أجراه محمد السندان | دعا النائب علي الدقباسي الحكومة إلى طَي صفحة المحاكمات السياسية كما طوت المعارضة صفحة المقاطعة، مؤكدا أن البلد بحاجة ماسة لتعزيز وحدة الصف الوطني. وثمن الدقباسي في لقائه مع القبس المساعي الحميدة لسمو الامير في رأب الصدع بين الاشقاء في دول مجلس التعاون الخليجي، وهي محل دعم شعبي ودولي، مطالبا بوقف التراشق الإعلامي إثر الأزمة الخليجية الاخيرة. وأوضح الدقباسي أنه يجب على دول مجلس التعاون أن تأخذ كل الملفات والنقاط محل الخلاف على محمل الجد لتنقية الأجواء الخليجية. وطالب الدقباسي الدول العربية بضرورة تغيير أساليب ووسائل وطرق مواجهة العدو الصهيوني، اذا أردنا مواجهة تغلغل هذا الكيان المجرم. وحذر الدقباسي من تراجع سقف الحريات في الكويت، واصفا تعزيزها بأنه مدخل الإصلاح الحقيقي، وفيما يلي نص الحوار: ● بعد عودة المعارضة إلى المجلس الحالي، ما الذي تغير عن المجلس السابق؟ – لا بد ان نتجاوز كل المراحل وصولا لمصلحة الدولة، عندنا ازمة نعم مازالت باقية نعم، واتمنى تنتهي بالعفو الشامل ونخرج عن كل ما ترتب عن آثار الماضي، وانا دعوت في اول جلسة الى انهاء هذا الملف، ولا يمكن ان نقفز من دون التخلص من الاعباء في الفترة الماضية وما كانت تطرحه المعارضة في الفترة الماضية وانا جزء منها، كان الهدف منه مصلحة الدولة، ولكن بكل صراحة لا يمكن ان يكون هناك تاثير ان كنت خارج مجلس الامة، وكانت هناك مقاطعة اولى وثانية ونجحت والآن نحن طوينا صفحة المقاطعة والدليل على كلامي نسبة المشاركة في الانتخابات الماضية مرتفعة.حالة الانقسام ● ألم يحن الوقت لطي صفحة المحاكمات السياسية كما طويت صفحة المقاطعة برأيك؟ – هذا ما دعوت اليه، وآن الاوان، بل تاخرنا في تجاوز الامور، وما يتعلق بالآثار القانونية، وهؤلاء اصحاب نية طيبة واي تجاوز على القوانين لم يكن بقصد التخريب، بل بقصد الاصلاح، وبالتالي السجل الحافل لاعضاء ونشطاء سياسيين في خدمة الكويت كبير، وبالتالي كيف نتقدم في ظل وجود آثار، وهذا يحزننا مثل القيود الامنية، وهي ضرر لمجتمع كامل ونحن مجتمع صغير بحاجة الى تعزيز الصف الوطني وانهاء حالة الانقسام حول الخلافات السياسية والبرلمانية، والانجاز بحاجة لتوحيد الصف الوطني، وانا لست من هواة المزايدة السياسية على الاخوة الزملاء، واريد تحقيق الهدف، وهو مصلحة الكويت وازدهارها.توحيد الصف ● كيف ترى دور لجنة الخارجية في دعم المساعي الحميدة لسمو الأمير في الازمة الخليجية؟ – نحمد الله، ونثق بحكمة سمو الأمير، ونحن فخورون بالدور الذي نقوم به، وما قاله سموه: كل التعب يهون من اجل توحيد الصف الخليجي وتكميل المسيرة بانجازات اعلى، وانا كرئيس للجنة مهتم بهذه الامور واللجنة تتابع المجريات وفخورة بدور سمو الامير، والامر ذو اهتمام عالمي وعربي واسلامي، والكل دولياً وشعبياً يدعم ويدفع لنجاح مساعيه والمبادرة الكويتية، ونحن نتطلع ان نفرح قريبا بتوحيد الصف الخليجي وانتهاء الازمة ومتابعة المسيرة لدول مجلس التعاون الخليجي، ونحن حريصون على هذا الخط وداعمون لسموه.