علاقة قطر بـ«حزب الله» قديمة جددها حلفها الجديد مع إيران

  • 7/16/2017
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

تشكل الاتصالات السرية بين الدوحة و«حزب الله» دليلا جديدا على ازدواجية سياساتها، فقطر كعضو في مجلس التعاون الخليجي صنفت ميليشيات «حزب الله» كمنظمة إرهابية، إلا أنها في الوقت ذاته تجري اتصالات وتوقع اتفاقيات معها. ويقدم هذا التقرير قراءة مفصلة لطرق وأساليب دعم قطر للحزب وعلاقتها بالراعي الأكبر للإرهاب «إيران»، حيث يتبيّن أن العلاقة بين قطر و«حزب الله» علاقة عضوية كاملة لم تأت باتفاق سريع وقع بالأمس، بل هي نتيجة تحالف قديم توطد طوال السنوات الماضية وظهر إلى العلن الآن مع الإعلان عن الحلف الجديد المتمثل بقطر وإيران.العلاقة الإيرانية ـ القطرية وشدد الصحافي والكاتب اللبناني فادي وليد عاكوم في تصريح لـ«اليوم» على أنه «لم يعد سراً أن العلاقة الإيرانية ـ القطرية تعتبر من أمتن العلاقات في منطقة الشرق الأوسط، حيث تأخذ هذه العلاقة متانتها من خلال الاتفاقات السياسية ـ الإستراتيجية والاقتصادية على أعلى مستوى، وتجلت بشكل كبير خلال فترة العقوبات الدولية على إيران، حيث قامت قطر ببيع حصص من الغاز الإيراني على أنه غاز قطري ونقلت الأموال الى ايران تباعا، وبطبيعة الحال ان تنعكس هذه العلاقة الطيبة على علاقة قطر بأذرع الحرس الثوري الإيراني في المنطقة وتحديدا حزب الله». وقال: «فالعلاقة مع الحزب كانت من خلال مسرحية أتقنتها قطر بشكل ممتاز، حيث ومن خلال إعلامها السيئ الصيت والمتمثل خاصة بقناة الجزيرة قامت بتبجيل حزب الله وتقديمه كمدافع عن الاسلام والعروبة، وبأنه رأس الحربة في المعركة مع اسرائيل، بالاضافة إلى تضخيم المعارك ونتائجها وصولا الى تحويل الخسارة التي مني بها لبنان 2006 الى نصر إلهي كبير حققه حزب إيران في لبنان، وآنذاك كانت الفرصة المناسبة لقطر للدخول الى معاقل حزب الله علنا تحت شعار دعم منطقة الجنوب وإعادة إعمارها، ورفعت حينها لافتات شكرا قطر، وتم فعلا إعادة إعمار البلدات الجنوبية التي تعتبر المعاقل الأساسية للحزب في الجنوب بأموال قطرية، بالإضافة إلى الأموال الطائلة التي دفعت كتعويضات في الضاحية الجنوبية والجنوب لإسكات أي صوت منتقد أو معارض للحزب وحروبه المزعومة».هكذا تم تسويق «شكراً قطر» وأضاف الصحافي والكاتب اللبناني فادي وليد عاكوم: «بعد العام 2006 كانت بعض المناطق في الجنوب والضاحية الجنوبية تحتاج ليس للترميم والإعمار بل لإعادة إعمار شاملة تشمل البنية التحتية بشكل كامل وتام، ورصدت وقتها الاموال القطرية التي سالت بالتعاون مع شركات الحرس الثوري الايراني للتخطيط والبناء، علما بأن التخطيط وقتها راعى النواحي العسكرية بشكل تام ومطلق، فأصبحت المناطق المعاد إعمارها قلاعا حصينة يصعب اختراقها وحتى شبكة الاتصالات فيها كانت مستقلة بشكل كامل». وأكد أن «العلاقة بين حزب الله وقطر تأتي بالتوازي مع العلاقات بين قطر والدولة العبرية، مما جعل الصورة الثنائية هذه تطرح تساؤلات جمة، فإسرائيل بعد انسحابها من لبنان أصبحت بحاجة فعلية لحماية حدودها الشمالية، وبقايا جيش لبنان الجنوبي الذي كانت قد أنشأته للقيام بهذا الدور انضمت لحزب الله بأعداد كبيرة، وبربط مسار الاحداث منذ بدايات العام 2000 وحتى اليوم يتضح ان كل ما جرى لم يكن إلا مسرحيات دفع الشعب اللبناني الثمن غاليا مقابلها، ويبدو ان قطر كانت عرابة حماية الحدود الشمالية لاسرائيل من خلال تطويع الحزب للقيام بهذه المهمة». انتشار ميليشيات حزب الله في الضاحية الجنوبية (اليوم)العمليات ضد إسرائيل صفر وواصل الصحافي والكاتب اللبناني فادي وليد عاكوم حديثه لـ«اليوم» قائلا: «ربما