يحمل على عاتقه منذ تأسيسه مسؤولية الاستثمار في مبادرات المسؤولية الاجتماعية، حيث يراها إحدى أهم واجباته، ولفتت إلى أن إجمالي استثمارات البنك في مبادرات المسؤولية الاجتماعية تجاوزت أكثر من نصف مليار دولار خلال العقدين الماضيين. وأشارت مطر إلى أن «الوطني» تصدر قائمة جميع البنوك الكويتية بمساهماته السنوية كأكبر مساهم على الإطلاق في تنمية المجتمع الكويتي، حيث استحوذت مساهماته على %34 من إجمالي تبرعات القطاع المصرفي، كما يعد أكبر داعم لبرنامج العمالة الوطنية بحصة تبلغ %37 من إجمالي مساهمات القطاع. وأضافت: أن البنك يسعى من خلال مساهماته المجتمعية إلى التركيز على أربعة أركان رئيسية وهي: التنمية الاجتماعية، رعاية الأطفال، الصحة والتنمية البيئية، لافتة إلى اهتمام البنك في الوقت ذاته بتكريس مفهوم التطوع لدى موظفيه من خلال إشراكهم في المبادرات الإنسانية والاجتماعية التي يطلقها. وتطرقت مطر إلى العديد من المبادرات والمشاريع التي قام بها البنك خلال السنوات الماضية والتي كان آخرها افتتاح «وحدة العلاج بالخلايا الجذعية» التي تأتي في إطار مشروع توسعة مستشفى بنك الكويت الوطني التخصصي لعلاج سرطان الأطفال، وهو المشروع الأول من نوعه في الكويت المخصص لزراعة النخاع الشوكي للأطفال دون سن الستة عشر عاماً بالمجان. وفي ما يلي تفاصيل اللقاء: • ما أهم محاور استراتيجية الوطني في المساهمة المجتمعية؟ حرص بنك الكويت الوطني على مدى 65 عاماً ومنذ بداية تأسيسه على تناول وتغطية ممارسات المسؤولية الاجتماعية في المقام الأول. وتتألف ركائز المسؤولية الاجتماعية لدينا من مجموعة من المبادرات المجتمعية السنوية الضخمة، بالإضافة إلى برامجنا البيئية الرئيسية وبرامج التنمية البشرية وتطوير الرعاية الصحية وغيرها من الركائز الهادفة إلى دعم المجتمع والمساهمة في تطويره وتنميته. وتعد المسؤولية الاجتماعية جزءاً لا يتجزأ من استراتيجيتنا بالعمل، فنحن بموازاة ريادتنا في القطاع المصرفي نسعى جاهدين إلى تقديم مزايا اقتصادية واجتماعية وبيئية تعود بالفائدة على بلدنا ومنطقتنا. • كم تبلغ مساهمات البنك في المسؤولية الاجتماعية؟ تجاوزت قيمة تلك المساهمات نصف مليار دولار أميركي خلال العقدين الماضيين، ومن إنجازاتنا التي تحققت مؤخراً هو إنشاء أول مركز متخصص للعلاج بالخلايا الجذعية للأطفال في الكويت. وقد تم تكريم بنك الكويت الوطني وتقديره لقاء هذه المساهمات في مناسبات عدة محلياً وإقليمياً، أهمها تكريم جمعية الهلال الأحمر الكويتية للبنك من خلال تقليده شعار «شريك الإنسانية الاستراتيجي»، وذلك تقديراً للدعم المتواصل لأعمال الجمعية ولجهوده في المسؤولية الاجتماعية ومساعيه الإنسانية. كما كرّمت هيئة الهلال الأحمر الإماراتي الوطني لأفضل الممارسات المجتمعية في دول مجلس التعاون الخليجي، حيث منحته وسام سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك خلال مؤتمر المسؤولية المجتمعية الخليجي في أبوظبي. • كم تبلغ نسبة مساهمات «الوطني» من إجمالي مساهمات القطاع المصرفي؟ تصدّر بنك الكويت الوطني كل البنوك الكويتية بمساهماته السنوية في إطار المسؤولية الاجتماعية كأكبر مساهم على الإطلاق في تنمية المجتمع الكويتي، حيث استحوذت مساهماته على %34 من إجمالي تبرعات القطاع المصرفي. كما يعد أكبر داعم لبرنامج العمالة الوطنية بحصة تبلغ %37 من إجمالي مساهمات القطاع. واستمر بنك الكويت الوطني في تعزيز دوره الاجتماعي على مدار تاريخه، وظهر ذلك جلياً خلال الأزمة المالية العالمية عام 2008 والسنوات اللاحقة لها، حيث واصل البنك مساهمته من دون أي تأثر بالأوضاع الاقتصادية المحلية والعالمية. • ما القطاعات الاجتماعية التي يساهم فيها «الوطني»؟ في مقدمة تلك القطاعات، التعليم والتوظيف والتدريب ودعم الكوادر الوطنية، إلى جانب برامج الرعاية والدعم الاجتماعي والمبادرات الرياضية والصحية والنشاطات البيئية. وقد تحولت مبادراتنا إلى تقليد سنوي نقدمه كل عام من خلال تغطية مختلف القطاعات. • ما أبرز مساهماتكم في كل قطاع؟ نسعى من خلال مساهماتنا المجتمعية إلى التركيز على أربعة أركان رئيسية وهي التنمية الاجتماعية ورعاية الأطفال والصحة والتنمية البيئية. وعلى صعيد برامجنا المتعلقة بتطوير مهارات الشباب الكويتي، فإن ثقافة «الأسرة الواحدة» التي يتبعها الوطني تجعل من البنك الخيار الأول للعديد من الباحثين عن عمل. ولطالما كان البنك من أكبر الجهات توظيفا للكوادر الوطنية في القطاع الخاص. فلدينا العديد من البرامج التدريبية المتخصصة التي يتم تنظيمها سنويا وفق أعلى المعايير العالمية والمحترفة تتنوع بين التدريب والتطوير وموجهة لكل الشرائح الوظيفية من شباب أو مبتدئين إلى قيادات مؤهلة. كما نركز بشكل خاص على تطوير الرعاية الصحية، فبعد مساهمتنا في مستشفى بنك الكويت الوطني التخصصي للأطفال، افتتحنا مؤخراً أول وحدة لعلاج وزراعة النخاع والخلايا الجذعية في الكويت. كما نواصل سنويا العديد من الحملات التوعوية الصحية مثل: حملة مكافحة سرطان الثدي وحملة التبرع بالدم بالتعاون مع بنك الدم. ونقوم بدعم المراكز التي تعنى بالأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة على غرار مركز 21. وهناك تعاون متواصل مع جمعية الهلال الأحمر الكويتية في المشاريع التنموية والتعليمية والداعمة للمجتمع والصحة. وعلى صعيد الصحة والرياضة، نفخر بتنظيمنا لأكبر مهرجان رياضي في الكويت على مدى أكثر من عقدين من الزمن وهو سباق الوطني للمشي الذي يواصل سنويا رسالته التوعوية الاجتماعية والصحية الهادفة. وفي ما يتعلق بقطاع التعليم، نعتز أيضا بأننا على مدى تسع سنوات متتالية نواصل رعايتنا لحفل تكريم أوائل الثانوية العامة، ونقوم باستضافة طلبة الجامعات والمدارس في جولات تعريفية وتثقيفية حول إدارات البنك المختلفة، حيث نواصل دعمنا للجامعات والكليات والأندية الطلابية. أما على صعيد الرعايات الاجتماعية، فلدينا باع طويل في هذا المجال ولعل أبرز مساهماتنا تتمثل في دعمنا لمركز لوياك والجمعية الكويتية لاختلافات التعلم ولبيت عبدالله وغيرها من الجهات الإنسانية والاجتماعية. كما نواصل حملاتنا الاجتماعية التوعية لاسيما المتعلقة بحماية البيئة وإعادة التدوير وترشيد الطاقة. • ما أبرز المبادرات التي تمت خلال الأعوام الثلاثة الماضية؟ خلال السنوات الثلاث الماضية قمنا بتعزيز مساهمتنا في مختلف القطاعات لأننا نتوجه برسالتنا الاجتماعية نحو مختلف المجالات مع التركيز على الجوانب التي تمكننا من الاستثمار فيها بالتنمية وضمان استدامتها ويمكن إيجاز ذلك على سبيل المثال في الصحة والتعليم والهوية الثقافية والأطفال. وأود الإشارة هنا إلى مبادرة «أحلم أن أكون» غير المسبوقة على مستوى الكويت والتي يواصل الوطني العمل عليها منذ عام 2014 والهادفة إلى تحقيق أحلام الأطفال في مستشفيات الكويت. ولقد وصل عدد المبادرات إلى نحو 10 مبادرات. ويعمل بنك الكويت الوطني مع الجمعية الكويتية لرعاية الأطفال KAACH وبيت عبدالله لرعاية الأطفال، حيث يقومون بمساعدتنا في لقاء المريض وعائلته. • ما الدور الذي يلعبه موظفو البنك في برامج المسؤولية الاجتماعية؟ يركز البنك على تكريس مفهوم التطوع لدى موظفيه من خلال عدد من المبادرات الإنسانية والاجتماعية التي يطلقها. ويلعب الموظفون دورًا محوريًا في البرامج والفعاليات التي يقدمها البنك، وذلك من خلال تخصيص وقتهم، جهودهم وطاقاتهم من أجل دعم الحملات والمبادرات التي تدعم نهضة المجتمع وأفراده بحيث أصبح مفهوم التطوع لدى الموظفين قناعة وثقافة راسخة، فهم يعملون باندفاع وبروح الفريق الواحد. • بعد افتتاح وحدة الخلايا الجذعية في مستشفى الوطني، ما الجديد الذي سيقدمه البنك في مجال الصحة؟ في الوقت الحالي سنركز على هذا المشروع الأول من نوعه في الكويت المخصص لزراعة النخاع الشوكي للأطفال دون سن الستة عشر عاماً بالمجان. وكان بنك الكويت الوطني قد قدم تبرعاً بمبلغ 7 ملايين دينار كويتي لبناء هذا المركز التخصصي. وستشكل وحدة العلاج بالخلايا الجذعية معلماً طبياً رائداً بإمكاناته ومواصفاته العالمية إلى جانب هندسته وتصميمه العصري. لأن هذا المشروع سيقدم علاجات أشمل وأكثر تطوراً للأطفال المصابين بالسرطان، حيث سيوفر كلفة العلاج على المرضى بالإضافة إلى عناء السفر لتلقي هذا النوع من العلاج المتطور في الخارج. ويتميز المبنى الجديد بأنظمته الذكية ومختبراته المتطورة ومعاييره العالمية الصديقة للبيئة، بالإضافة إلى تصميمه العصري. ويحتوي على أقسام متعددة تشمل جناحًا متكاملاً لزراعة النخاع وعيادات طبية خارجية وغرف للعمليات والعناية المركزة ومختبرات تخصصية وصيدلية لخدمة المرضى وقاعات تدريب وتعليم ومكاتب للاختصاصيين والأطباء. وتحيط به مساحة خضراء واسعة تتضمن وسائل ترفيه للأطفال تمنح إطلالتها الراحة النفسية التي يحتاجها المرضى. • ما الذي ميز رمضان هذا العام عن الأعوام السابقة؟ وما الجديد في برامج المسؤولية الاجتماعية خلال 2017؟ يحرص البنك سنويًا على تكثيف جهوده الإنسانية ومبادراته الخيرية، خاصة خلال شهر رمضان المبارك، وما يتضمنه برنامج «افعل الخير في شهر الخير» السنوي من مبادرات أساسية تتمثل في موائد الافطار اليومية في خيمة البنك الوطني وتوزيع وجبات الإفطار على المساجد والمستشفيات ومناطق مختلفة في الكويت، وقمنا هذا العام بمبادرة غير مسبوقة بالتعاون مع محافظة العاصمة لتوزيع ثلاجات تحفظ المياه والتمر لتوزيعها على عدد من المساجد في مناطق مختلفة في الكويت، وقد أشرف المتطوعون من الموظفين على تعبئة هذه الثلاجات طوال الشهر الفضيل. كما تمت المساهمة في حملتي «بيتكم عامر» و«أبشروا بالخير» الإنسانيتين لدعم الاسر ذوي الدخل المحدود. وقدمنا رعايتنا لبرنامج مدفع الإفطار ونظمنا توزيع وجبات افطار في قصر نايف للعام الثاني على التوالي. أما خلال العام 2017، فقد قمنا بتنظيم العديد من المبادرات تمثلت في رعاية عشرات النشاطات الطلابية للمدارس والجامعات، إضافة إلى حفل وزارة التربية لتكريم الفائقين ومعرض الفرص الدراسية والدراسات العليا الذي جرى تنظيمه في جامعة الكويت، وذلك إلى جانب دعم مهرجان الخليج للشباب الذي نظمته مؤسسة لوياك في حديقة الشهيد، ودعم نشاطات لوياك السنوية التي ركزت هذا العام على تعزيز نزعة الشباب تجاه التطور والتنمية. وقدم البنك هذا العام إحدى المبادرات الرائعة على مستوى المسؤولية الاجتماعية عامة تمثلت في قصة الأطفال «عبدالله ينتصر» التي أصدرها البنك دعمًا للأطفال المرضى بالسرطان. ويستمر البنك بتوزيع القصة مجاناً في عدد من المستشفيات والجمعيات المتخصصة إلى جانب العديد من الأماكن العامة والمكتبات والمعارض. وعلى صعيد متصل قمنا بتنظيم فعالية تهدف إلى تشجيع الشباب على المشاركة في تقديم الدعم لأطفال مرضى السرطان من خلال تشجيعهم على تقديم رسومات لعرضها في وحدة العلاج بالخلايا الجذعية التابعة لمستشفى الوطني التخصصي. واستمر البنك هذا العام في دعم انشطة بيت عبدالله في إطار مبادراتنا الصحية الداعمة لأطفال مرضى السرطان. • ما الفوائد التي يجنيها «الوطني» من هذه البرامج؟ وكيف يجري اختيارها؟ لطالما اتخذ وطبق بنك الكويت الوطني ثقافة المسؤولية الاجتماعية منذ أول يوم عمل، وستبقى هذه الثقافة دائمًا إرثنا ومحور مساهماتنا. أما بالنسبة لأهمية مثل هذه البرامج بالنسبة للبنك أو لأي مؤسسة مالية، فإن المساهمات الاجتماعية ترتبط بالتنمية المستدامة. وعزز بنك الكويت الوطني رسالته التي تنطوي على العناصر الأساسية للاستدامة والمسؤولية الاجتماعية. فعلى سبيل المثال، دعم البنك للخطط الوطنية الهادفة إلى توظيف وتأهيل الكوادر الكويتية وتنمية الثروة البشرية التي تشكل اللبنة الأساسية لقادة المستقبل. • «الوطني» يجمع بين التنمية الاقتصادية والمسؤولية الاجتماعية بنجاح فكيف حقق هذا التوازن؟ لعب البنك منذ تأسيسه دورًا بارزًا وكان مساهمًا رئيسيًا في إنشاءات البنية التحتية في الكويت. وعلى مر السنوات وقبل أن يكون مفهوم التنمية المستدامة رائجًا في برامج المسؤولية الاجتماعية فقد دمج بنك الكويت الوطني مفاهيم النزاهة والتحفظ والإسهام الاقتصادي وجودة الخدمة والمسؤولية الاجتماعية والحوكمة كجزء لا يتجزأ من رسالتنا وأهدافنا وممارساتنا، فإن كل هذه الإنجازات مجتمعة ومتكاملة ومنسجمة بعضها مع بعض أكسبت بنك الكويت الوطني سمعة مرموقة بتصنيفه كأحد أكثر البنوك أمانًا وثقة. • برأيك ما أثر السياسة الاجتماعية على الميزة التنافسية للقطاع المصرفي؟ ومن وجهة نظر العملاء؟ في الواقع مع زيادة التحديات الاجتماعية والبيئية والتأثيرات السلبية الأخرى التي تنعكس على الشباب والمجتمع، ارتفع سقف طموحات المجتمع بشأن المسؤولية الاجتماعية في المؤسسات المالية. ونحن في البنك نضع ذلك في مقدمة أولوياتنا كمؤسسة ريادية في مجال الخدمة الاجتماعية وذلك من خلال إدخال مفاهيم الاستدامة البيئية والاجتماعية والاقتصادية وتنمية الموارد البشرية، ومراعاة معايير الأمن والسلامة، والمشاركة الاجتماعية. ولدى بنك الكويت الوطني أساس قوي في هذا المجال يبني عليه يتمثل في قيادته وثقافته وقيمه. وذلك من خلال هذه القاعدة القوية التي تمكننا من الانطلاق نحو آفاقٍ جديدة تتيح لمبادرات واستثمارات الاستدامة المتطورة أن تحفز فرص نمو وتطور المجتمع بموازاة تحسن مستوى رضا العملاء. ما يؤكد أن المبادرات الاجتماعية تعزز سبل النمو المختلفة وبالتالي تحسن مستوى رضا العملاء. الاحتياجات التي تُوضع على أساسها البرامج قالت منال المطر انه طرأت متغيرات عدة على المجال الذي تمارس فيه الشركات نشاطات المسؤولية الاجتماعية، ونحن نعمل على مواكبة التطورات التكنولوجية والاستثمار فيها بقدر الإمكان، والسعي الدائم لتلبية الاحتياجات والمتطلبات المتنامية للعملاء من جهة وللمجتمع من جهة ثانية. فمنذ تأسيس البنك قمنا بوضع «سبيل مياه صغير» مجاور للبنك حتى يتمكن عملاؤنا والمارة من الحصول على المياه مجانًا. ويمكننا القول إن هذا العمل هو أول أعمالنا الخيرية. وعلى مر السنوات قام بنك الكويت الوطني بدمج مفهوم الإسهام الاقتصادي وجودة الخدمة والمسؤولية الاجتماعية كجزء لا يتجزأ من رسالتنا وأهدافنا وممارساتنا تجاه المجتمع. احدى مبادرات { احلم أن اكون} قصة عبدالله ينتصر… من المبادرات الاجتماعية للبنك
مشاركة :