تنقية الأجواء ● هل هناك خط متواز لدعم هذه المساعي على المستوى الشعبي؟ – بلا شك، وانا ادعو من خلال القبس الى المساهمة في انجاح هذه المساعي، وعلى وجه الخصوص وقف التراشق الاعلامي، وهو مزعج وغير مقبول ان يتم تراشق اعلامي بهذا الحجم، ونحن اشقاء وما حصل للكويت في السابق من تعرضها للغزو العراقي الغاشم الذي مازالت آثاره الى اليوم بالانقسام العربي اليوم الكويت والعراق بينهما علاقات تجارية واقتصادية، ونريد بين دول الخليج ان تؤخذ كل القضايا والنقاط والملفات مهما كانت حرجة ان تؤخذ على محمل الجد لتنقية الاجواء الخليجية، تمهيدا الى الانجاز وطي صفحة الخلافات.عمليات قذرة ● ماذا عن اتفاقية مكافحة الارهاب العربية، واثرها في الاوضاع الاقليمية الملتهبه؟ – اعتقد من دون شك ان هناك غولا عالميا يهدد سلامة وامن السلم العالمي، وهو الارهاب، وهذا يحتاج تضافر الجهود، ونحن جزء ممن تعرض للارهاب، ومازلنا نستذكر كثيرا من العمليات القذرة التي مست امننا في الكويت خلال الآونة الاخيرة او قبلها بسنوات سابقة، ولقد اكتوينا بنار الارهاب ونعرف آثاره، والاتفاقيات المنظمة بهذا الجانب توقعها الكويت مع الجهات الاخرى، ونحن داعمون لهذه الاتفاقيات بما لا يتعارض مع نصوص الدستور وقوانين الدولة ومكتسبات وخصوصية الشعب الكويتي في ابداء الآراء، ونحن بالمقدمة ولن نكون الا بالمقدمة في محاربة الارهاب، ولا استطيع اعطاء راي في اي اتفاقية من دون ان اقراها واطلع عليها، وساكون دائما منحازا للكويت، ولا يمكن أن اقبل اي اتفاقية تتعارض مع دستور الكويت.مكسب للكويت ● الكويت وقعت موخرا اتفاقية ثنائية مع الحكومة البريطانية بشان تسليم المتهمين بين البلدين، الى اين وصل تفعيلها؟ – الاتفاقية هذه من اهم الاتفاقيات التي اقرتها اللجنة في دور الانعقاد السابق، ولا شك في انها انجاز مهم، وسندفع باتجاه كل اتفاقية تجلب من تعدى على اموال ومصالح الكويتيين من سراق المال العام، وهذه الاتفاقية في طور التنفيذ، وتنص على جلب المتهمين وتبادل التسليم وفقا للاجراءات القانونية المعمول بها وفي كل الاحوال هذه الاتفاقية مكسب، وعلى الحكومة تفعيلها وصولا الى الغاية منها.جرائم ضد الإنسانية ● لماذا فقدت الكويت منصب رئيس البرلمان العربي؟ – لا شك في ان كل منبر اممي عربي اسلامي خليجي في اي منظمة مكسب للكويت، وهي تستحق لانها من اهم الدولة الداعمة للسلم والامن العالميين، وهي دولة فاعلة في المجتمع الدولي وموثرة في نشر السلام والانسانية، وهذا شيء يدعونا للفخر، وبالرغم من صغر مساحة الكويت الا ان تاثيرها جدا مهم، وجهد سمو الامير اكسب الكويت هذه المكانة، ورئاسة البرلمان العربي اليوم خليجية، وهذا مكسب لنا ووارد أن يكون فيها انتقال، واتمنى أن اكون قمت بدوري اثناء رئاستي للبرلمان العربي، وانا رجل احلم ان يكون هناك عمل عربي مشترك قوي وفاعل ويواكب العالم، واعتقد أنه سيكون في المستقبل هناك فرص لعلي الدقباسي وغيره في اعادة هذا المقعد للكويت، ونامل ان نكون من الذين يخدمون لوجه الله عز وجل قضايا الامة، في ظل توسع الكيان الصهيوني بالاستطيان وعدم احترامه للمواثيق الدولية، وهو يرتكب جرائم ضد الانسانية بشكل يومي.