هدفت دراسة نشرت بمجلة «علم وظائف الأعضاء التجريبي»، إلى كشف كيفية الإصابة بارتفاع ضغط الدم لذلك حاول الباحثون في المقام الأول البحث في التغيرات العضوية بالجسم المصاحبة لبداية الإصابة بالمرض.يقصد بارتفاع ضغط الدم الارتفاع المستمر بمعدل القوة التي يتدفق بها الدم داخل الأوعية الدموية، ويقاس بواسطة معاملين للتغير هما: ضغط الدم الانقباضي وضغط الدم الانبساطي، وما قام به الباحثون الروسيون من«معهد علم الخلايا والوراثة» الآن هو البحث في ما يحدث عند بداية الإصابة بضغط الدم الناتج عن التوتر، وذلك بمتابعة التغيرات الجسدية التي تحدث لدى الفئران المصابة بالمرض وفي عمر 4-6 أسابيع وتمت المقارنة بين 10 ذكور من الفئران مصابة بالمرض ومجموعة أخرى سليمة مكونة من 8 ذكور، واستخدام تقنية الرنين المغناطيسي لتقييم حالة الدورة الدموية والتغيرات التي تحدث بأيض الدماغ وذلك في عمر شهر واحد ثم 3 أشهر على التوالي، ومع تقدم أعمارها لاحظ الباحثون تغيرات بتدفق الدم إلى شرايين معينة وخصوصاً تزايد تدفقه بالشرايين الكلوية وتراجع تدفقه بالأبهر البطيني، كما وجد الباحثون تراجع مقاومة الأوعية الدموية بالكلى التي تحدث مع تقدم العمر ولكنها تبقى أعلى من تلك الموجودة لدى مجموعة الفئران السليمة، وذلك في عمر شهر و3 أشهر كما اكتشفت الدراسة أيضاً وجود تغيرات مختلفة بنشاط الدماغ حيث ظهر تراجع بنشاط القشرة الجبهية وتزايد بالنشاط بمنطقة تحت المهاد وهما حالتان لم تلحظا لدى مجموعة الفئران السليمة ووجد كذلك أن منطقة تحت المهاد لدى الفئران في عمر 3 أشهر بها ناقلات عصبية مثيرة أكثر من المثبطة وهكذا فإن ارتفاع ضغط الدم الناتج عن التوتر تصحبه تغيرات تحدث بنسب الأيض بالدماغ وبمتغيرات تدفق الدم عبر الشرايين الرئيسية وهو ما يدل على العلاقة بين الإصابة بارتفاع ضغط الدم وبين كل من تغيرات الدماغ وتغيرات قوة تدفق الدم بشرايين الجسم، ويقول الباحثون إن تلك التغيرات، وخصوصاً في مرحلة عمرية مبكرة، تؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم.
مشاركة :