ايها السادة — المكونات الطائفية والمذهبية لا تبني وطنا

  • 7/16/2017
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

نهاد الحديثي بعد الاحتلال الامريكي للعراق 2003 فقــدنا الكثير من مصطلحات الوطنية والقومية، واختفى شعار «الدين لله والوطن للجميع» من القاموس السياسي.، وعملت الاحزاب السياسية الى تعميق جذور ومفاهيم الطائفية والمذهبية بين الشعب، وافرزت شعارات العشائر والمذاهب والطوائف والأقليات، وبدأ ساسة الاحزاب والسلطة يقاتلون باسم «المكون» منصبينً ا نفسهم ناطقين باسمه!!! وكي يضفي صفة رسمية على وظيفته يلجأ إلى قانون انتخابات مفصل على قياس هذه «المكونات» المتفرقة المتقاتلة، رافعاً رايات «النصر» وسط مؤيدين يشعرون بالغلبة، رافعين أعلام النصر فوق أنقاض المدن المدمرة وهكذا تصبح ديموقراطية الإنتخابات مجرد لعبة لتكريس زعامات «المكونات» وتحكمهم بـالمكون !!! ولم تعد كلمة شعب أو شعوب تعني شيئاً، والجميع يريدون فرض ارادتهم على السلطة في بغداد والسيطرة على موارد النفط واستغلال المناصب والجاه لاجل طموحات شخصية وحزبية وعم الفساد وارتكبت الموبقات وانتشرت عصابات الخطف والاغتيال والتصفيات لاجل سيادة المصالح النفعية-، الاكراد على ابواب الاستفتاء وتأسيس دولتهم المستقلة المعادية للجميع داخل العراق وفي المحيط القريب، والعرب السنة يبحثون عن مرجعية سياسية لهم بعقد مؤتمرات داخل العراق وخارجه ومعظمهم يطمحون لتاسيس الاقليم السني يضم المناطق المحررة بعيدا عن الاقصاء والتهميش والطائفية المفيتة،، والعرب الشيعة الذين يمسكون بتلابيب السلطة يبحثون عن التسوية السياسية التاريخية ولا يعترفون باخطائهم وفشلهم في القيادة والحكم طيلة السنوات السابقة، وازاء كل ذلك غاب مفهوم الشعب عن الخطاب السياسي، ياسادة— «المكونات» لا تصنع أوطانا بل تؤدي الى خلق عصبيات اجتماعية للمكون الذي تنتمي اليه , فتكون الدولة مؤسسة على اساس المكوناتية والطائفية والعرقية التي ينتمي اليها الافراد والجماعات ,وبذلك تخلق مجتمع يعاني من ضعف الاندماج الذاتي والانصهار , وتعيش الجماعات بجوار بعضها البعض لكنها تظل ضعيفة التبادل والتواصل فيما بينها،وكلنا نعاني من أزمة بناء الدولة ومؤسساتها و مسؤولية استشراء الفساد المالي والإداري بالعراق بعد الاحتلال ،وللاسف ما يعانيه العراق من حرب استنزاف في مواجهة تنظيم داعش وما يشهده من مواقف دموية ومقتل العديد من ابناء العراق والجيش العراقي , اسهمت في دعم المصالح المتنافرة بإعطاء المواطنين بسبب الآمهم واوجاعهم بأنهم باتوا أقرب اقتناعا الى التقسيم وكذلك في حال استمرار الاوضاع بالتفاقم فان مشروع التقسيم واقامة دولة المكونات هو الاقرب للوضع العراقي–لنعمل معا لبناء دولة المواطنة، الدولة المدنية الديمقراطية، دولة العدالة … انهاء نظام المحاصصة الطائفية والحزبية،وانهاء دور الاحزاب الاسلامية سبب خراب العراق

مشاركة :