الكيان الصهيوني ● كان لك مشاركة فاعلة في اجتماع البرلمان العربي الاخير؟ – دور بارز للشعبة البرلمانية من خلال نشاطها بالمؤتمرات الدولية والإقليمية، وتعتبر شعبة مهمة ولها تاثيرها، وفي الجلسة الاخيرة هي جلسة عادية للبرلمان العربي، وكنا نناقش تقريرا حول الشان الفلسطيني، والكيان الصهيوني تمكن من التغلغل في افريقيا، وهذا نجاح للكيان الصهيوني وفشل لنا، لاننا لم نستطع حماية مصالح الامة بالشكل الصحيح، لذلك انا متابع بهذا الشان وابديت رايي وان لم نغير اساليب ووسائل وطرق مواجهة الكيان الصهيوني سيكون هو غالبنا بالنهاية، ولكن ان قدرنا نعدل نحن اصحاب قضية عادلة وقادرون على الحشد الدولي لوقف الجرائم ضد الفلسطينيين، ونحن في الشعبة البرلمانية نعد تعديلات تمكننا من طرد الكيان الصهيوني في المنظمات البرلمانية الدولية، لانه لا يحترم مواثيق منظمات اممية، وهذا هو الواقع، ونكررها بصوت عال لا للتطبيع مع الكيان الصهيوني ونعم للتعاون بين العرب.شعارات وخطابات ● جهود الكويت في مواجهة التحديات الإقليمية كيف تراها؟ – اعتقد أن التحديات باقية ومستمرة، وطبيعة المنطقة التي نعيش فيها ساخنة، وهناك حروب بالمنطقة واحتقان سياسي، وعلى الصعيد الامني هذه التحديات باقية ومستمرة، ونحن دولة مصدرة للنفط، وهناك انخفاض لاسعار النفط وافتعال لمشاكل كبيرة مثل السكن وفرص العمل كيف نواجهها، هل نواجهها بالشعارات وخطابات التكسب السياسي؟ وبرامج الحكومة وخططها بالنسبه لي كنائب صاحب خبرة متواضعة غير قابلة للتطبيق، وسنكون مشاركين بالخلل واعتقد الاكتفاء بالكلام هو مشاركة بالخلل.دمج الهيئات ● ما المطلوب من الحكومة والمجلس في ظل هذه التحديات؟ – آن الاوان ان يكون لدينا جهد حقيقي يبدا بالاصلاح من الدولة، وتقليص ودمج المؤسسات والهيئات التي هي عبء على ميزانية الدولة، وايجاد حلول للمشاكل الاقتصادية، وتعزيز التعاون الخليجي بما يتعلق بالتحديات الامنية، والعمل الواضح، وربنا يبارك ويجب بالنهاية ان نعمل والكل متفق على العمل، وبقي تنفيذ ذلك، واي وثيقة اقتصادية تمس الاسرة الكويتية والطبقة المحدودة والمتوسطة لن نقبل بها، وهي مرفوضة وعلى الحكومة توجيه بوصلتها للشركات الكبرى التي تاخذ من اموال الكويت بالمليارات في المناقصات، وهذا المفترض يشارك لا ان تاتي على جيب مواطن يذهب اكثر من 20% من راتبه الى رسوم المعاملات الحكومية والايجار، وهذه اسر مرهقة ونصف المجتمع يسكن بالايجار، وهذا اكبر تحد يواجهنا، ولذلك التقليل من التحديات وعدم مواجهتها ستكون مثل كرة الثلج، تكبر الكرة وتستفحل الازمة، ونحن نريد مواجهة المشاكل بسرعة وخاصة القضايا المتفق عليها.