توني بلير: زعماء الاتحاد الأوروبي مستعدون لتغيير قواعد «الشنجن»

  • 7/15/2017
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

قال رئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير اليوم السبت إن زعماء الاتحاد الأوروبي مستعدون لتغيير قواعد التكتل الخاصة بحرية تنقل العمال (الشنجن) لإتاحة الفرصة أمام بريطانيا لتفادي “خروج شاق” ومضر. وأضاف أن فوز إيمانويل ماكرون بالرئاسة الفرنسية جعل مسألة إصلاح الاتحاد الأوروبي مطروحة مما يعني أن بإمكان بريطانيا والاتحاد الالتقاء “في منتصف الطريق” لعقد اتفاق يبقي على لندن داخل أكبر منطقة تجارة في العالم. وتابع في مقال نشره معهد توني بلير للتغيير العالمي “الزعماء الأوروبيون، ومن خلال مناقشاتي بالتأكيد، مستعدون لبحث تغييرات للتكيف مع بريطانيا بما في ذلك ما يتعلق بحرية التنقل”. وقال “معارضة حرية تنقل الأشخاص بمجرد أن تدقق النظر في تفاصيلها فهي لا تحمل الكثير من الاختلافات. يشارك الفرنسيون والألمان بعض المخاوف البريطانية خاصة بشأن الهجرة وسوف يتوصلون لحلول وسط بشأن حرية الحركة”. وتختلف تصريحات بلير عن الموقف التفاوضي للاتحاد الأوروبي الذي يؤكد على أنه لا يمكن “الانتقاء” من بين مزايا عضوية السوق الأوروبية الموحدة دون القبول بحرية تنقل العاملين من دول الاتحاد. وفي مقابلة منفصلة قال بلير إنه اعتقد أن من الممكن بقاء بريطانيا في الاتحاد الأوروبي لأن الرأي العام تحول لمعارضة انسحابها من التكتل. وقال في مقتطفات قبل عرض مقابلة مع برنامج (صوفي ريدج أون صنداي) على محطة سكاي نيوز “أعتقد أن من الضروري جدا ألا يحدث ذلك لأنني أعتقد أن كل يوم يمر يأتي لنا بأدلة جديدة على أن الأمر يضرنا اقتصاديا”. وقالت حملة (الخروج يعني الخروج) المؤيدة للانسحاب من التكتل إن تصريحات بلير تظهر مدى انفصاله عن الناخبين.    نقاش جديد؟ يشعر كثير من زعماء دول الاتحاد الأوروبي الغربيين بالفعل بالقلق من قصر حرية التنقل على العاملين فقط كما هو مذكور في ميثاق الاتحاد الأوروبي. وتمكنت ألمانيا من كسب سلسلة من الدعاوى القضائية في الاتحاد الأوروبي حرمت مهاجرين لا يعملون من حقوق تلقي الإعانات والإقامة. وليس هناك قبول واسع داخل الاتحاد لفكرة إعادة فتح تفاوض مع بريطانيا سبق ونوقش قبل إجراء الاستفتاء على عضويتها في التكتل ويعود ذلك جزئيا إلى أن الكثيرين في الاتحاد الأوروبي يرون أن جزءا من مشكلات بريطانيا مع المهاجرين من دول التكتل هو بسبب أخطائها. وفي عهد حكومة بلير سمحت بريطانيا لمواطنين من بولندا ودول أخرى كانت شيوعية بالاستقرار على الفور في بريطانيا على الرغم من سماح قواعد الاتحاد الأوروبي بفترة انتقالية مدتها عام. وعندما جعل رئيس الوزراء السابق ديفيد كاميرون خفض المهاجرين من دول الاتحاد محور تركيز اتفاق طالب بإبرامه قبل إجراء استفتاء العام الماضي حثت حكومات أوروبية لندن على فعل المزيد في إطار قواعد التكتل القائمة بالفعل للحد من الوافدين. ووافقوا أيضا على اتفاق خاص لكاميرون بمنح بريطانيا حقوقا إضافية لكبح تدفق المهاجرين من دول التكتل إليها لكن الاتفاق أصبح بلا قيمة عند تأييد التصويت في الاستفتاء للخروج من الاتحاد الأوروبي. وعبر بلير في مقاله اليوم السبت عن أسفه لأن حزب المحافظين الذي تنتمي إليه رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي وحزب العمال المعارض عقدا العزم على الخروج من السوق الموحدة دون بحث البدائل. وقال “في ضوء المخاطر وما نكتشفه يوميا من تكاليف خروج بريطانيا.. كيف يمكن أن يكون من الصواب تعمد استبعاد خيار التوصل لحل وسط بين بريطانيا وأوروبا يقضي بأن تبقى بريطانيا داخل أوروبا بعد الإصلاح؟” وأشاد بلير بالزعيم الحالي لحزب العمال جيريمي كوربين لحشده أصوات الشباب في انتخابات عامة جرت الشهر الماضي وخسرت فيها ماي أغلبيتها البرلمانية. لكنه قال إن بريطانيا قد تتلقى ضربات قاصمة إذا ما تولت حكومة بقيادة كوربين السلطة وتبنت سياسات اقتصادية يسارية متطرفة. وردا على ذلك التصريح قال كوربين لهيئة الإذاعة البريطانية (بي.بي.سي) إن الاقتصاد سيتحسن في عهد حكومة يقودها حزب العمال تركز على زيادة الاستثمارات. وتولى بلير رئاسة وزراء بريطانيا لمدة عشرة أعوام حتى 2007. وأراد إدخال بلاده في منطقة اليورو ويرى أن بريطانيا يجب أن تقود الاتحاد الأوروبي لا أن تنسحب منه.

مشاركة :