الصرف الصحي والمياه والهالة الإعلامية !! | حسين أبوراشد

  • 6/28/2014
  • 00:00
  • 10
  • 0
  • 0
news-picture

قبل عدة أعوام كتبت مقالاً بعنوان "معاناتنا مع الصرف الصحي باي باي" بتاريخ 25-5-2011, وأشرت فيه إلى أن مدينة جدة واحدة من أكثر المدن تلوثاً في العالم ويعاني قاطنوها من غياب شبكة الصرف الصحي في غالب أحيائها ومخططاتها, وقد اكتظت شوارعها بصهاريج الصرف الصحي تسير جنباً إلى جنب مع صهاريج مياه الشرب ناشرة معها الأوبئة والأمراض والروائح الكريهة, ناهيك عما تحدثه من تلف للبنى التحتية, إضافة إلى ما تسببه من ارتفاع لمنسوب المياه الجوفية, وتلوث مياه الشرب, وما تسببه كذلك من أضرار على البحر والبحيرات نتيجة للصب المباشر غير المعالج فيها, وأوضح دليل على ذلك ما يحدث في "بحيرة الشباب" و"بحيرة الأربعين" آنياً, واستمرار انبعاث الروائح الكريهة منهما, وحتى محطة المعالجة الكائنة في وسط حي البغدادية السكني لم تسلم من تلك الروائح المؤذية, علما بأنه تم الإعلان عبر الصحف منذ سنوات بأن المحطة سيتم نقلها إلى خارج المدينة؛ إلا أنه لم يحدث مثل ذلك الأمر حتى اللحظة !! أذكر أن رئيس وحدة المياه آنذاك المهندس عبدالله العساف قد دعاني وقتها للقاء برئيس الشركة مع مجموعة من الصحفيين وكتاب الرأي للقيام بجولة على مشاريع الصرف الصحي والاستفسار من رئيس الشركة وبشكل مباشر عن المشاريع الآنية والمستقبلية.وكان أن انعقد لقاء صحفي بعد تلك الجولة التي تفاجأ الجميع بما شاهدوه من خلالها حيث كان العمل يسير على قدم وساق من قبل الشركة الفرنسية المشرفة على تلك المشاريع وعلى الأخص تلك الحفرة الكبيرة التي يسمونها "النفق", وهي كما قيل لنا آخر حفرة تجميع في منظومة الصرف الصحي عمقها 70 متراً موصّلة بمحطة الرفع ومنها لمحطة المعالجة, وبكل أمانة ومصداقية فإن ما رأيناه كان يمثل مشاريع ضخمة عملاقة غالبيتها باطن الأرض على شكل أنفاق وأنابيب يصل قطرها إلى 3 و4 أمتار, إلا أن الإشكالية الكبرى التي كدّرت صفو جولتنا تلك كانت فيما لاحظناه من توقف العمل بالمحطة التي تعرف بمحطة الرفع أو هكذا بدا لنا الأمر الذي جعلني أسأل عن سبب ذلك التوقف وبشكل مباشر رئيس الشركة المهندس لؤي مسلم,الذي أفادني بأنه لا يوجد أي تعثر في جملة مشاريع الصرف الصحي بشكل عام, وأن تلك المشاريع إنما تسير بحسب ماخطط لها, وأنه سوف يتم العمل على إيصال التوصيلات المنزلية في نهاية عام 2011 وفي عام 2013 ستصل الخدمة إلى 70% وتكتمل جميع التوصيلات المنزلية عام 2015. بعدها كتبت مقالاً تفاءلت فيه بما شاهدت من أعمال ولم أشر فيه إلى ملاحظة توقف محطة الرفع بعد تطمينات وتأكيدات سعادة رئيس الشركة بأن كل شيء على ما يرام! لينهال عليّ العديد من الاتصالات بعد المقال في مجملها غير متفائلة بتلك المشاريع وتوقيتاتها وخططها, وكانوا فعلاً على حق وهذا ماحدث, بل إن الجميع أشاروا إلى أن ذلك اللقاء كان فقط من باب الاستهلاك الإعلامي ليس إلا! وفي 14 فبراير2013 التقيت برئيس وحدة المياه وبيّنت له خيبة أمل المواطنين في الشركة ومشاريعها ووعودها التي لم تلتزم الشركة بها من خلال التصريحات الصحفية لكبار المسؤولين فيها, إلا أنه أفادني بأن الشركة التزمت بتنفيذ مشاريعها وهي عند وعودها بل وفي انتظار المواطنين في هذه الأحياء لإيصال الخدمة لهم (أحياء: السلامة- الربوة- البوادي- وأجزاء من حي الصفا) بعدها وبشكل مباشر كتبت مقالاً ثالثا أدعو فيه سكان تلك الأحياء إلى مراجعة الشركة لإيصال الخدمة لهم؛ لكن وبعد عدة أسابيع قليلة تلقيت عدداً من مكالمات المواطنين والأصدقاء بأن بعض تلك الأحياء لم يكتمل المشروع بها, وعلي التريث وعدم الاندفاع في التفاؤل, وأن ليس كل ما يقال يصدق! ومن الأسئلة المحورية هنا: كيف يثق الناس في الشركة القائمة على مشاريع الصرف الصحي وفي مشاريعها ومعاناتهم في تفاقم مستمر؟ بل وكيف سيتفاءل الناس بالمبالغ المعتمدة والتي قدّرت بـ 9.6 مليارات ريال لمحافظة جدة والخزن الاستراتيجي للمياه الذى أعلن عنه من سنوات عديدة مضت ولم يبدأ العمل به إلا من قريب؟ ثم إذا كانت المشاريع مجدولة وفق خطط مدروسة فما الذي يمنع شركة المياه من توضيحها والإعلان عنها بكل شفافية حتى يطمئن المواطن, ويعيد ثقته فيها من جديد؟! Hussain1373@hotmail.com للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (38) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain

مشاركة :