الحريات تراجعت ● في مجال الصحافة والاعلام كيف ترى مستوى الصحافة بالكويت، وما تقيميك لسقف الحريات؟ – في تراجع بالحريات ومؤشرات كثيرة تؤكد ذلك، وعلينا ان ندفع باتجاة مزيد من الحريات، ولا يمكن أن نقبل التجاوز على كرامات وسمعة الناس، ومبدأ الحرية والشفافية هو المدخل الحقيقي للاصلاح، وتعديل النظام الانتخابي الحالي الذي لا يحقق تكافؤ الفرص، والصحافة الكويتية والحريات تراجعتا، وهذا امر مقلق، ويجب مواكبة العالم والحرية تجاوزت مسألة الصحف الى الفضائيات والسوشل ميديا، ونريد المواطن الكويتي يسمع الاخبار من دون اللجوء الى القال والقيل، والاصلاح يبدا بتعزيز الحريات، واللص يخاف ان يكون هناك نقد، لانه يفضل ان يعيش بالظلام لا النور، ويجب ان يكون هناك تعزيز للحريات ونجاح المساعي للحريات هي مساعي للاصلاح، وانا اتعرض للاساءات بشكل يومي، وبالتبعية الناس تميز بين الصادق والكاذب، والقانون يحاسب من يسيء.النظام الانتخابي طالب الدقباسي بتعديل النظام الانتخابي الحالي لضمان الاستقرار السياسي في البلد، وعدم المراهنة على الوقت لحل المشاكل التي يعاني منها المواطنون. كارثة التوظيف حذر الدقباسي من كارثة سيواجهها البلد في حال استمرت أعمال الحكومة التي لا تخلق فرص عمل للشباب، في ظل تزايد أعداد طوابير الانتظار في ديوان الخدمة المدنية، حيث سيصل خلال سنوات قليلة مقبلة الى رقم مخيف، ينذر بمشاكل اجتماعية وأمنية واقتصادية سترهق البلد. تعزيز الحرية وصف الدقباسي تعزيز الحريات بالمدخل الحقيقي لأي إصلاح، سواء ماليا او اداريا او أمنيا او اجتماعيا.دعوة صادقة قال الدقباسي: لدي دعوة صادقة بالدفع باتجاة الاصلاح وتعزيز الحريات ومواجهة كارثة عدم وجود فرص عمل للكويتيين، ويجب ان يعرف كل مسؤول بالدولة ان اليوم طوابير الانتظار للتوظيف تصل للآلاف، وهل يعقل أن صندوق المشاريع الصغيرة لا يستغل بالشكل الصحيح، وبالامكان ان يوفر فرص عمل كثيرة للشباب الكويتي.فرص عمل أجاب الدقباسي على سؤال {كان لديك تحذيرات سابقة من استمرار الهدر وغياب الرؤية في الإصلاح؟} بالقول: بكل صراحة لا اشعر أن لدى الحكومة رؤية وخطة واضحة وانجازات او خطوات تصل بنا الى اهداف، واي اصلاح لا يوفر فرص عمل للكويتيين مرفوض، ونحن امام كارثة كبيرة، ونريد فرص عمل للكويتيين، وهناك عشرات الآلاف من الكويتيين بدون فرص عمل، ونحن بحاجة لرؤية، وهناك افكار كثيرة، وهناك مليارات تذهب تحويلات خارجية من دون الاستفادة منها، وان كانت لدينا وفرة مالية بالسابق اليوم الوضع يختلف، والحكومة فشلت اثناء الوفرة المالية، فكيف تستطيع فعل ذلك اليوم، ونحن نريد حلولا حقيقية لمواجهة الاعباء. كشف الحقيقة طالب النائب علي الدقباسي الحكومة بكشف حقيقة مصروفات حساب العهد الذي وصل الى أموال طائلة بلغت ٣ مليارات و٨٠٠ مليون دينار، وعدم الاكتفاء بإصلاح خلل تجاوز الصرف في الميزانية العامة للدولة.