عائلة تتحدى شبح الموت بالعودة للرقة لدفن قتلاها

  • 7/16/2017
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

سوريا- أ ف ب: فيما يفر الآلاف من المدنيين من المعارك التي تشهدها مدينة الرقة، معقل تنظيم داعش في سوريا، اختارت آمال شيخ ويس السير عكس التيار والعودة مجازفة بحياتها لدفن جثث أفراد من عائلتها. ومع وصولها برفقة والدتها وأحد أشقائها إلى حي الدرعية في غرب الرقة، حيث تدور معارك بين قوات سوريا الديموقراطية وتنظيم داعش وجدت آمال نفسها أمام مشهد لم تتخيله يوماً. وتقول الفتاة (17 عاماً) بعد دقائق من معاينتها لهذا المشهد لوكالة فرانس برس «وجدنا نصف جثة وأشلاء وقليلاً من الشعر» مضيفة بتأثر شديد «عرفت شقيقتي زهرة من سلسلة ذهبية كانت تضعها حول عنقها». وتسببت المعارك التي تدور منذ أسابيع داخل مدينة الرقة في شمال سوريا بمقتل شقيقتها زهرة وشقيقها عبدالله وزوجته الحامل نور مع طفلتهما الصغيرة (18 شهراً). وتتابع آمال بغصة «لم نجد الطفلة»، متوقعة أن تكون جثتها الصغيرة قد اختفت بين الركام. ويقول شقيقها «لم يبق منهم شيء». بالقرب منهم، يحاول مقاتلون من قوات سوريا الديموقراطية تهدئة الوالدة المنهارة وسط شارع تحيط به منازل مهجورة من الجانبين. ولا تكف الأم المفجوعة التي ترتدي عباءة سوداء وتغطي رأسها بحجاب أبيض عن الصراخ ومناداة ابنها «عبدالله عبدالله عبدالله». تعد عائلة شيخ ويس من العائلات الكردية القليلة التي بقيت في مدينة الرقة في ظل حكم تنظيم داعش. ومنذ سيطرة الجهاديين على المدينة في العام 2014، نزحت معظم العائلات من المكون الكردي الذي كان يشكل 20% من سكان مدينة الرقة. ومع دخول قوات سوريا الديموقراطية، ائتلاف فصائل كردية وعربية، إلى المدينة في السادس من يونيو بدعم من التحالف الدولي، اقتربت المعارك من حي الرميلة في شرق المدينة حيث كانت تقيم العائلة. ونزحت العائلة حينها إلى حي الدرعية قبل أن يتفرق أفرادها، إذ فرت آمال ووالدتها إلى الطبقة، فيما اختارت زهرة وعبدالله وعائلته البقاء في الرقة. وبحسب زهرة، لجأ أفراد عائلتها إلى فرن كانوا يعملون فيه سابقاً قبل أن «يخرجهم الدواعش منه، ثم خيموا في أرض زراعية مع صاحب الفرن» في الحي ذاته. في مدينة الطبقة حيث تقيم مع والدتها، سمعت آمال أنباء عن مقتل زهرة وعبدالله مع عائلته في الرقة. وفي الوقت ذاته، علم شقيقها اللاجئ إلى تركيا بالأمر ذاته، فعاد على وجه السرعة إلى شمال سوريا.

مشاركة :