توقع مراقبون للشأن العربي، لجوء نظام الدوحة إلى المراوغة وكسب الوقت والتعاطف، مع تحرك الوساطة الأميركية، في الوقت الذي تتبع فيه «الرباعية العربية ضد الإرهاب» سياسة النفس الطويل حفاظاً على مقدرات الشعب القطري وعدم انهيار اقتصاده، مؤكدين في الوقت نفسه أن استمرار الدوحة في دعمها الإرهاب يؤدي إلى عزلها من المحيط العربي والخليجي، وهو ما يكبد الاقتصاد القطري خسائر فادحة، في ظل اقتصاد تراجعت مؤشراته في المحطة الأولى من العقوبات، هكذا آل الوضع في قطر لدفع العديد من الخبراء والهيئات المالية والاقتصادية. وأشار مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق السفير أمين شلبي إلى أن سياسة المماطلة التي تتبعها الدوحة مع الجهود الأوروبية الأميركية لن يغير من موقف الرباعية العربية، إلا بالرضوخ والعودة إلى صوت العقل والتخلي عن دعم التنظيمات الإرهابية وتحكيم العقل في تحجيم عمل الجماعات المتطرفة ووقف تمويلها التي تعمل على نشر الفوضى في دول المنطقة. بدوره، قال العضو السابق بوفد مصر الدائم بالأمم المتحدة بنيويورك، السفير جلال الرشيدي: إن الدول العربية المكافحة للإرهاب ما زالت حتى هذه اللحظة تستخدم سياسة النفس الطويل أمام التعنت القطري حفاظاً على وحدة الصف العربي والخليجي، وعلى عدم تشتت الشعب المغلوب على أمره. مؤكداً أن المملكة العربية السعودية تصون البيت الخليجي من التصدع وتحافظ على وحدة الكيان العربي، رغم كل ما قام به نظام الدوحة طوال السنوات الطويلة الماضية من تآمر على المملكة ودول المنطقة، وما تحملته من صبر خلال الفترة الماضية. وعن حل الأزمة واحتمالات موعدها أكد أن الحل ممكن لكن بشروط، موضحاً أنه إذا استمر أمير قطر في غطرسته وكبريائه فمن المنتظر أن تطول الأزمة وتستمر حتى يأتي موعد الحسم. من جهته، قال الخبير الاقتصادي د. محمد موسى عثمان إن استمرار قطر في عدم الاستجابة للمطالب العربية يهوي بالاقتصاد إلى مرحلة متدنية، خاصة في ظل اعتماد الاقتصاد القطري على قوة الاستثمارات الأجنبية في المشروعات الرئيسة، وهو ما يمثل قوة ضغط، مع هروب المستثمرين المؤثرين والشركات الكبيرة والتخارج من شركات قائمة. وأشار عثمان إلى أن العواقب ستكون وخيمة على قوة الاقتصاد القطري الذي وضح عليه الإنهاك مع الدفعة الأولى من الإجراءات العربية.
مشاركة :