الرافتينغ تعدّ من الرياضات المهمة للغاية في “تقوية العضلات، وخصوصا الأيدي”، نظرا للجهد المبذول في التجديف.العرب [نُشر في 2017/07/16، العدد: 10693، ص(17)]المغامرة تستهوي الشباب بيروت – التجديف المائي في النهر، أو ما يعرف بـ”الرافتينغ”، تجاوز كونه مجرد رياضة مائية ترفيهية شمالي لبنان ليتحوّل في السنوات الأخيرة إلى أهمّ مورد اقتصادي لسكان المنطقة، ما أنعش قطاع السياحة فيها بشكل عام. ومع أن هذه الرياضة الأوروبية التي تعتمد على التجديف في زوارق مطاطية مملوءة بالهواء لا تعتبر حديثة الظهور في لبنان إلا أنها استطاعت استقطاب عدد كبير من أبناء البلاد وحتى من السياح الأجانب ممن يفضلون اختبار مغامرة مائية استثنائية. على ضفاف نهر “العاصي” الممتدّ على طول نحو 572 كيلومترا والنابع من بلدة اللبوة في البقاع اللبناني (شرق)، تتناثر القوارب المطاطية الصغيرة تصارع الأمواج تارة، ومستسلمة للتيار المائي الذي تصنعه الشلالات المنسابة على ارتفاع يصل إلى 7 أمتار. محمد صعب؛ صاحبة أحد أندية الرافتينغ المنتشرة بالعشرات على طول ضفاف النهر قال إن “هذه الرياضة بدأت في العاصي منذ 1993 غير أن انتشارها كان محدودا للغاية”. وأضاف أن “الرافتينغ شهدت مع الوقت تطوّرا ملحوظا، خصوصا في العقد الأخير، حيث بات النهر وجهة للسياح العرب والأجانب فضلاً عن أبناء لبنان، لممارسة سباق التجديف المائي”. رحلة تستغرق نحو ساعة ونصف من الزمن، وفق صعب، “يقطع خلالها المركب المطاطي الخاضع لجميع تدابير السلامة اللازمة نحو 8 كيلومترات في النهر”. ويتسع المركب لما بين 8 إلى 9 أشخاص عادة ما يكونون مرفوقين بالمسؤول عن القيادة والتعليمات.انتشار محدود لرياضة أجنبية لم يكن لها تقاليد تذكر في المنطقة المتاخمة لمحافظة حمص السورية (شمال شرق)، حيث لم يتعدّ عدد الذين تدرّبوا على أيدي لجنة فرنسية الـ10 أشخاص غير أن أكثر ما يميّز هذه الرحلة الشيقة على حدّ وصف صعب، هو ما يتخللها من أجواء حماسية نابعة من حس المغامرة المخيم عليها، علاوة على اللعب والتراشق بالمياه عند التقاطع مع مراكب أخرى. وعلاوة على بعدها الترفيهي، أشار صعب إلى أن الرافتينغ تعدّ من الرياضات المهمة للغاية في “تقوية العضلات، وخصوصا الأيدي”، نظرا للجهد المبذول في التجديف، إضافة إلى الحركة المتواصلة بفعل الأمواج وانسياب المياه. أما الشلالات الـ5 الموجودة على خط الرحلة البحرية للزوارق فهي من أهمّ عناصر الإثارة في هذه الرياضة. ففي الجزء الأخير من الرحلة، أي عند المرور على شلالات الدردارة المتدفقة على ارتفاع نحو 7 أمتار، تمتزج السماء للحظة مع الأرض لتصنع لوحة بديعة تثير إعجاب ركاب الزورق وتضفي على الرحلة بعدا جماليا رائقا. ومن أجل سلامة عشاق هذه الرياضة لفت صعب إلى أن “ركاب الأمواج يرتدون ملابس خاصة ويُجهّزون بمعدات لتأمين رحلتهم، وهذا ما يتيح حتى لطفل في الرابعة من عمره أن يمارسها دون خشية تعرضه لسوء”. أما في منطقة الهرمل البقاعية، هذا القضاء الذي يضم مجموعة قرى ترتفع عن البحر ما بين 900 و1000 متر، فقد سجلت الرافتينغ وصولها منذ نحو 20 عاما، بحسب صعب. انتشار محدود لرياضة أجنبية لم يكن لها تقاليد تذكر في المنطقة المتاخمة لمحافظة حمص السورية (شمال شرق)، حيث لم يتعدّ “عدد الذين تدرّبوا على أيدي لجنة فرنسية الـ10 أشخاص”. وبعودة هؤلاء المدرّبين إلى لبنان بذلوا أقصى جهودهم لتدريب بقية الشباب من أجل تطوير رياضة ينفرد بها نهر العاصي. ورغم ما اعتبره صعب إهمالا من قبل وزارات السياحة المتعاقبة، إلا أن الرياضة سرعان ما تطوّرت لتكتسب صيتا استقطب الكثيرين. ونهاية الأسبوع يرتفع عدد المقبلين على الرياضة ليتراوح ما بين 100 و150 في كل ناد، وخصوصا خلال موسم الرافتينغ الذي يبدأ مع حلول الربيع ويستمرّ حتى بداية الخريف. نائب رئيس بلدية “الشواغير-الهرمل” وائل صعب يقول إنّ “المنطقة انتعشت سياحياً بفضل نوادي الرافتينغ والمطاعم التي يصل عددها إلى أكثر من 30 مطعما ممتدة على طول نهر العاصي”. ورأى أن “الجهود التي يبذلها المعنيون بالتعاون مع القوى الأمنية ساهمت في رفع الإقبال المحلي والدولي على المنطقة”، لافتا أن “الرياضة بحاجة للدعم الإعلامي خصوصا من قبل وزارة السياحة اللبنانية”.
مشاركة :