أبسط الأدلة يكون بعدد العمليات العسكرية التي نفذت ضد إسرائيل عبر الحدود الجنوبية اللبنانية منذ ذلك الوقت والعدد يقارب الصفر رغم وجود عشرات التيارات والأحزاب السياسية اللبنانية والفلسطينية اليسارية وذات التوجه الإسلامي، مع الإشارة الى ان عمليات اعتقال طالت عددا كبيرا ممن حاولوا تنفيذ هكذا عمليات على يد عناصر حزب الله الذين حولهم الريال القطري لحراس حدود جدد للجارة اسرائيل». وتابع عاكوم: «وبتوسيع القاعدة قليلا لا بد من الإشارة أولا إلى أن حزب الله نشر إرهابه في المنطقة، وهو أمر يتلاقى مع الأطماع السياسية القطرية، فخلايا حزب الله زرعت التفرقة المذهبية والتخريب في هذه الدول بشكل نسبي يختلف بين دولة واخرى، ولو كانت النوايا القطرية صافية فعلا لقطعت اي تواصل او علاقة مع ايران او حزب الله بسبب التدخلات السافرة في البلاد الشقيقة او المفترض ان تكون شقيقة، خصوصا وان قطر اعلنت ان حزب الله حركة مقاومة في وقت صنفت فيه دول الخليج هذا الحزب بأنه ارهابي، حتى ان الاحداث في سوريا شهدت استمرارا للمسرحية الهزلية حيث ورغم كل التناحر الاعلامي والسياسي فقد كشف عن زيارة موفود قطري رفيع المستوى لبيروت للقاء حسن نصرالله زعيم حزب الله وممثل الحرس الثوري الايراني في لبنان».تمويل عن طريق الفدية وقال الصحافي عاكوم: «ويبدو وبسبب الحصار الدولي على حركة تنقلات الأموال فقد اعتمدت قطر مؤخرا طريقة التمويل مع حزب الله مشابهة لتمويلها للجماعات الإرهابية في سوريا، أي دفع الفدية مقابل المخطوفين، فدفعت قطر مبلغا فاق الملياري دولار في صفقة اطلاق سراح صيادين قطريين احتجزوا في العراق، وضمت منطقتي الفوعة وكفريا الى الصفقة في اشارة واضحة الى اتساع رقعة العلاقة والمباحثات وحتى الخطط الموضوعة». وأضاف: «ومؤخرا وتحت ستارة المصالحات والسلم الاهلي، سلمت قطر المناطق التي كانت عصاباتها في سوريا تسيطر عليها لحزب الله مباشرة وليس للجيش السوري، لتتسع الرقعة التي ينتشر عليها حزب الله، وتضعف في المقابل القدرات القتالية بسبب انحسار المساحات المسيطر عليها من قبل المعارضة خصوصا على أطراف دمشق ومناطق حلب، وذلك ضمن المخطط الإيراني الرامي لفتح طريق يربط طهران بالساحل السوري عن طريق العراق، ويبدو ان قطر اصبحت لاعبا أساسيا لفتح هذا الطريق الذي سيشهد مستقبلا مشاريع مد أنبوب الغاز القطري الإيراني الذي سيضخ هذه المادة الحيوية الى اوروبا».لعبة مماثلة في سوريا وعن الأهم في مسألة علاقة «حزب الله» بقطر، رأى الصحافي والمحلل اللبناني «الدور الذي لعبته الدوحة في السنوات السابقة بنقل الدعم اللوجستي الى الحزب في وقت كانت الطائرات الايرانية تتعرض للتفتيش الدائم او حتى المنع، حيث قامت الطائرات القطرية وحسب مصادر موثوقة في مطار بيروت الدولي، بنقل الاسلحة والذخائر وضمنها الصواريخ البعيدة المدى الى الحزب بشكل دوري ودائم، وذلك في المنطقة الخاصة بالحزب من مدرجات مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت، حيث كانت تتم عمليات التفريغ ليلا بحماية من عناصر الحزب وبحضور ضباط قطريين من المعروف عنهم علاقتهم الطيبة مع الحزب وضباط الحرس الثوري الايراني». وتابع: «كما لا بد من الإشارة الى ان اللعبة القطرية في لبنان هي نفسها في سوريا، فقطر نشرت العشرات من الجمعيات التي تقدم الاموال للمدنيين لتغطية تمويلها للجماعات الارهابية، وهو ما فعلته في لبنان لتغطية اي تحرك او دعم، حيث رصدت تحركات مريبة للهلال الاحمر القطري في لبنان في مناطق نفوذ حزب الله حصرا، مع الاشارة الى ان دعم قطر للحزب ماديا يندرج دون شك في دعم مصانع الحزب لتصنيع الصواريخ والتي رصدت معاملها في مناطق البقاع اللبناني».

مشاركة :